في الوقت الذي تقف فيه السعودية وإيران على طرفي النقيض في
حرب اليمن، تتنامى بشكل يومي
المخاطر التي تواجهها الرحلات الحيوية لناقلات النفط والسلع.
وتعبر الملايين من براميل النفط باب المندب أمام سواحل اليمن ومضيق هرمز أمام سواحل إيران يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن المرجح أن تقفز تكاليف
التأمين على شركات الشحن.
وفي الأسبوع الماضي أفرجت إيران عن سفينة الحاويات ميرسك تيجرس التي ترفع علم جزر مارشال وطاقمها بعدما احتجزتهم في مضيق هرمز. ودفع ذلك الولايات المتحدة إلى إرسال سفن حربية لمتابعة السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة لدى مرورها عبر المضيق في إجراءات مؤقتة.
وقال جون دالبي من مارين ريسك مانجمنت التي تزود السفن في المنطقة بفرق أمنية مسلحة خاصة: "المنطقة كلها عبارة عن برميل بارود حاليا."
وأضاف أن "التوترات الأساسية هي فيما يبدو بين القوات البحرية، سواء أكانت زوارق الدورية أو السفن الإيرانية، أو قوات أخرى في المنطقة. هذا يوجِد بشكل ما قدرا من عدم التيقن أكبر من المخاطر التي يشكلها القراصنة الصوماليون، كما شاهدنا من قبل، وقدرات نارية أكبر بكثير، وهو الأمر الأشد إثارة للقلق."
ونقل عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية قولها يوم الأربعاء إن إيران لن تسمح للقوات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بتفتيش سفينة شحن إيرانية في طريقها إلى اليمن.
وتفتش القوات التي تقودها السعودية كل السفن الداخلة إلى اليمن، لمنع تهريب الأسلحة إلى المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران، الذين يسيطرون على مساحة كبيرة من اليمن.
وقال مايكل فرودل من سي- ليفل جلوبل ريسكس لاستشارات المخاطر التي مقرها الولايات المتحدة: "السؤال بالنسبة لنا هو: هل يمكن أن يصبح الإبحار عبر باب المندب خطيرا لدرجة أن المدافع على البر -التي يسيطر عليها الحوثيون- قد تطلق النار على السفن؟"
وأضاف أنه "إذا حدث ذلك.. فاربطوا الأحزمة.. فسترتفع تكاليف التأمين."
وقد تكون زيادة حادة محتملة في علاوات النقل البحري رادعا لحركة
التجارة لا يقل عن الصراع ذاته.
وقال جوناثان موس من مكتب المحاماة دي.دبليو.اف الذي يعمل مع شركات تأمين: "الحقيقة هي أن السفن المتجهة إلى الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط ستكون ملزمة بإعادة النظر في تحركاتها، ليس فحسب بسبب نطاق الهجمات والمصادرات التي تتعرض لها السفن التجارية والآخذ بالتزايد، لكن أيضا بسبب علاوات التأمين المعوقة."
وأضاف خالد هاشم من بريشس شيبنج، وهي من أكبر ملاك سفن الشحنات الجافة في تايلاند: "إذا ساء الأمر فعلا فقد تتوقف شركات التأمين بالكامل عن تغطية الرحلات المتجهة إلى المناطق المتضررة."
وقال هاشم إنه إذا مضت سفينة الشحن الإيرانية قدما في تسليم المساعدة إلى اليمن، رغم المطالبات الأمريكية بتسليمها في جيبوتي المجاورة، فقد يفضي الأمر إلى رد فعل من التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال: "قد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات في منطقة واسعة تشمل البحر الأحمر وخليج عدن وحتى مضيق هرمز. سيكون أمرا سيئا لقطاع الشحن البحري بالتأكيد وبالنسبة لكل دول المنطقة."
وحذرت إدارة النقل البحري الأمريكية ومكتب تسجيل السفن التي ترفع علم جزر مارشال من تنامي المخاطر التي تتعرض لها السفن العاملة في منطقة مضيق هرمز.
وقال أحد التقارير الإرشادية: "إذا اعتلت قوات إيرانية السفينة حتى بعد رفض السماح لها فينبغي عدم مقاومة ذلك بالقوة من جانب الأشخاص الذين على متن السفينة التجارية التي ترفع علم الولايات المتحدة. عدم المقاومة العنيفة ليس إقرارا ولا قبولا بشرعية مثل ذلك الاعتلاء."
وشهدت المنطقة تعطيلات لخطوط الشحن البحري في السنوات الأخيرة بسبب القرصنة الصومالية وهجمات المسلحين.
وتسبب تفجير انتحاري نفذه تنظيم القاعدة في مقتل 17 بحارا على متن المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن بجنوب اليمن عام 2000. وبعدها بعامين ضربت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن جنوبي باب المندب، ما أدى إلى ارتفاع علاوات التأمين لثلاثة أمثالها.
وقال فيليب بيلشر من رابطة انترتانكو للناقلات: "التوترات تتصاعد، وهناك بعض القلق الواضح؛ حيث مازال ملاك الناقلات يتذكرون الأحداث البعيدة لحرب الناقلات من الثمانينيات"، مشيرا إلى السفن التي تعرضت لإطلاق النار عليها خلال حرب العراق وإيران.