يضع الاحتلال الإسرائيلي
حواجزه المختلفة على مداخل مدينة
القدس المحتلة، لمنع وصول أهالي الضفة الغربية إلى المسجد
الأقصى، ويرفض اقتراب من هم دون سن الـ50 عاما من حدود المدينة ومسجدها، تحت ذرائع أمنية يصفها الفلسطينيون بـ"الواهية"، ويتحايلون بقدر استطاعتهم على تلك الحواجز للظفر بسجدة في رحاب الأقصى.
ويقول إبراهيم أبو طه (52 عاما) من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إنه انتظر بشغف كبير، بلوغه سن الخمسين، كي يتمكن من الوصول إلى القدس عبر حاجز قلنديا، والصلاة في المسجد الأقصى.
وأضاف لـ"
عربي21" أنه لا يدَع فرصًة للوصول إلى الأقصى والصلاة فيه؛ إلا واستثمرها، مؤكدا أن "تضييق الاحتلال علينا، وممارساته المستفزة لا تنتهي، ولكن عزمنا وإرادتنا هما أيضا بلا انتهاء".
إصرار رغم المنع
وعلى حاجز قلنديا؛ كانت أم أحمد الجلب (45 عاما) تنتظر أن يسمح لها الجندي الإسرائيلي بالمرور، لتصل إلى منزلها في بيت حنينا داخل نطاق مدينة القدس، إلا أن ذلك الجندي رفض أن يمنحها تصريحا بالدخول، مصادرا حقها كمقدسية في الوصول إلى منزلها.
وقالت أم أحمد لـ"
عربي21" إنها تزوجت منذ عشرات السنين برجل من رام الله، وانتقلت إلى العيش معه، الأمر الذي أفقدها حق الإقامة في القدس، حيث سحبت هويتها المقدسية.
وأضافت: "سحب هويتي لم يمنعني من السعي الدؤوب للوصول إلى القدس، بالرغم من إجراءات التفتيش المهينة، والتوقيف على الحواجز"، مؤكدة أنها مستعدة لتحمل كل ممارسات الاحتلال "في سبيل الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى؛ للصلاة والرباط فيه".
طرق التفافية
وتبدو رحلة الوصول إلى المسجد الأقصى لدى الشاب عزالدين، ابن السبعة عشر ربيعا؛ أكثر خطورة، إذ إنه يسلك لهذه الغاية طرقا التفافية وعرة، فينجو من قبضة جنود الاحتلال أحيانا، ويكتشفون أمره أحيانا أخرى؛ فيحيلون بينه وبين
الصلاة في الأقصى.
يقول لـ"
عربي21": "أخرج من مدينتي نابلس، وأمر عبر بيت لحم، وصولا إلى منطقة التسلل المليئة بالأشجار العالية الكثيفة، ولا يستغرق وقت عملية التسلل أكثر من ساعتين".
وأضاف: "تبدو لي المغامرة أهم وأخطر في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، حيث لا تنقطع محاولاتي التسلل، دون أن أخبر أحدا من أهلي إلا حينما أصل".
فلسطينيو الداخل
من جانبها؛ قالت المرابطة في المسجد الأقصى، الحاجة نعمتي (48 عاما) التي تقيم في الأراضي المحتلة عام 1948، إن الاحتلال الإسرائيلي "يمنع دخول أي فلسطيني دون امتلاك تصريح أو هوية زرقاء"، مضيفة أنها تدخل إلى المسجد الأقصى عبر مسيرات البيارق، التي تسيرها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
وقالت لـ"
عربي21": "نتحدى التفتيش، والتوقيف، والانتظار لساعات طويلة، من أجل الدخول إلى المسجد الأقصى"، مشيرة إلى أن "تضييق الاحتلال على الراغبين بالوصول إلى المسجد الأقصى؛ يطال أيضا سكان القدس الذين فصلهم الجدار عن قلب المدينة".
ويُعد حاجز "قلنديا" شمالي القدس؛ البوابة الرئيسة لوصول أهالي الضفة الغربية إلى مدينة القدس المحتلة، إلى جانب حواجز "جيلو" في الجنوب، و"حزما" في الشرق، وحاجزين على مدخل مخيم شعفاط، وبالقرب من بيت لحم شرقا، بالإضافة إلى عشرات الحواجز الطيارة على المداخل الفرعية للقدس، وعند التجمعات السكنية القريبة من الجدار العازل، حتى لا يتم اختراقها من قبل الفلسطينيين الذين يسعون لزيارة القدس، والصلاة في مسجدها.
وزعم الاحتلال الإسرائيلي مع بداية
شهر رمضان المبارك، أنه سيقدم جملة "تسهيلات" على دخول أهل الضفة وغزة لمدينة القدس، مشترطا على النساء والرجال الذين تبلغ أعمارهم ما بين 16 و50 عاما؛ الحصول على تصاريح للوصول إلى المدينة المقدسة.