تساعد تل أبيض الأكراد على الربط بين المناطق السورية التي يسيطرون عليها - أ ف ب
بعد خطوة مباغتة، هاجمت فيها وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) وقوات "بركان الفرات" وبعض الكتائب العربية في ريف مدينة الرقة السورية، تنظيم الدولة، فقد أعلن التنظيم انسحابه من من قرى حدودية شمال "عاصمة خلافته"، بحسب ما ذكرت مواقع كردية ومعارضة سورية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وحدات حماية الشعب الكردية السورية، أنها بدأت في الزحف صوب بلدة تل أبيض التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وتقع على الحدود مع تركيا، لتعزز بذلك توغلها في محافظة الرقة معقل الجهاديين، في حملة تدعمها ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة.
وأفاد الناطق باسم "وحدات الشعب والمرأة السورية الكردية" بولات جان، الأحد، بتحرير أكثر من 33 قرية وعشرات المزارع، الواقعة بين مدينتي كوباني والرقة، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأوضح جان، أن القرى المحررة تقع في جبهة "تل أبيض" الشرقية، التابعة لمحافظة الرقة في شمال سوريا، والتي يتخذ التنظيم مركزها (مدينة الرقة) عاصمة لخلافته.
وتكمن أهمية تل أبيض بالنسبة للتنظيم في أنها أقرب بلدة حدودية لعاصمته الفعلية مدينة الرقة، في حين أن من شأنها أن تساعد الأكراد على الربط بين المناطق السورية التي يسيطرون عليها في محافظة الحسكة وعين العرب (كوباني).
من جهته، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن غالبية مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا من بلدة سلوك في ريف الرقة بعد أن فخخوا المنازل وزرعوا الألغام في شوارع البلدة. وتتقدم القوات الكردية في هذه المحاور بدعم من غارات طيران قوات التحالف.
وقال عبد الرحمن إن المعارك والغارات الجوية حول سلوك، أوقعت السبت 16 قتيلا في صفوف تنظيم الدولة وثلاثة مدنيين على الأقل.
وتعد بلدة سلوك الواقعة على بعد تسعين كيلو مترا شمالي الرقة من أقدم معاقل التنظيم في شمال سوريا، حيث أعلن التنظيم انتشاره فيها منذ صيف عام 2013، كأول منطقة يسيطر عليها التنظيم بالكامل في شمال سوريا.
وقاتلت عدة كتائب عربية إلى جانب القوات الكردية. وقال موقع "كلنا شركاء" المعارض، إن من بين أهم الكتائب المشاركة: "جيش الصناديد" الذي يتكون من أبناء عشيرة شمر العربية، وعدة عشائر أخرى، و"لواء ثوار الرقة" الذي يتكون من أبناء مدينة الرقة الذين ينتسبون للجيش الحر.
وشاركت كتائب "شمس الشمال" وهم من أبناء مدينة منبج وصرين وجرابلس الذين كانوا قد انتسبوا للجيش الحر، و"لواء التحرير" الذي يقوده "أبو محمد" كفر زيتا، إضافة إلى غرفة عمليات "بركان الفرات" التي تنطوي تحت راية الجيش الحر، و"لواء التوحيد" الذي أرسل أكثر من ثلاثمائة مقاتل بقيادة العقيد عبد الجبار العقيدي.
القلق التركي
ويثير اتساع نفوذ الأكراد في سوريا قرب الحدود مع تركيا قلق أنقرة التي تخشى منذ وقت طويل من النزعة الانفصالية لدى مواطنيها من الأكراد.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل أبيض في شمال سوريا، مشيرا إلى أنها قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل.
وقال أردوغان إنه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكدا أن تركيا استقبلت حوالي 15 ألفا منهم الأسبوع الماضي قبل إغلاق الحدود.
وأضاف أن مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني يسيطرون على الأماكن التي يغادرها اللاجئون.
وقال للصحافيين من بعض وسائل الإعلام التركية على متن طائرته الرئاسية أثناء عودته من أذربيجان، "إن هذا ليس مؤشرا جيدا". وتابع: "قد يؤدي ذلك إلى إنشاء كيان يهدد حدودنا. على الجميع أن يأخذ بالاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع".
وأغلقت السلطات التركية بلدة أقجة قلعة، أمام السيارات وكانت آخر مرة سمحت لأحد بالعبور من تل أبيض إلى تركيا منذ أشهر. لكن تركيا لا تزال تسمح لأشخاص يحملون جوازات سفر سارية بالعبور إلى سوريا من أقجة قلعة.
وحفر الجيش التركي خنادق في المنطقة الحدودية.
وصدت الوحدات هجوما للتنظيم المتشدد على مدينة كوباني في كانون الثاني/ يناير، بمساعدة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، فقد أصبحت الوحدات شريكا كبيرا على الأرض في سوريا للتحالف الذي يسعى للقضاء على التنظيم.
وتتحالف وحدات حماية الشعب مع حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل الدولة التركية منذ عقود. وتصف أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب بأنه جماعة إرهابية.