قال الباحث في مجموعة "صوفان غروب"، باتريك سكينر، متناولا شخصية زعيم تنظيم الدولة، "أبو بكر
البغدادي" إنه "من اللافت إدراكه لأهمية الصورة، لكنه يتعمد أن يكون مقلّا جدا في ما يتعلق بدعايته الخاصة".
وأضاف سكينر وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أن البغدادي "والدائرة المحيطة به، اعتمدوا خططا استراتيجية جدا، ووضعوا خطتهم موضع التنفيذ، ما أكسبهم ولاء وثقة أتباعهم".
وقال إن "البغدادي عمل بجد خلف الكواليس، وبرز إلى العلن عندما اختير زعيما. رغم ذلك، لم يقم بنشاطات دعائية"، مؤكدا أنه "يتجنب الأضواء، وعندما يصدر كلمة، تكون عن الخلافة وأعدائها، وليس عنه شخصيا".
وعلّق سكينز على "صعود البغدادي" بالقول إنه "لا يقارن فعليا بأي من قياديي المنظمات الأخرى"، مشيرا إلى أنه لا يعرض حياته بشكل دوري للخطر على عكس زعيم
القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
من جانبه، يرى الباحث في منتدى الشرق الأوسط، أيمن التميمي، أن لدى البغدادي "جانبا من الغموض يحيط به، ويبدو أنه حقق أكثر بكثير في الواقع من الحرس القديم"، للتنظيمات الجهادية مثل زعيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري.
وأوضح التميمي أن "عامل الغموض مستمد من أن البغدادي حتى الآن تمكن من تفادي محاولات عدة لاستهدافه بضربات جوية وما إلى ذلك (...) وتمكن من دحض الشائعات بأنه بات عاجزا جسديا" عن القيادة.
وأوردت تقارير في الأشهر الماضية أن البغدادي أصيب في ضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلا أن هذه المزاعم لم يتم التثبت منها.
يشار إلى أن اسم "أبو بكر البغدادي" برز لدى توليه زعامة تنظيم الدولة، وتحوّله من شخص مغمور إلى قائد أبرز التنظيمات الجهادية في العالم. إلا أن الرجل الذي نصب نفسه "خليفة"، لا يزال شخصية غامضة بعيدة عن الضوء.
وعلى الرغم من أن التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق، ينشر دوريا مواد دعائية لنشاطاته، فإنه من النادر أن يظهر في مواده زعيم التنظيم، الذي رصدت واشنطن مكافأة مالية قدرها عشرة ملايين دولار، لمن يقدم معلومات تؤدي للتمكن منه.
يذكر أن تنظيم الدولة أعلن في حزيران/ يونيو 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية"، بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم كاسح سيطر خلاله على مناطق واسعة في شمال
العراق وغربه.
وبعد أيام من الإعلان، نشر التنظيم شريطا مصورا لمن قال إنه "الخليفة إبراهيم" يؤدي الصلاة في مسجد بالموصل، ثاني كبرى مدن العراق، وأولى المناطق التي سقطت في الهجوم.
ويعدّ هذا الظهور العلني الوحيد للبغدادي الذي بدا خطيبا ذا لحية كثة سوداء ورمادية، ويرتدي زيا وعمامة سوداوين. أما الخطب الأخرى التي تنسب للبغدادي، فكانت عبارة عن تسجيلات صوتية، وزعها التنظيم عبر الحسابات والمنتديات الإلكترونية التابعة له.