أكدت تقارير صحفية أن إبراهيم محلب رئيس الوزراء
المصري كلف المستشار عزت
خميس، رئيس لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان المسلمين المتحفظ عليها، بالقيام بمهام وزير العدل المستقيل.
وكان المستشار
محفوظ صابر وزير العدل الحالي قد تقدم باستقالته الاثنين، بعد عاصفة من الانتقادات الحادة جراء تصريحاته العنصرية بحق عمال النظافة، الذين أكد أن أبناءهم لا يمكن أن يعملوا كقضاة بسبب تدني مستواهم الاجتماعي والمادي.
وأبدى خميس ترحيبه بتولي منصب وزير العدل، مؤكدا أنه لم يتم تكليفه بشكل رسمي حتى الآن.
مكافأة معتادة
وكانت آخر إنجازات المستشار عزت خميس، المرشح لتولي حقيبة العدل، هي التحفظ على أموال لاعب كرة القدم المعتزل محمد
أبو تريكة، بعد اتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان، وهو القرار الذي أثار استياء كثير من المصريين من مؤيدي الانقلاب ومعارضيه.
ويرى مراقبون أن حقيبة
وزارة العدل هي مكافأة من السيسي لخميس، الذي أظهر ولاء شديدا للنظام، وواجه انتقادات شرسة بعد قراره بالتحفظ على أموال "أبو تريكة".
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد وزارة العدل مثل هذا القرار، حيث سبق أن تم تعيين ممدوح مرعي وزيرا للعدل في عهد مبارك بعد توليه منصب رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مبارك عام 2005.
كما كان تعيين محفوظ صابر نفسه في وزارة العدل مكافأة له، بحسب مراقبين، حيث قام أثناء توليه رئاسة مجلس الصلاحية والتأديب للقضاة بإقصاء القضاة الذي عارضوا الانقلاب العسكري وأحالهم للتقاعد.
إصرار على العنصرية
من جانبه، أكد وزير العدل المستقيل إصراره على تصريحاته العنصرية التي أثارت حالة من الغضب بين المصريين، وقال إن ما قاله هو الواقع، وإنه مازال مقتنعا به.
تساءل الوزير في تصريحات تلفزيونية قائلا: "مش فاهم الناس عايزانا نداري ليه؟ أنا والدي لم يكمل تعليمه، لكنه لم يكن شحاتا ولا كناسا، من حق أي شخص متفوق في الدراسة أن يعين في القضاء، بشرط أن يكون مستواه الاجتماعي متوسطا على الأقل، وإذا كان من مستوى اجتماعي متدنٍ "مش هيتعين".
وأكد أن الهجوم عليه غير مبرر، مشددا على أنه قال ما يرضي ضميره، وأنها حقيقة مستقرة في المجتمع ويعلمها الجميع.
وأضاف الوزير: "أنا قبلت الوزارة من أجل مصر، والآن أنسحب من أجل مصر أيضا، أنا مش عاوز الوزارة، لقد خدمت بلدي كثيرا عن طريق عملي في القضاء على مدار أكثر من أربعين سنة، راعيت فيها الله وضميري".
وأكد أن تصريحاته لم تخالف الدستور الحالي الذي يقر مبدأ المساواة بين المواطنين، موضحا أن المساواة تكون عند اتحاد المراكز القانونية.
ونفى محفوظ تعرضه لضغوط حتى يقدم استقالته، مضيفًا: استقلت من منصبي طالما فيه ناس عاوزاني أستقيل عشان يرتاحوا، وأنه ينسحب من الساحة السياسة، قائلاً: خلاص المولد اتفض يا رب الناس تكون كدا ارتاحت.
وتعليقا على تصريحات صابر، قال إبراهيم محلب رئيس الوزراء إنها غير مقبولة على الإطلاق، مشددا على أنه لا يوجد فارق طبقي بين المصريين.
وأكد محلب أن وزير العدل أكد خلال لقائه بمحلب أن تصريحاته كانت زلة لسان، وأنه يقدر كل المصريين، وأن الدستور هو الذي يحدد الوظائف، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الخميس المقبل بعد عودته من باريس، وسيعلن خلاله اسم وزير العدل الجديد.
السيسي غاضب
وبينما واصل الإعلام المصري هجومه على وزير العدل المستقيل، نسبت الأذرع الإعلامية للسيسي أنه هو من وقف وراء إقالة الوزير استجابة للرأي العام، إذ قال الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى إن السيسي غضب بشدة من تلك التصريحات، واستجاب فورا لنبض الشارع وأقال الوزير.
وقالت لميس الحديدي إن المستشار محفوظ صابر لم يتقدم باستقالته طواعية، ولكن جرى اتصال بين السيسي ومحلب طلب منه فيه أن يتقدم وزير العدل باستقالته، بعد موجة الغضب التي اجتاحت الشارع، مضيفة أنه طالب الوزير أن يتقدم باستقالته فقط لحفظ ماء وجهه، وتم قبولها فورا.
من جانبه، أكد عمرو أديب أن التصريحات حول رفض تعيين أبناء عمال النظافة في القضاء افتقدت للكياسة والذوق، لكن الأوضاع لن تتغير في مصر حتى بعد استقالة الوزير، وسيظل الفقراء ممنوعين من تولي الوظائف المرموقة.