نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لروبرت بوث، حول
محاكمة جنديين ليبيين يتدربان في معسكر في كامبردج، بتهمة
اغتصاب رجل سكران، بعد أن قاما باصطياد ضحيتهما "مثل كلاب الصيد"، بحسب وصف الادعاء في المحكمة.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن مختار علي سعد محمود (33) عاما، وإبراهيم أبو قتيلة (23)، يتهمان باغتصاب رجل في حالة من السكر الشديد، بعد أن حضر حفل عرس، وذلك في الساعات الأولى من 26 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، بعد ما وجداه في الشارع في مدينة كامبردج، كما ورد في لائحة الاتهام أمام محكمة التاج في المدينة يوم الأربعاء.
وتبين الصحيفة أن الليبيين كانا يتدربان في قاعدة "باسنغبورن"، التي تبعد حوالي عشرة أميال عن المدينة، وذلك جزء من برنامج للحكومة البريطانية لمساعدة الحكومة الليبية في إعادة الاستقرار بعد الحرب الأهلية عام 2011، التي ساعدت فيها
بريطانيا جوا وبحرا لإسقاط الديكتاتور معمر القذافي.
وينقل التقرير عن طرف الادعاء جون فارمر قوله: "يتلخص الادعاء بأنه وفي الساعات الأولى من يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، قام كل من المدعى عليهما باغتصاب رجل غريب تماما عنهما، وبينما كان أبو قتيلة يغتصبه كان محمود يساعده بشده إلى الأسفل".
ويذكر الكاتب أنه قد تم توجيه التهمة للرجلين بالاغتصاب والمساعدة على الاغتصاب. وقد رفض المتهمان التهمة. وقال فارمر إن أدلة الطب الشرعي تظهر أن الرجلين اتصلا جنسيا بالضحية المخمور، والقضية التي يجب أن يقرر فيها المحلفون هي إن كان الأخير وافق على ذلك الاتصال. وأضاف فارمر أن الضحية "لا يتذكر كثيرا من التفاصيل".
وتلفت الصحيفة إلى أن المحلفين المكونين من سبع نساء وخمسة رجال، استمعوا إلى تسجيل للضحية، خلال اتصاله بالشرطة، بعد وقوع الهجوم المشتبه، حيث قال لعامل هاتف الطوارئ إنه تم اغتصابه شرجيا.
ويفيد التقرير بأن الليبيين قد غادرا المعسكر وزارا كامبردج يوم السبت، حيث صادفا الضحية المزعومة في الساعات الأولى من صباح الأحد، بحسب ما قال فارمر للمحلفين.
ويقول فارمر: "في تلك الليلة تحديدا قد يكون أي من المتهمين تناول الكحول أو لم يتناول، وهذا شيء قد يظهر وقد لا يظهر. ولكن هناك شيئا أكيدا، وهو أن المشتكي تناول كمية كبيرة من الكحول، فقد كان في عرس في الخامس والعشرين، وجاء ليكمل ليلته في كامبردج، وقد استمر في الشرب"، بحسب الصحيفة.
ويضيف فارمر: "كان ثملا إلى درجة أنه حتى لو تم الادعاء بأنه وافق (على الاتصال الجنسي) فإنه لم يكن في حالة تسمح له بالموافقة. والقضية الأساسية بالنسبة للادعاء هي أنه لم يوافق".
ويوضح بوث أنه قد عرضت على المحلفين أشرطة فيديو من كاميرات المراقبة بعد منتصف الليل، تظهر المتهمين والمشتكي يمشون بشكل مستقل في شوارع كامبردج، وفي إحدى اللقطات يظهر أبو قتيلة يتعرض لامرأتين في الشارع محاولا التحدث معهما. وأخرى تظهره وهو يساعده غريب على أن يقف على رجليه، ولقطات أخرى تظهر ضحيتهما يدخل إلى نواد، وفي إحدى المرات يكون برفقة أصدقاء.
وتكشف الصحيفة عن أن لقطات الفيديو تظهر أن أول مرة صادف فيها محمود وأبو قتيلة الرجل السكران كانت في الساعة 3.26 صباحا خارج سيدني ساسكس كوليج. وقال فارمر: "تصرفا مثل كلبي صيد صادفا حيوانا جريجا. وقاما بالسيطرة عليه، ولم يستخدما القوة أولا، ولكنهما استخدماها لاحقا، وأبقياه يمشي في الاتجاه الذي يريدانه".
وينوه التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أشرطة الفيديو تظهر الرجال الثلاثة يمشون في كينغ ستريت الساعة 4:03 صباحا، وقد توقف المشتكي عن المشي، وتظهر أبو قتيلة يضع ذراعه حول رقبته، بينما كان يمشي محمود بعيدا. وبعد ذلك وبالقرب من حديقة كريستياس بيسيس، التي تقع خلف كلية كريستياس كوليج، اختفوا عن الكاميرا، وعاد الليبيان للظهور على الكاميرا بعد ذلك بـ 38 دقيقة، دون ضحيتهما، الذي شوهد بعد ذلك بدقيقتين على باب بقالة في كينغ ستريت يتصل بالشرطة.
ويورد الكاتب أن الضحية قال لعامل هاتف الطوارئ :"أنا خائف جدا، هل يمكن أن تأتي إلي رجاء، كان هناك عدد من الناس حاولوا اغتصابي". وعندما تم سؤاله ما الذي حصل قال: "لا أكذب، لقد تم اغتصابي من الشرج، حاولت الهروب، ولكن لم يسمحوا لي".
وتبين الصحيفة أنه عندما سئل ثانية عما حصل قال: "لقد تم اغتصابي الليلة"، وأخبر عامل هاتف الطوارئ أنه لم يعرف المهاجمين، ولكنه قال إنهم كانوا ثلاثة وصفهم بأنهم "هنود".
ويشير التقرير إلى طلب فارمر من المحلفين اعتبار المكالمة "مهمة جدا في سياق الادعاء بأنه وافق بسرور وطوعا لممارسة الجنس في الشرج مع شخصين غريبين".
ويقول بوث إن الليبيين قد عادا إلى القاعدة العسكرية حوالي الساعة 7:30 صباحا، ولم يكن معهما نقود يدفعانها لسائق التاكسي كما ذكرا للمحكمة. وبعد شكوى الضحية بدأ التحقيق في القاعدة، وبما في ذلك فحوص الطب الشرعي، حيث أشارت فحوصات الحمض النووي إلى أن الرجلين مارسا الجنس في الشرج مع الضحية المزعومة.
وقال فارمر إنه عندما تم إخبار أبو قتيلة بوجود هذه الأدلة، قال للشرطة: "مارست الجنس في الشرج مع الرجل وكان موافقا، وكان يتحدث بشكل جيد عندما مارسنا الجنس. وقد سرق نقودي، ولذلك قام بتأليف هذه القصة، لقد كان هو من بدأ".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه خلال افتتاح المحكمة استمع المتهمان، اللذان كان يلبسان بزتين غامقتين وقميصين مفتوحين أحدهما أزرق والآخر زهري، للمرافعات من خلال مترجم للعربية، وستستمر المحاكمة.