حمل الكاتب
المصري، الدكتور محمود
عمارة، حكومة الانقلاب العسكري في مصر، برئاسة إبراهيم محلب، مسؤولية سرقة مئة ألف رأس عجل وبقرة، هدية من الإمارات إلى محدودي الدخل، من المصريين، في الوقت الذي تركت لحوم
الحمير تتسلل إلى موائد هؤلاء المصريين!
فقد تساءل عمارة في مقال بعنوان: "حمير مصر.. وعجول الإمارات"، بجريدة "الوطن"، الثلاثاء: "هدية إماراتية لشعب مصر.. ماذا حدث لها؟".
وأجاب عمارة، وهو من أشد مؤيدي
السيسي: "اتسرقت طبعا".
وأضاف: "فاكرين الأستاذ ظاظا بتاع وزارة الزراعة، وعارفين إن الوزير د. صلاح هلال شال (أقال) 23 ظاظا (قيادة) من قيادات وزارة الزراعة، والسؤال: هؤلاء الظاظات (القيادات) الـ23 المستبعدون.. هل تمت محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم تخريب قطاع الإنتاج الحيواني والداجني (برامج فاسدة تحابي مافيا الاستيراد، أمصال تسببت في انتشار الأوبئة والأمراض في الطيور والحيوانات، أدت إلى حريق الأسعار.. وأخيرا، وليس آخرا، فضيحة الـ100 ألف رأس عجل وبقرة، هدية حكومة أهلنا في الإمارات)؟
واستطرد: 100 ألف عجل وبقرة عشار، من أفضل السلالات الأجنبية، هدية إماراتية لشعب مصر.. ماذا حدث لها؟ اتسرقت (أي والله).. بددوها، والتحقيق مفتوح الآن، لمعرفة: "أين حصيلة بيع الـ100 ألف رأس × 7 آلاف جنيه (على أقل تقدير) = 700 مليون جنيه.. دخلوا جيوب مين؟
وتابع: "لمن تم توزيع هذه المئة ألف رأس؟.. الشائعات على قفا مين يشيل.. حكايات عن المافيا، والفاسدين من الموظفين، وآل كابوني اللى بيسرقوا الكحل من العين (برغم وجود 13 جهازا رقابيا)، وبرغم الإعلان الرسمي للضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين".!
واستطرد: "باختصار: هذه الصفقة تمت في عهد الوزير عادل البلتاجي، وظاظا وزميله، المسؤولين عن قطاع الإنتاج الحيواني.. فهل سنحاسبهم.. أم عفا الله عما سلف، ويحيا الفساد.. يحيا الفساد.. يحيا الفساد!".
وأضاف: "بدل ما كنا نوزع الـ100 ألف رأس (العجل بسبعة آلاف، والبقرة العشار بـ12 ألفا)، وبإجمالي القيمة، نشتري 100 ألف تانيين وتالتين.. ليه؟
(أ) نوزع الثلث على الفقراء ليعيشوا من خيرها (ينتجون ألبانا ولحوما من الخلفة).
(ب) نغيـر الأصناف البلدي، ونستبدلها بسلالات من الأبقار تدر خمسة أضعاف اللبن، وضعفي اللحوم، وبالمرة نحسن سلالات أبقارنا البلدي، بعد أن تقزمت وأُصيبت بكل أنواع الأوبئة، التي جعلتها لا تقارن بالأنواع الأجنبية، فباتت غير مجدية، وليست اقتصادية في إنتاجها، من اللحوم أو الألبان، أو حتى الخلفة (الإنجاب)!!
وتساءل: فماذا حدث؟
وأجاب: "كالعادة.. منظومة الفساد اشتغلت، والعصابات مع المافيا، وآل كابوني خطـطوا، وحلقوا، واتفقوا مع الموظفين الفاسدين، والـ13 جهاز رقابة (مش قادرين) يلاحقوا على الفاسدين.. وانتهت القصة عند النيابة، وهتروح المحكمة، والمحامين المحترفين جاهزين، والمحكمة رولها طويل.. وموت يا حمار!!
وتابع: المفروض إن فيه منظومة لتأمين غذاء الأسود من لحم الحمير، حتى لا تتسرب هذه اللحوم الحميرية إلى مائدة البنى آدمين.. خاصة أن سعر تكلفة كيلو لحم الحمير 10 جنيهات، وتكلفة لحم
العجول والبقر أو الجاموس خمسين جنيها!.. فماذا نتوقَع من عصابات المُتاجرين بصحة المصريين، المنتهزين لفقر الناس، وقلة حيلتهم.. في ظل حريق الأسعار المتعمد من كل هؤلاء الخونة؟
وقال: "في بلد ليس به رقابة حكومية أو أهلية، وكثير من أهله معدومو الضمير، مستعدون لبيع أي حاجة وكل حاجة.. وكلنا شايفين وعارفين (وكلاب مصر بتستغيث لجمعيات حقوق الحيوان).. السؤال: ماذا فعلنا؟".
وتابع: "هل سنكتفي بتحويل مورد الحمير إلى النيابة، ونترك الأسود المحبوسة تموت جوعا؟.. أم ستتولى جهة حكومية أو أهلية (مرخـصة) القيام بهذا الدور، مع تشديد الرقابة الحكومية والأهلية، حتى لا نسمع نهيق البشر، من أكل الكفتة والسجق واللحوم المفرومة هامبورجر؟!
والأمر هكذا، خاطب عمارة السيسي بقوله: صباح الخير سيادة الرئيس.. نفسي أفهم: هو". مين بيحاسب مين في البلد دي؟ والمثل بيقول: "من أمن العقاب أساء الأدب"!!
وواصل حديثه: "يا ريس.. على مستوى الوزراء فوق، لكل مشكلة ألف حل. لكن تحت، لكل حل ألف مشكلة (هكذا يتعامل الموظف -أي موظف- مع المواطن) محدش همه حد.. من كام شهر كان كل واحد خايف.. الآن كله بيبجح في كله.. محدش بقي خايف يشتغـل ما يشتغلش، يسرق ما يسرقش.. يخلـص مصالح الناس مايخلصش (كله محصل بعضه).. اللي مش مصدق ينزل تحت يشوف بنفسه.. الفساد مش للركب.. الفساد غطى الرؤوس.. وحكايات الحمير أصبحت على كل لسان، وفضيحة عجول الإمارات امتلأت بالروايات والشائعات، ولا أحد يجيب عن التساؤلات!!".
واختتم عمارة مقاله بالسؤال: هل سنظل هكذا غرقانين وتايهين، بين حدوتة حمير مصر، وفضيحة عجول الإمارات؟