تداول ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مقطع فيديو يُظهر عددا من قيادات
الإخوان في
مصر أثناء تناولهم وجبة "كباب وكفتة" بصحبة الناشط اليساري علاء عبد الفتاح.
ويُظهر الفيديو الملتقط من خارج الزنزانة، والذي اطلعت عليه "عربي21"، وتنشره هنا، عددا من قيادات الإخوان، على رأسهم محمد البلتاجي، وبصحبة الناشط علاء عبد الفتاح، وهم يتناولون الطعام داخل قفص زنزانة المحكمة.
وبحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية، فإنه وأثناء محاكمة "المتهمين" في قضية "إهانة السلطة القضائية"، طالب المحامي، الذي يترافع عنهم من القاضي، بإدخال الطعام لهم إلى داخل الزنزانة، مشيرا إلى حرمانهم من تناول هذا النوع من الطعام داخل السجن، فما كان من القاضي إلا أن وافق.
القضية تفردت بمشهد لافت، وهي أنها شهدت أول حديث بين معارض ومؤيد لأحداث 30 يونيو/ حزيران 2012 بمصر، حيث يراها أحدهم "ثورة شعبية"، فيما كان يراها الآخر "انقلابا" على أول رئيس مدني منتخب.
وذكرت صحيفة اليوم السابع أن وجبة الطعام المكوّنة من "الكباب والكفتة" جمعت بين الناشط علاء عبد الفتاح وبين عدد من قيادات الإخوان داخل القفص، وكان من بينهم القيادي محمد البلتاجي، وأحمد أبو بركة، ومحمود الخضيري، وسعد الكتاتني
وتضم القضية صحفيين وحقوقيين وسياسيين يمثلون أطيافا سياسية مختلفة، من بينهم شخصيات محسوبة على النظام الحالي.
ومثل أمام المحكمة ثمانية متهمين، أبرزهم الرئيس مرسي، والقياديان في جماعة الإخوان، محمد البلتاجي، وصبحي صالح، ورئيس حزب الحرية والعدالة، محمد سعد الكتاتني، ونائب رئيس حزب الوسط، عصام سلطان، والناشط السياسي علاء عبد الفتاح، فيما لم يمثل 17 متهما، منهم ستة متهمين يقيمون خارج البلاد.
وقبل بدء وقائع الجلسة، التي نقل التلفزيون المصري بعض مشاهدها، دار حوار بين الناشط علاء عبد الفتاح، أحد مؤيدي أحداث 30 حزيران/ يونيو، وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، أحد أبرز المعارضين لها، وكان هذا هو المشهد الأبرز، بينما تحدث البلتاجي والكتاتني مع بعضهما، وانخرط أحمد أبو بركة، عضو مجلس الشعب السابق في قراءة إحدى الصحف، وجلس صالح منفردا مشيرا بعلامة "رابعة".
وقال مصدر من فريق الدفاع عن المتهمين، إنه مع بدء وقائع الجلسة كرر الرئيس الأسبق محمد مرسي الدفع بعدم اختصاص المحكمة "ولائيا"، وهو الدفع ذاته الذي تحدث به محامية محمد سليم العوا، أمام هيئة المحكمة، في سابقة تكررت ثلاث مرات قبل ذلك، حيث تقدم بالطلب ذاته في قضايا أحداث الاتحادية والتخابر مع حماس واقتحام السجون.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه "خلال نظر القضية، أنكر عصام سلطان الاتهامات الموجهة له من النيابة العامة، وطلب من المحكمة إثبات أنه يعذب 24 ساعة داخل سجن العقرب من قبل القائمين على السجن، ونبهت المحكمة عليه بالصمت، وقالت إنها ستحضر له ورقه وقلم لكتابة شكواه.
وتكرر إنكار الاتهام مع سعد الكتاتني وصبحي صالح والقاضي محمود الخضيري، وقال الأخير إنه "يهان أمام عائلته وآخرين، وإنه منذ 46 سنة على منصة القضاء، ولا يصح ذلك".
وتمسك البلتاجي بكل كلمه قالها، لأنه "نائب عن الشعب المصري في البرلمان، وكان هذا حقه، ولو كانت هذه إهانة فهو يقرها"، على حد قوله.
وكرر الشكوى من التعرض للتعذيب داخل سجن العقرب، وقال إن "رئيس مصلحة السجون يدخل عليه في منتصف الليل بالكلاب"، وطلبت المحكمة منه كتابه شكوى.
وتجدد خلال نظر القضية الشكوى من "القفص الزجاجي"، وقال خالد علي المحامي عن علاء عبد الفتاح، والنائب السابق، عمرو حمزاوي، إن هناك إجراءات كثيرة في تلك المحاكمات تمثل اغتيال للشرعية القانونية بزعم أنها "استثنائية".
وقال إن "القفص الزجاجي ووجود المحكمة في أكاديمية الشرطة غير طبيعي".
وقال إنه يعتصم بالمادتين 125 و270 من قانون الإجراءات؛ لأن الأصل عدم وجود قفص أصلا، لا حديدي، ولا زجاجي. وإن المدارس الدولية تجيز للمتهم أن يجلس بجانب محاميه، طبقا لمبدأ عدم الفصل بين المتهم ومحاميه.
ويحاكم مرسي، و24 آخرون، في إهانة القضاة، بعد أن وجهت إليهم المحكمة اتهامات بأنهم "أعربوا عن رأيهم الشخصي في مواقف متفرقة على نحو يحمل إهانة للسلطة القضائية ورجالها وتطاولاً عليها، ومحاولات بعضهم التدخل في سير العدالة وشؤونها.
وأمرت المحكمة، السبت، بضبط المتهمين الهاربين على ذمة قضية "إهانة القضاة"، المتهم فيها الرئيس محمد مرسي، الذين لم يحضروا أولى جلسات المحاكمة بشخوصهم أو بتوكيل لمحامين عنهم، وتأجيلها إلى جلسة 27 تموز/ يوليو المقبل، حسب مصدر قانوني.