أقدم شابان ملثمان ادعيا أنهما من التيار السلفي، في حي الوعر المحاصر في
حمص، بالهجوم على مؤذن ينتمي للطرق
الصوفية، على خلفية ترديده تسبيحات وصلوات قبل أذان الفجر، فيما حذر أئمة في الحي من محاولات لإيقاظ الفتنة بين الصوفية والسلفية في الحي الذي يعاني من الحصار وقصف قوات النظام.
وذكر سكان أن الملثمين قاما بوضع السكين على عنق المؤذن "أبو رياض"، وهو مؤذن مسجد فاطمة الزهراء المشهور في الحي، وذلك أثناء ذهابه لرفع أذان الفجر في المسجد، ثم طرحاه أرضا، وهدداه بأنه سيلقى "مصيرا مرا" إذا جاء على ذكر التسبيحات والصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم قبيل الأذان، وقالا إن هذه الأدعية والصلوات هي بدعة شرعية، ولم ترد عن رسول الله. وبعد إيصال التهديد من الملثمين المجهولين لمؤذن المسجد، انصرفا من المكان دون معرفة هوية أي منهما.
وتُعد هذه الحادثة الدينية هي الأولى من نوعها التي يشهدها حي الوعر في حمص المدينة، والمعروف بمزيجه الديني من كافة المذاهب والتحزبات الدينية، الأمر الذي أوجد حالة من التوتر الشديد بين الأهالي بشكل عام، وبين رواد الطرق الصوفية في الحي على وجه الخصوص.
ودعا عدد من أئمة حي الوعر إلى تنبيه الأهالي لتجنب الفتنة الدينية فيه، لخطرها الشديد على الحي، مؤكدين أن من يريد إحياء سُنة لا يقوم بقتل المسلمين وزرع الرعب في قلوبهم.
ووصف أئمة الحي هذه العمل بـ"العمل الجبان والرامي إلى إفساد الحي وزرع الفتنة بين أبنائه"، وأن الواجب الشرعي يُحتم على أهالي الحي الإخبار والإبلاغ عن منفذي الهجوم بحق المؤذن، ومتابعتهم بشتى الطرق لوضع حد لهذه التصرفات التي من شأنها زعزعة استقرار الحي بشكل كبير، خاصة أن لدى الحي ما لديه من أزمات ومشكلات لا تُعد ولا تُحصى.
وأشار أئمة حي الوعر إلى أن الملثمين المجهولون يحاولون إيقاظ الفتنة النائمة، حسب وصفهم، بين أتباع الصوفية والسلفية في الحي.