يبدو أن الرئيس
المصري المخلوع حسني مبارك، ورموز نظامه، قد نجحوا في تخطي تجليات ثورة
25 يناير، التي وضعتهم لفترة من الزمن خلف القضبان، وبات ظهورهم يتكرر في المناسبات الاجتماعية، وعلى شاشات الفضائيات، وسط حفاوة إعلامية جلية.
ويفسر المتحدث باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، إسلام الغمري، ما وصفها بـ"العودة الإعلامية القوية لمبارك وعائلته"، بأن "النظام يرغب في إيصال رسالة واضحة بأن
ثورة يناير ومكتساباتها قد انتهت، وخاصة بعد عودة رموزه إلى الساحة السياسية".
وأضاف لـ"
عربي21": "عبارة قاضي البراءات في محاكمة مبارك؛ لخصت ما يحدث اليوم، حيث قال في جملته الشهيرة:
عودوا إلى مقاعدكم".
وقال إن الشعب المصري أمام خيارين؛ "إما القبول برسائل النظام العسكري، والعودة إلى حكم ما قبل 25 يناير، أو الثورة وانتزاع حقوقه من النظام الذي يسعى لتسخير أجهزته الأمنية في قمع الشعب وإرهابه".
بالون اختبار
من جهته؛ قال الأمين العام السابق لحزب الدستور، حسام عبدالغفار، إن الظهور الأخير لمبارك ورجاله "محاولة للرهان على ذاكرة الشعب المصري، وإن أربع سنوات كفيلة بأن ينسى فساد مبارك ونظامه"، مشيرا إلى أنه "بالون اختبار بمدى قبول عودتهم للساحة رويدا رويدا".
وأضاف لـ"
عربي21": "هؤلاء قوم ليس لديهم أدنى شعور بالمسؤولية، أو الخجل مما فعلوه، وكان أولى بهم أن يتواروا بعد سلسلة البراءات المبنية على خطأ في توجيه المحاكم".
وعزا جرأة آل مبارك ونظامه في الظهور مجددا إلى عدم وجود "توجه للنظام الحالي بتجريم ما قبل 25 يناير الذي ثار عليه الشعب"، مؤكدا أن "دولة مبارك ما زالت قائمة، وبالإمكان رؤية جذور تلك الدولة في جميع المؤسسات القائمة، وخصوصاً الاقتصادية والإعلامية".
وحمل عبدالغفار "الثوار، والدولة، وما يسمى بالنخب السياسية؛ مسؤولية عودة مبارك ونظامه، وتصدره المشهد"، وقال: "أخطأنا عندما لم ندرك أولويات الشعب، وألبسناه ثوب المحاصصة واقتسام السلطة".
"جمال" الرئيس القادم
أما عضو المكتب السياسي لتكتل قوى الثورة، محمد عطية؛ فرأى أن تواصل علاء وجمال مبارك مع السياسيين الحاليين "هو رسالة بأننا عائدون للمشهد السياسي في الفترة المقبلة"، مضيفا: "لا أذيع سرا إذا قلت إن جمال مبارك سيكون هو الرئيس القادم".
وقال لـ"
عربي21": "هي رسالة أيضا لمن تبقى من الثوار بأن دولة مبارك ما زالت قائمة وباقية، فالبقاء للأقوى وليس للأصلح"، مؤكدا أن "تفرق الثوار، والنظام الحالي؛ كانا سببا في إفساح المجال لعودة آل مبارك ونظامه".
من جانبه؛ قال المتحدث باسم التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، محمد أبو هريرة، إن الوضع السياسي لما بعد 30 يونيو يؤكد أنها كانت ثورة مضادة هدفها وأد ثورة 25 يناير".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "النظام الحالي جزء من دولة مبارك العميقة، التي لها وجوه متعددة، وتحكم بثوب جديد، ولكنها أكثر شراسة ووحشية".
وانتقد "الاستخفاف" بمشاعر أهالي شهداء ثورة يناير، قائلا إن "تجول تلك الوجوه القبيحة المتهمة بقتل أبنائهم؛ يفقدهم الثقة في العدالة التي برأتهم، في مقابل الأحكام التي تصدر بالجملة ضد الثوار، والتي تفتقد لأبسط معايير العدل، وكأن حريتهم أصبحت هباء".
انتصار على الثورة
من جهته؛ قال عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية، محمد القصاص، إن "نظام السيسي لا يعادي نظام مبارك، بالرغم من ادعائه بأنْ لا عودة للنظام القديم".
واعتبر في حديث لـ"
عربي21" تلميع نظام مبارك ورموزه "نوعا من رد الاعتبار لهم، والتشفي بمن قاموا بثورة 25 يناير"، مشيرا إلى أن "رموز نظام مبارك منتشرون في جميع مفاصل الدولة، ويسيطرون عليها، ويتحكمون في بوصلتها كما يشاؤون".
ولفت إلى أن "النظام الحالي لو أراد منع ظهور مبارك ورموزه؛ لفعل، ولكنه لم ولن يفعل، إما لأنه مرغم على ذلك، أو راض عنه، وأيا كان فهي رسالة بأنهم انتصروا على الثورة".