في الوقت الذي تراجع فيه الزخم الإعلامي المواكب لمجريات المعارك في منطقة
القلمون السورية، بين
حزب الله وقوات النظام السوري من جهة، وجيش الفتح المكون من كتائب سورية من جهة أخرى، فإن وسائل الإعلام
اللبنانية تسلط الضوء على ما بات يعرف بـ"معركة
عرسال"، في إشارة الى التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بمواجهة من سماها "الجماعات التكفيرية" في عرسال التي تقطنها أغلبية سنية.
بدورها، قالت قناة المنار التابعة لحزب الله، إن مجموعة من مقاتلي الحزب نصبوا كمينا لمن سمتهم "مجموعة تكفيرية من جبهة النصرة بالقرب من جرود نحلة في عرسال اللبنانية، أسفر عنه "مقتل كافة أفراد المجموعة، بينهم قائد ميداني"، بحسب قول القناة.
وذكرت القناة أنه جرى خلال الكمين "تدمير آلية عسكرية وغرفة عمليات لهم"، وذلك بعد أن "تم رصدها (المجموعة) عبر طائرة استطلاع"، مضيفة أنها "كانت تنوي تنفيذ عمل إرهابي انطلاقا من الكسارات جنوب عرسال"، بحسب قولها.
نصر إعلامي
وتعليقا على هذه الأنباء، فقد نفى مصدر إعلامي في القلمون في تصريح خاص لـ"
عربي21" ما أوردته المنار، معتبرا أن ذلك يأتي في إطار سعي الحزب لـ"نصر إعلامي للتغطية على خسائره اليومية"، لافتا الى أن المعارك مستمرة حتى اللحظة.
وعن الأوضاع في منطقة عرسال، قال المصدر إن المقاتلين السوريين لا يستطيعون دخول المنطقة لانتشار حواجز الجيش اللبناني فيها، مجددا تحذيره من "خطر يتهدد العسكريين اللبنانيين الأسرى" في المنطقة، في ظل استمرار عمليات القصف من قبل مقاتلي حزب الله والجيش اللبناني.
وفي ما يتعلق بهدف حزب الله من دخول عرسال، فقد قال المصدر الإعلامي إن "حزب الله يريد أن يدخل الجيش اللبناني في معركة مع الأهالي ومع جيش الفتح، لأنه سيدافع عنهم".
وتأتي هذه التطورات في ظل جدل متصاعد بشأن المعارك التي يخوضها حزب الله في عرسال، حيث يراها معارضو الحزب محاولة منه لإقحام الجيش اللبناني في معارك مع أهالي عرسال.
تحذيرات من حرب مذهبية
وفي هذا الشأن، سجّل تصريح لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من أنقرة، أكد فيه أن "أي اعتداء على عرسال وأبنائها هو اعتداء على كل اللبنانيين". ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن دريان قوله: "على الجميع إدراك خطورة الوضع ومعالجة الأمور بالحكمة، حفاظا على وحدة لبنان واللبنانيين".
بدوره، شن النائب عن تيار المستقبل أحمد فتفت، هجوما لاذعا على الأمين العام لحزب الله ، على خلفية حديثه عن الأوضاع في عرسال. وقال إن "نصر الله بمصاف التكفيريين، وما يقوله يشير إلى أنه يريد خوض حرب مذهبية موجهة ضد عرسال".
وأضاف فتفت، في حديث لإذاعة لبنان الحرّ المحلية التابعة لحزب القوات اللبنانية، أن "نصر الله، وكما هجّر في الطفيل (قرية لبنانية حدودية مع
سوريا)، يحاول تهجير عرسال لإنشاء مناطق صافية، وبالتالي فإن ما يقوم به خطير جدا، فليجلس جانبا، لأن ما يجري في عرسال مسؤولية الدولة".
ولفت فتفت إلى أن "حزب الله يخرق كل الخطوط الحمر، ولا يحق له اتخاذ قرار بشن أي حرب في عرسال، هو يتصرف تصرفا مليشياويا مع الدولة، ويحاول الإمساك بقرارها، كما أنه يحاول أن يقول للجميع إنه رئيس لبنان، وإنه المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية".