قال مصدر إعلامي في جرود منطقة عرسال الحدودية بين سوريا ولبنان، إن
حزب الله اللبناني تكبد خسائر فادحة في اشتباكات عنيفة أمس واليوم الخميس، بين جيش الفتح ومسلحي حزب الله في منطقة الرهوة.
واستدرك المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بالقول: "لكن الحزب يصر على احتلال المنطقة، بالرغم من كثرة خسائرة".
وأكد المصدر لـ"عربي21" تمكن مقاتلي جيش الفتح، الأربعاء، من إصابة مدفع عيار 57ملم، تابع لحزب الله، بصاروخ موجه نوع كورنيت، خلال المواجهات في الرهوة. بينما نشرت حسابات تابعة لجبهة النصرة وجيش الفتح مقطعا تسجيليا يوثق تفجير المدفع بإصابة مباشرة.
من جهته؛ قال مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس"، إن معارك اندلعت للمرة الأولى، الأربعاء، في جرود بلدة عرسال، دون أن يدلي بتفاصيل إضافية حول المواجهات.
وتحدثت قناة المنار التابعة لحزب الله عن "إنجاز نوعي حققه المجاهدون في جرود عرسال؛ حيث سيطروا على تلال ومرتفعات استراتيجية"، مشيرة إلى تمكنهم من "محاصرة مغاور وأماكن تواجد إرهابيي النصرة" على حد تعبيرها.
ويزعم حزب الله إنه نجح بعد تقدمه الأخير في
القلمون، في إبعاد خطر الجماعات المسلحة عن الحدود اللبنانية، باستثناء جرود عرسال.
وخلافا للبلدات الحدودية مع سوريا ذات الغالبية الشيعية، التي استخدمها للانطلاق في عملياته السابقة في منطقة القلمون؛ لا يحظى حزب الله بأي وجود في عرسال السنية المعارضة لحزب الله إجمالا، والمتعاطفة مع المعارضة السورية.
وتستضيف البلدة عشرات آلاف اللاجئين السوريين الذين أقاموا عشرات المخيمات العشوائية في البلدة.
وشهدت البلدة في آب/ أغسطس معارك دامية بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من الأراضي السورية ومن المخيمات داخلها، انتهت باقتياد المسلحين معهم نحو 30 عنصرا في الجيش وقوى الأمن لا يزال 25 منهم محتجزين لدى
جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وتقول وسائل الإعلام اللبنانية إن العسكريين محتجزون في جرود عرسال.
وتتركز المعارك في جرود البلدة بعيدا عن المناطق السكنية التي يعزلها الجيش اللبناني بالكامل عن مناطق الاشتباكات.
وقال مصدر عسكري لبناني الأربعاء إن "الجيش اللبناني ينتشر في كل النقاط الممتدة من بلدة عرسال حتى بلدة راس بعلبك (المجاورة والحدودية مع سوريا)، ويعزل هذه البلدات عن مناطق تواجد المسلحين في الجرود".
ورفض المصدر التعليق على التطورات الميدانية في الجرود، مؤكدا بأن الجيش يقوم بمسؤولياته.
ويدور في الأسبوعين الأخيرين جدل في الأوساط السياسية في لبنان بين حزب الله، الذي طالب الجيش بدخول عرسال، ووضع حد لـ"احتلالها من الإرهابيين"، والفريق السني المناهض للحزب الشيعي الذي ينتقد بشدة تدخل حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا.