طالب رئيس الوزراء
العراقي حيدر العبادي المجتمع الدولي بدعم العراق "فعليا"، في حربها ضد
تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن دولا كثيرة وعدت بدعم حكومته إلا أنها لم تتلق سوى الجزء اليسير من هذه الوعود.
وجاء حديث العبادي، خلال كلمته في مؤتمر مصغر للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، في العاصمة الفرنسية باريس، ونقل وقائعه تلفزيون "العراقية" الحكومي.
وقال العبادي إن "دولا كثيرة وعدتنا بالدعم ولم يصلنا إلا القليل منها"، مشددا على "أهمية أن يستيقظ العالم لخطر "عصابات التنظيم" وأن نكون معا لمحاربته".
ودعا رئيس وزراء العراق المجتمع الدولي إلى "التحرك بشكل عملي لدعم العراق في حربه ضد عصابات التنظيم"، مطالبا الشركاء بـ"زيادة الدعم، لأن الإرهابيين يتدفقون على العراق من جميع الدول".
وفي معرض سرده لتفاصيل الحرب الدائرة مع التنظيم قال "قواتنا المرابطة في أرض المعركة حققت انتصارات بتحرير محافظة صلاح الدين"، مبينا أن "مصفى بيجي أصبح بأيدينا، وأن المدينة يتم تنظيفها ونقوم بتأمين المناطق المحيطة بها".
وأضاف العبادي أنه "تم أيضا تحرير أغلب محافظة ديالى (شرق)، فضلا عن تحرير مناطق مهمة في نينوى (شمال) من قبل قوات البيشمركة"، كما أننا نقاتل حاليا في الرمادي".
وبشأن الانتكاسة الكبيرة للقوات العراقية، ولداعيمها الغربيين بسقوط الرمادي بيد التنظيم الشهر الماضي، قال العبادي: "إن هناك تراجعات حصلت في الرمادي أدت إلى انسحاب القوات منها، لأسباب مختلفة، وهناك تحقيق في الموضوع"، مشيرا إلى أن "قواتنا لم تنكسر لقتالها مع التنظيم، وهناك خطة عسكرية لاستعادة الأنبار بأكملها".
وأضاف أن "هناك قوات بدأت تتوجه إلى نينوى، وبالفعل بدأت عمليات تحرير المحافظة بعد تعيين قائد لعمليات تحرير نينوى".
ولفت العبادي إلى أن "تنظيم الدولة لم تؤسس في العراق بل نمت وتأسست في سوريا، ومازالت تتلقى دعما من خارج الأراضي العراقية"، لافتا إلى أن "على التحالف الدولي الوقوف وقفة واحدة ضد التنظيم لأن الخطر على العالم كله".
وتابع: "حصلنا على تطمينات من أعضاء التحالف الدولي لمنع تدفق الإرهابيين إلى العراق، ومنع تهريب النفط والآثار"، معتبرا أن "تهريب أية قطرة نفط أو آثار من قبل مقاتلي التنظيم هي سفك لدماء العراقيين".
وبخصوص اعتماد حكومته المتزايد على فصائل الحشد الشيعية قال رئيس وزراء العراق إن "الحشد الشعبي ليس مليشيا، فهو هيئة رسمية في الدولة شكلت من قوات شعبية تحت سيطرة القادة الأمنيين، وإننا نرسل الحشد لمساندة قوات الجيش والشرطة"، لافتا أن "الحملة الإعلامية لا سيما في المنطقة هي حملات ضدنا وتخدم التنظيم "الإرهابي"".
وأشار العبادي إلى "جهود الحكومة العراقية في الإصلاحات السياسية من خلال سن أسس لعراق مستقر وآمن، وتعزيز مستوى المعيشة، وتوفير الخدمات لجميع المواطنين، وتشجيع العملية الانتقالية للقطاع الخاص، وزيادة إنتاج النفط والغاز، فضلا عن تنفيذ الإصلاحات السياسية والإدارية وتنظيم العلاقة، والصلاحيات بين السلطة الاتحادية والمحافظات".
وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة، والمكون من أكثر من 60 دولة أجنبية وعربية، وتشكل في صيف العام الماضي عندما تمدد التنظيم المتشدد في سوريا والعراق، وهو ما أثار مخاوف إقليمية ودولية واسعة.
وشن التحالف أولى غاراته الجوية ضد معاقل مسلحي التنظيم في آب/ أغسطس الماضي في العراق، ومن ثم وسع عملياته لاحقا لتشمل سوريا أيضا.
ويهدف التحالف بالدرجة الأولى إلى إضعاف القوة الهجومية للمسلحين المتطرفين تمهيدا للقضاء عليهم بيد قوات محلية في العراق وسوريا، تقوم عدد من دول التحالف بتدريبها.
ووفق أرقام أعلنت عنها السفارة الأمريكية في العراق في نيسان/أبريل الماضي فإن التحالف الدولي شن 3200 غارة جوية ضد تنظيم الدولة في غضون ثمانية أشهر دمر خلالها 5780 هدفا للتنظيم.