أبدى سياسيون
مصريون ينتمون لأحزاب علمانية، وعدد من النشطاء السياسيين، والشخصيات العامة المؤيدة للانقلاب العسكري، تعاطفهم مع اللاعب المصري الشهير محمد
أبو تريكة، مؤكدين رفضهم قرار السلطات المصرية مصادرة أمواله، وممتلكاته، بزعم أنه ينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين".
وأبدوا دهشتهم من ترك الرئيس المخلوع حسني مبارك، ورجال أعماله، ورموز نظامه، دون مصادرة لأموالهم، حتى الآن، على الرغم من أنها أموال تعود في ملكيتها إلى الشعب المصري.
أستاذ العلوم السياسية، الدكتور مأمون فندي، قال إنه ليس من المغرمين باللاعب محمد أبو تريكة، ولكنه ضد مصادرة أموال أي فرد.
وكتب -في تغريدة له على "تويتر": "لست مغرما بأبو تريكة ولكنني ضد مصادرة أموال أي فرد.. القضاء وليس السلطة التنفيذية هي الحكم بين الناس في الدول الحديثة".
وانتقدت القيادية بحزب "الدستور" جميلة إسماعيل، قرار التحفظ، قائلة -عبر صفحتها على "فيسبوك"، ساخرة: "بعد أن استعاد الشعب المصري أمواله من القتلة والفسدة، وتحققت العدالة بالقصاص للشهداء، وبعد انتصار الدولة العظيم علي الإرهاب وتكليلا لجهود وزارة الداخلية الأسبوع الماضي في قضية سيدة المطار.. تم إدارج أموال وشركات لاعب الكرة الشهير أبوتريكة في قائمة المطلوب التحفظ عليهم عقابا له على أفكاره".
واستنكر عضو حزب غد الثورة الدكتور محمد محيي الدين، القرار، قائلا: "وصلنا إلى مرحلة "كارثية" في التعامل مع كل المختلفين سياسيا، وإن كانوا سلميين وخلوقين ووطنيين لا يشكك أحد في حبهم وولائهم لهذا البلد، وحققوا له الكثير من الإنجازات".
وأضاف في تصريحات صحفية: "من المخزي أن نرى الرئيس صباحا يستقبل مواطنين إثيوبيين خلصتهم مصر من محنتهم في رسالة قوية للشعب الأثيوبي وباقي الدول الأفريقية، وأن نرى في المساء "فاعلي الخير" يتخذون مثل هذه القرارات التي تصب في خانة "الإنهاء المبكر" على الرئيس عبدالفتاح
السيسي، وعلى الاستقرار السياسي في مصر".
واستطرد محيي الدين: "هذا القرار كشف أن اللجنة "سياسية"، وظيفتها البحث في "النوايا" لمزيد من تقسيم للمصريين"، مضيفا: "يا ليتنا رأينا مثل هذه اللجان ضد رجال نظام مبارك، وما أكثر الفاسدين فيهم".
وعلقت ابنة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، سلمى صباحي -عبر حسابها على "تويتر"، بالقول: "مالقيتوش غير الطاهر أبو تريكة.. والفسدة كلهم متنغنغين بفلوس الغلابة؟".
وتضامن الشاعر والكاتب الغنائي أمير طعيمة، مع "أبو تريكة". وقال في تدوينة له على صفحته على "فيسبوك": "عليه العوض، ومنه العوض، أبو تريكة قدم للبلد دي كتير، ورمز من رموز مصر عبر تاريخها الحديث، وكان سفيرا للبلد دي في كل المحافل الدولية، وبنفتخر بيه، وهنفضل نفتخر بيه رغم أنف المشككين، وإذا كان كل رموز النظام السابق اللي عاثوا في البلاد فسادا، وحققوا ثرواتهم من دم الناس بيستمتعوا بفلوسهم وهنتحفظ على أموال رمز مصري مخلص تبقى كارثة".
وواصل طعيمة، دفاعه عن اللاعب، فقال: "هرجع أقول تاني.. أبوتريكة لا مسك مولوتوف، ولا لجأ لعنف، ولا حرض عليه، وإذا كان بالفعل عنده شركات، ففلوسه دي حلاله من تعبه ومجهوده وموهبته اللي ربنا أنعم عليه بيها، وأسعد كل مصري بغض النظر عن انتمائه بيها لسنين وسنين، ومجرد أنه في وقت من الأوقات كان شايف أن مرسي رئيسه وانتخبه ودعمه في وقت ملايين انتخبوا فيه مرسي ومنهم رموز ليبرالية.. ده مش معناه إنه إرهابي".
وأضاف: "دوروا على المليارات الحرام اللي اتهربت، واللي لسه موجودة جوة البلد بدل ما تتشطروا على أبو تريكة، أو قدموا لنا جريمة واحدة قام بيها، أو حرض عليها، وهنبقى أول ناس نطالب بالتحفظ على أمواله، ومحاسبته.. اتركوا لنا شيئا من الأمل، وأقيموا العدل على الجميع قبل ما تيجي مصيبة، وتاخدنا كلنا بجميع طوائفنا، وانتماءاتنا".
واستنكرت الناشطة السياسية نوارة نجم، القرار. وقالت عبر حسابها على "تويتر": "أبو تريكة اتحفظوا على أمواله، وفلوسنا اللي لهفها مبارك، وقعدنا نقسم فيها في الميدان.. في عبه بعد ما أخد براءة؟".
وتابعت: "هي فلوس أبو تريكة حرام في إيه؟ مد إيده في جيب مين، ولا سرق مين، ولا استغل نفوذ مين في إيه؟ يالا يا أبو تريكة... فدا عيالك.. بس ما تسامحش، حسبن عليهم من جوه قلبك كدة أو اقرا عليهم حزب النصر.. آه والله؟".
وأضافت: "عمالين تقولوا أبو تريكة محبوب، ومؤدب؟ يعني لو كان مكروه وقليل الأدب كان يتسرق.. عادي.. الراجل فلوسه حلال، واتسرقت.. واللي بيبرروا القرار بدعوى أن أبو تريكة إخوان.. طب هو إخوان، فلوسه جابها من شقاه وتعبه ولا مد إيده في جيوبكم؟ ده أحمد عز فلوسنا في جيبه.. وأحمد عز فلوسه جابها منين، وبيعمل بيها إيه؟".
ونشر الإعلامي الساخر باسم يوسف، مقطع فيديو تحت عنوان "أجمل 30 هدفا في تاريخ أبو تريكة"، اعتبرت بمثابة تأييد وتضامن مع نجم الكرة المصرية.
وقال يوسف عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "ربنا يسعدك زي ما أسعدتنا.. شدة، وتزول".
وأعرب المطرب الشاب محمد عطية، عن تضامنه مع اللاعب. وكتب في تدوينة له عبر "فيسبوك": "بغض النظر عن أي انتماء فكري لمحمد أبو تريكة، هذا الرجل كتب تاريخا للرياضة في مصر لا ينكره سوى جاحد، ومعروف عنه حسن الخلق، وما يحدث معه الآن هو أسوأ ما يمكن أن يحدث مع شخص مثل أبو تريكة".
وقال كابتن منتخب مصر السابق، أحمد حسن، في تدوينة له على "فيسبوك": "بعيدا عن أي انتماءات سياسية، سأظل أشهد شهادة أُحاسب عليها أمام الله أن هذا الشخص قمة في الاحترام والأخلاق والأدب، وسأظل أشهد بهذا حتى ما بقي من العمر".
وكتب نجم الزمالك وأنبي السابق، أسامة حسن، معلقا على الأزمة عبر صفحته على "فيسبوك": "طيب اتحفظوا على الحرامي اللي فشخنا، هو وعياله 30 سنة.. مش على تريكة.. عشان محدش يتكلم.. أنا باكره الإخوان.. بس ده مش عدل".
وكانت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان، قد تراجعت بشكل إعلامي فقط، عن قرارها بالتحفظ على سائر أموال وممتلكات أبو تريكة.
وقالت -في بيان أصدرته الجمعة- إنها قامت بالتحفظ على شركة "أصحاب تورز للسياحة"، التي يسهم فيها أبو تريكة بجزء من ماله.
وكان أبو تريكة قاد مصر للفوز ببطولتي كأس أمم أفريقيا عامي 2006 و2008.