في مقابلة خاصة مع صحيفة "القبس" الكويتية قال الشيخ
صبحي الطفيلي أحد مؤسسي
حزب الله اللبناني والأمين العام الأول له، إنه "متيقن من سقوط نظام بشار الأسد، ولكن بعد أن تتحول
سوريا إلى رماد".
ويرى الطفيلي أن "أمريكا هي الأقدر على ترجيح كفة المعارضة أو النظام.. هي الأقدر على الاستثمار.. هي وراء استمرار التوازن في المعركة؟ لم الحرص الأمريكي على حماية المناطق الكردية في العراق وفي سوريا، بينما لا يعني لها شيئا أن يجتاح داعش محافظة الأنبار؟ هل الأمر مجرد صدفة؟".
وعن بقاء الأسد في الحكم، قال الطفيلي: "لا يجوز أن يبقى متسلط جبار طاغ يتحكم برقابنا، أنا مع كفاح الشعب السوري ووقوفه بصلابة مع حقه بحياة كريمة ضمن نظام نابع من تطلعاته يترجم رغباته من خلال انتخابات وبرلمان حسب الأصول، بدون أي تزييف. على النظام أن يرحل وبسرعة، هذا النظام ارتكب جرائم غير مسبوقة، فلم يحصل أن قصف حاكم عاصمته بالكيماوي".
وينظر الطفيلي إلى الجهد الدولي والإقليمي الكبير كي لا ينزلق لبنان إلى النزاع المذهبي، "إنما هو كي يرتاح حزب الله في سوريا، لأن اندلاع نزاع مذهبي سيخرج حزب الله من سوريا، لينكفئ إلى الداخل اللبناني. وتساءل: "لكن إلى متى ستبقى القدرة على لملمة الأمور، وتبقى القرارات تصب في مصلحة تجنيب لبنان النار؟ ذلك مرتبط بمصلحة أصحاب القرار الدوليين القادرين".
وأوضح أنه دعا منذ بداية الأحداث ضد أن "ندخل طرفا ونصحت الشباب (حزب الله) حينها أن يدخلوا مصلحين، لأن علاقتهم مع النظام قوية جدا، ويمكن أن يبنوا علاقة مع المعارضة من خلال مؤازرتهم للضحايا والجرحى. للأسف أخذوا طرف المعتدي، ونصروا الظلم والفساد". واعتبر أن "هذا موضوع ستكون له نتائج خطرة في المستقبل وتداعياته مخيفة".
وخلص الطفيلي إلى أن "المعركة في سوريا انتهت". ويضيف: "الجيش السوري وحلفاؤه من الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين سقطوا. حينما تنهار جبهة رئيسة بكامل قطاعاتها العسكرية في حلب وفي إدلب وفي درعا، نتساءل: ماذا يفعل حزب الله في القلمون؟ إصراره على البقاء في المعركة حتى نهايتها كمن يريد أن يشرب كأس الموت رغبة فيه. إنه ينتحر. ولكن لماذا ينحر شعبا بكامله معه؟ إلا إذا كانت هناك قضية أخرى تتعدى حدود لبنان وترتبط بمصالح استراتيجية في إيران".
ولدى سؤاله من قبل الصحيفة عن قلقه على مصير الشيعة في لبنان، رد الطفيلي بالقول: "لا أكترث بالهموم الطائفية. التكتل الطائفي والتناحر الطائفي لم يبق ولم يذر. نحن أمة تذوب وتضمحل. قبل مئة سنة كنا أمة مترامية الأطراف، ولنا موقع تحت الشمس، اليوم كل منا يفكر أن يكون دولة في مكانه، العلوي والكردي والسني والدرزي. حينما يصير للعلويين دولة كيف ستعيش وتحافظ على أمنها؟ لن تستطيع إلا بالحماية الكاملة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من قبل الأقوياء، أي الأمريكيين أو غيرهم. هكذا نصبح مجرد فتات. الهموم الطائفية قذرة ولا قيمة لها".
وحول تصاعد الصراع السني الشيعي، انتقل الطفيلي للحديث عن العراق، الذي قرر فيه أن "الحاكم الفعلي هو الأمريكان وليس المالكي ولا العبادي ولا حتى الإيراني، كما يقال".
ويضيف أن "تحميل الإحباطات في العراق لفلان أو آخر هو سياسة أمريكية لذر الرماد في العيون. تمزيق العراق وتحويله إلى كانتونات وإدارة هذا الأتون هي بيد الأمريكي. العراق كسلطة مركزية هو أضعف الأطراف".
ويقول: "حين سيطر داعش على ثلث العراق، كان الناس يتساءلون: من داعش؟ سقط ثلث العراق بيد مجهول. هل يعقل أن الأمريكيين بكامل أجهزتهم الأمنية استيقظوا مع المستيقظين صباحا، ليجدوا أن ثلث العراق قد خرج من يد الدولة، وأنشئت دولة جديدة".
ويكمل: "ثم إن جماعة الخلافة يقاتلون يوميا منذ أكثر من سنة على كل الجبهات على طول 1500 كلم! من أين تأتيهم الأسلحة والذخائر؟ النزاع المذهبي والنزاع القومي هو بيد الأمريكيين. أين الشيعة في ليبيا؟ وفي اليمن؟ المذهب الزيدي هو جزء من العالم السني وليس الشيعي. في الصومال كذلك. السودان قُسمّت جهارا نهارا رغما عن إرادة أهله. في هذه المنطقة يسهل نشر الفوضى من خلال صراع مذهبي، وفي أماكن أخرى تعم الفوضى بعنوان آخر".