سيطر تنظيم الدولة مطلع العام الماضي على كامل مركز قضاء
الفلوجة، 60 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتمكن من إحكام سيطرته على جميع القرى والنواحي التابعة للقضاء، باستثناء ناحية عامرية الفلوجة التي لم يتمكن التنظيم من دخولها حتى اليوم.
ومنذ أشهر عديدة تشهد ناحية عامرية الفلوجة، الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب مدينة الفلوجة، معارك عنيفة بين مقاتلي صحوات عشيرة البو عيسى وكتائب حزب الله
العراقي، والأجهزة الأمنية من جهة، ومقاتلي
تنظيم الدولة من جهة أخرى.
وفي الفترة الأخيرة لم يقم تنظيم الدولة بعمليات جدية لاقتحام ناحية العامرية، حيث بدأ يعتمد على حرب الاستنزاف عن طريق القصف المتكرر لمقرات الأجهزة الأمنية بالصواريخ، إضافة إلى الهجمات التي يشنها مقاتلوه على القوات المدافعة عن الناحية بين الفينة والأخرى، وفي الوقت ذاته يحاول تضييق الخناق عليها من خلال السيطرة على المناطق المحيطة بها.
ويقول رئيس المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة، شاكر محمود العيساوي، في حديث خاص بــ"
عربي21"، إن "الوضع الأمني في عامرية الفلوجة غير مستقر بسبب قرب تنظيم الدولة من الناحية، وتحديدا من المناطق المجاورة في منطقتي زوبع والحصَّي، حيث بات مقاتلو التنظيم على مسافة 1000 متر فقط من خطوط الدفاع الأمامية ومركز الناحية والمجمع السكني فيها".
وأضاف العيساوي: "التنظيم يقوم بقصف مركز ناحية العامرية بقذائف الهاون والصواريخ بشكل مستمر، وهناك نفير عام لعشائر العامرية مع الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية لصد أي هجوم للتنظيم، خصوصا بعد سيطرته على الرمادي مركز محافظة
الأنبار".
وطالب العيساوي رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية بالإسراع بتسليم رواتب الشرطة المحلية وشرطة الطوارئ في الناحية، الذين لم يتم صرف رواتبهم منذ ثلاثة أشهر. وأكد لــ"
عربي21" أن "المسؤولين في ناحية العامرية تواصلوا مع وزارة الداخلية ومستشارية الأمن الوطني، ونقلوا لهم معاناة الأجهزة الأمنية في الناحية، وطالبوهم بالإسراع بصرف الرواتب، لكنهم لم يتلقوا أي رد رغم المناشدات العديدة، وعلى الرغم من أنهم يقاتلون التنظيم منذ أكثر من سنة ونصف"، على حد قوله.
وردا على سؤال لـ"
عربي21"، حول سبب تأخر صرف الرواتب في الناحية، قال العيساوي: "السبب غامض حتى الآن، وحسب بعض المسؤولين فإن السبب يعود إلى هروب بعض عناصر الشرطة وتسربهم في بعض المناطق المجاورة للعامرية، فتم شمول جميع الأجهزة الأمنية بقرار إيقاف الرواتب".
وأضاف: "نحن نطالب بعدم شمول الأجهزة الأمنية في ناحية عامرية الفلوجة بهذا القرار، كون الشرطة المحلية في الناحية وشرطة الطوارئ صامدين منذ سنة ونصف بوجه التنظيم".
وعن تسليح الأجهزة الأمنية في الناحية، قال العيساوي: "الشرطة المحلية والطوارئ تقاتل بسلاح ذاتي، وهي تعاني الآن من نقص في الأسلحة والعتاد، وتفتقر إلى الأسلحة التي توازي الأسلحة التي يمتلكها تنظيم الدولة".
وأكد أنه على الرغم من مطالباتهم ومناشداتهم المتكررة لوزارة الداخلية العراقية لإمداد الشرطة المحلية، وشرطة الطوارئ في الناحية بالسلاح، إلا أنه ولحد هذه اللحظة لم يستجب لهم أحد.
وتعد ناحية عامرية الفلوجة معقلا رئيسيا لعشائر البو عيسى، وكانت من أكثر المناطق في الأنبار التي وقفت بوجه تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة، وكانت مرتكزا رئيسيا للصحوات التي تأسست عام 2006.