أثار خبر التحفظ على أموال نجم الكرة
المصرية المعتزل، محمد
أبو تريكة، حالة من الصدمة والغضب في مصر، حيث انهالت التصريحات الرافضة لهذا القرار الذي استهدف أكثر الرياضيين شعبية في البلاد.
وكانت صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب قد نشرت في عددها الصادر صباح الجمعة تحقيقا حول اتخاذ البنك المركزي إجراءات التحفظ على ثماني شركات سياحية، من بينها شركة "أصحاب تورز" للسياحة مملوكة لأبي تريكة، بالإضافة إلى حساباته البنكية بعد ثبوت انتمائه لجماعة
الإخوان المسلمين.
واتضحت الكثير من تفاصيل ودوافع القرار؛ إذ صرح المستشار عزت خميس رئيس اللجنة المكلفة بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين أن التحفظ على الشركة المملوكة لقائد النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق تم منذ أسبوع، بعدما أثبتت تحريات الأجهزة الرقابية وجود صلة بين عمل الشركة وجماعة الإخوان.
وأشار إلى أن اللجنة أرسلت قرارها بالتحفظ على الشركة إلى البنك المركزي والبورصة للتحفظ على حساباتها السرية، ومنع التصرف فيها، وتم تشكيل لجان فنية لمراجعة سجلات الشركة، لمعرفة موقفها المالي والإداري، والتحري عن أي مخالفات بها.
ونقلت صحيفة اليوم السابع عن مصدر قضائي قوله إن "أبو تريكة" أسس هذه الشركة عام 2012، إبان حكم الرئيس محمد مرسي، بمشاركة قيادات إخوانية -لم يسمها- وأن رأسمالها يبلغ نحو مليونين ونصف المليون جنيه (350 ألف دولار)، مؤكدا أن جماعة الإخوان اتخذت من الشركة واجهة لتمويل العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعة بعد فض اعتصام رابعة العدوية.
وأضاف أن "أبو تريكة" زار وزارة العدل التي تتبع لها لجنة التحفظ على أموال الإخوان منذ عدة أيام، عقب علمه بالقرار للطعن عليه، إلا أن اللجنة رفضت تسلم أي تظلم من جانبه على القرار لحين الانتهاء من التحفظ على الشركة وجرد ممتلكاتها.
ليس إخوانيا
وتعليقا على التحفظ على أمواله، كتب محمد أبو تريكة على حسابه على تويتر يقول: "نحن من نأتي بالأموال، لتبقي في أيدينا، وليس في قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها".
من جانبه، نفي حازم الحديدي وكيل أعمال "محمد أبو تريكة" انتماء اللاعب السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن هذه الشائعات تتردد كثيرا دون أي دليل، وسرعان ما يثبت كذبها، ضاربا المثال بالأنباء التي ترددت من قبل عن اعتصامه بميدان رابعة، والتي تبين لاحقا عدم صحتها.
وطالما اتهم أبو تريكة بأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد إعلانه تأييد الرئيس محمد مرسي أثناء حملة ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2012، لكنه دائما ما ينفي هذه الشائعات، وكان آخر ظهور له في النادي الأهلي الخميس الماضي، لتحفيز لاعبي الفريق قبل مواجهة هامة بالبطولة الأفريقية، بعد عام كامل من الغياب بسبب الخلافات التي تثيرها ميوله السياسية، وفي مقدمتها معارضته للانقلاب العسكري، وتأييده للرئيس محمد مرسي.
غضب عارم
وبعد أن انتشر الخبر، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة من مؤيدي الانقلاب قبل معارضيه، وتصدر هاشتاج #التحفظ_على_ أموال_أبو تريكة قائمة الهاشتاجات الأكثر تفاعلا في مصر.
فكتب هيثم محمدين القيادي بحركة "الاشتراكيون الثوريون": "اذا كان لـ"أبو تريكة" رصيد في البنوك، فإنه يتضاءل كثيرا أمام رصيده في القلوب، استولوا على أموال "أبو تريكة"، فهي لن تضيف كثيرا إلى ما سرقتموه من أموالنا، قرار التحفظ على أموال "أبو تريكة" سيرفع رصيد الثورة".
كما دافع لاعب منتخب مصر السابق أحمد حسن -المؤيد للانقلاب- عن "أبو تريكة"، وقال إنه "من أكثر من قابلهم في حياته التزاما واحتراما".
أما الشاعر عبدالرحمن يوسف فعلق بقوله: "حتى أبو تريكة يا ولاد الكلب؟ عموما طالما وصل الغباء هذا الحد، يبقي النهاية أقرب مما نتخيل، والله العظيم راجل من ظهر راجل يا أبو تريكة".
وشارك أبو تريكة في صنع انتصارات كروية لا تنسى مع منتخب مصر والنادي الأهلي، وأسعد عشرات الملايين من المصريين والعرب لسنوات طويلة قبل اعتزاله؛ حيث قاد الأهلي للتتويج بـ 25 بطولة محلية وقارية، كما شارك في تتويج منتخب مصر بلقبي أمم أفريقيا عامي 2006 و2008، وقاد الفريق في بطولة كأس القارات عام 2009.
يعرف أبو تريكة بأخلاقه الرفيعة، ما جعل الجماهير تطلق عليه لقب "القديس"، حتى إن رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس المعروف بعدائه الشديد للإخوان أثنى عليه منذ يومين حينما كتب على تويتر: "لـ"أبو تريكة": "أنت لا تقل عن الكابتن صالح سليم.. أدبا وخلقا وروحا".
ويحظى أبو تريكة بشعبية جارفة في قلوب جماهير كرة القدم المصرية، وخاصة أعضاء رابطة أولتراس أهلاوي، بسبب مواقفه الداعمة لهم منذ مذبحة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من جماهير الأهلي، منها رفضه مصافحة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم السابق لمصر، في إشارة منه إلى اتهام العسكر بالمشاركة في المذبحة، وكذلك امتناعه عن لعب مباراة السوبر المصري أمام إنبي عام 2013، رفضا لاستئناف النشاط الكروي قبل القصاص لشهداء الأولتراس.