شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعاطفا كبيرا مع الداعية السعودي محسن العواجي، ومواطنه الإعلامي عبد الله المديفر، بعد قرار إيقافهما عن الظهور الإعلامي، وإحالتهما إلى القضاء بأمر ملكي، بسبب ما قيل إنهما "أساءا الأدب مع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز".
واعتبر مثقفون سعوديون أن القرار يعدّ "مجحفا، وقاسيا، بحق شخصين يشهد لهما الشعب السعودي بالجرأة"، وأضاف آخرون أن "محسن العواجي يتميز بكونه معارضا إصلاحيا يسعى للرقي بالبلد، دون أن يكون له مقاصد، أو أطماع أخرى".
وغرّد الكاتب السياسي خالد العلكمي: "لم يكن في اللقاء ما يستوجب إيقاف ومحاكمة العواجي والمديفر، ولا ما يستوجب الشماتة والتشفي بعد القرار!".
وعن "الشماتة" الكبيرة التي أظهرها رموز التيار الليبرالي في السعودية وما يسمى بالتيار "الجامي"، من الدكتور محسن العواجي، قال العلكمي: "مهما ضاق صدر الدولة، يظل أوسع من صدور العبيد والشبّيحة، نبرة الشماتة والتحريض واستعداء السلطة، مثيرة للاشمئزاز!".
الداعية حمود العمري، نوّه إلى قضية التغريدات الوهمية التي ملأت الهاشتاغات الخاصة بالعواجي، والمديفر، ونعتتهما بأوصاف مشينة، حيث قال: "انظر للتشابه الكبير بين خوراج الدواعش، وشبيحة الجامية، جماهير وهمية، معرفات وهمية، تغريد وهمي، ريتويت وهمي، يتكاثرون بالكذب".
وقال الأكاديمي الإعلامي محمد الحضيف: "سؤال المجتمع، في ما يسمى (محاكمة العواجي والمديفر): هل الرأي جريمة؟ هل إبداء الرأي في السياسات، تعريض بالأشخاص؟ هل تجريم الرجال سهل، يسبقه تشبيح؟".
وفي تغريدة له، قال الكاتب الليبرالي يوسف أبا الخيل، إن "هناك فرقا بين التعبير والإساءة، وفي جميع دول العالم المتحضرة يُعاقب على الإساءة"، في إشارة إلى حديث العواجي عن الملك عبد الله.
وبعد توجيه أحد الأشخاص سؤالا له عن جزئية في الحلقة، أجاب أبا الخيل: "لا أدري حقيقة، لأني لم أشاهد الحلقة".
بدوره، واصل أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد تعليقاته على تغريدات رموز التيار الليبرالي في السعودية، حيث علّق على تغريدتي يوسف أبا الخيل: "غرّد عن حرية التعبير وإساءة استخدامها، ثم لمّا سُئل...افتضح!، اكتشف!، قارن!، استنتج!".
المغرّد الشهير "أبو شلاخ الليبرالي"، كتب في حسابه عبر "تويتر": "بعض من فرحوا بإحالتهما للتحقيق لم يروا الحلقة من الأساس، لكن (العبد) الكامن يأبى إلا أن يفضح صاحبه".
وقال الكاتب فهد العوهلي: "التقاضي ليس خلل. الخلل أن يكون الحكم شبه منطوق مسبقا، وتكون التهمة إدانة، وإلا لم تم إيقاف البرنامج حتى يُدان بحكم".
وأعلن المحامي إبراهيم المديميغ عن استعداده للترافع عن المديفر، والعواجي، مغردا: "كمحام أطرح استعدادي بقدراتي المتواضعة للدفاع عن العواجي والمديفر أو مشاركة فريق الدفاع عنهما، فقد مارسا حقا مشروعا".
من جانب آخر، انتقد كثيرون العواجي بسبب ما قالوا إنه إساءة للملك الراحل، واعتبروا أن ما قاله لا يندرج في إطار حرية الرأي، خاصة أن الرجل المعني في ذمة الله، وتراوحت الردود بين النقد والشتائم، والشماتة بإحالته، أي العواجي ومعه المديفر للقضاء، ومنع ظهورهما في وسائل الإعلام.
حيث أظهر الصحفي عبد العزيز الخميس "شماتته" بالداعية محسن
العواجي، مغرّدا: "اختلافنا يجب أن يكون في كيفية خدمة وطننا ومجتمعنا لا أن نتفرغ لتصفية الحسابات مع الأموات قبل الأحياء، مشكلة الحزبي الولاء لجماعته لا وطنه".
وكان عبد العزيز الخميس تعرض لموجة من السخرية بين المغردين السعوديين، عقب استضافته في ذات البرنامج قبل يومين، بسبب "التناقضات العجيبة التي يحملها"، وفق قولهم. (
هنا)
وقالت لطيفة الشعلان، عضو مجلس الشورى السعودي، في تعليقها على إيقاف العواجي: "الإساءة من قبل بعض رموز الإسلام السياسي السعوديين للراحل الكبير الخالد في ذاكرة شعبه، عبدالله بن عبدالعزيز لا تدخل في حرية الرأي، كفى تباكيا".
وواصل الكاتب الليبرالي، عبد الله بن بجاد تحريضه على العواجي، قائلا: "إن من نكد الدنيا أن يتطاول رموز الإسلام السياسي على ملك الإنسانية رحمه الله ويحسبون أن أخاه الوفي سيسكت".