تتجه الأوضاع الميدانية في منطقة
عرسال اللبنانية إلى مزيد من التصعيد العسكري، في ظل استمرار المعارك التي يخوضها
حزب الله ضد ما يسميها "الجماعات التكفيرية" من جهة، واستمرار عمليات القصف الذي ينفذها الجيش اللبناني ضد من يسميها "تجمعات المسلحين" في جرود عرسال من جهة أخرى.
من جهتها، الوكالة الوطنية للإعلام نقلت عن مراسلها في البقاع قوله إن الجيش اللبناني قام ظهر الأحد باستهداف مواقع من المسلحين في جرود عرسال بالمدفعية والصواريخ، دون الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى.
الجيش وحزب الله
وقال موقع "ليبانون فايلز" إن الجيش اللبناني اعتقل مسلحين في عرسال "بعد فرارهم من الجرود نحو وادي حميد"، لافتا إلى أن الجيش "أسقط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين الذين يتحركون قبالة مراكزه في جرود عرسال"، حسب الموقع.
إلى ذلك، نقلت صفحات موالية لحزب الله في مواقع التواصل الاجتماعي الأحد خبر مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في معارك جرود عرسال عرف منهم القائد الميداني عباس كوراني من بلدة ياطر الجنوبية، وربيع نبيل بخاري من سكان حي السلم في بيروت، وعلي محمد عكنان من بلدة بافليه قضاء صور، ورابع من آل علويي.
من ناحيتها، تجتهد وسائل إعلام تابعة لحزب الله في نقل أخبار وتقارير تتحدث عن "إنجازات وانتصارات" في معارك عرسال، وهي تقارير تنفيها مصادر إعلامية في جرود عرسال لـ"
عربي21"، وتضعها في إطار "بحث حزب الله عن انتصارت إعلامية لا غير للتغطية على خسائرة في سوريا".
وكانت قناة المنار التابعة لحزب الله قالت الأحد إن من سمتها "قوات النخبة في المقاومة" سيطرت على مرتفعات قرنة التنور شرق جنوب جرود عرسال، وتتابع تقدمها في الجرود "وسط سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة"، حسب تعبيرها.
عرسال والنازحين
وفي تطور جديد يضعه مراقبون في إطار محاولة إقحام النازحين السوريين في الأزمة، كثفت وسائل إعلام قريبة أو محسوبة على فريق الثامن من آذار بزعامة حزب الله؛ من تقاريرها التي تشير إلى علاقة بين مخيمات النازحين في عرسال والمجموعات المسلحة التي تقاتل حزب الله وقوات النظام السوري.
وفي هذا الخصوص، تشير المنار إلى مخميات النازحين السوريين بالقول إن "حالات فرار في صفوف مسلحي جبهة النصرة من مرتفعات الحصن ووادي الخيل شرق جرود عرسال باتجاه مخيمات النازحين ومدينة الملاهي في عرسال".
أما صحيفة الديار المقربة من حزب الله فنشرت تقريرا زعمت فيه أن "قيادات في جبهة النصرة، وبينهم أميرهم في جبهة القلمون، فروا إلى عرسال"، مضيفة أن "250 مسلحا من جبهة النصرة لجأوا إلى عرسال بعد أن تخلوا عن سلاحهم، وخلعوا ثيابهم العسكرية، وانتشروا بين صفوف
اللاجئين السوريين، حيث مراكز اللاجئين تعج بالمقاتلين"، حسب قولها.
كما تحدثت الصحيفة عن أن قائد جبهة النصرة في القلمون، أبو مالك التلّي، "كان متواجدا الجمعة في عرسال وأدى الصلاة في أحد مساجدها، وعقد سلسلة اجتماعات لجهة الخيارات التي سيعتمدها بعد تطويق مجاهدي حزب الله لكل مراكزه في الجرود"، حسب الصحيفة المقربة من حزب الله.
ومن اللافت أن يتزامن حضور مخيمات النازحين في التقارير التي تتحدث عن معارك عرسال مع تكرار حوادث الحريق التي تعرضت لها عدة مخيمات في الآونة الأخيرة، كان آخرها السبت حيث أسفر حريق في مخيم للنازحين في البقاع الأوسط عن احتراق أربع خيام وإصابة أحد النازحين.