تداول نشطاء على مواقع الإنترنت، مقطعا صوتيا من مكالمة هاتفية تم تسجيلها بين مفتي
مصر الأسبق
علي جمعة، وسيدة قال نشطاء على مواقع التواصل إنها ناشطة سورية اسمها ميسون بيرقدار وتعرف باسم "الحرة وسام"، وعرفت نفسها بأنها طبيبة تعيش في ألمانيا.
وبدأت المكالمة - التي اتضح من سياق الكلام أنها أُجريت يوم الخميس الماضي - بشكل هادئ، حيث تظاهرت السيدة في البداية بأنها مؤيدة للنظام في مصر، وأنها تريد تعليقات من جمعة حول الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.
وطلبت السيدة من المفتي الأسبق نصائح يقوم بها المصريون في ألمانيا لدعم قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي في مواجهة الإخوان، فطالب جمعة المصريين بأن يقاوموا الإخوان المسلمين الموجودين هناك، عن طريق تكوين لجان إلكترونية للرد على ادعاءاتهم بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري.
ومصطلح اللجان الإلكترونية يقصد به في مصر مجموعات من الأشخاص التابعين لجهة معينة، يقومون بالتعليق على الأخبار في المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام، مقابل أموال يتلقونها.
وطالبها جمعة بفضح الإخوان ونشر جرائمهم وإرهابهم في كل مكان، عبر التواصل مع وسائل الإعلام والمنظمات الألمانية، مؤكدا أن الشرطة والجيش قادرون على هزيمة الإخوان.
شيخ سليط اللسان
وبعد أن استدرجت السيدة مفتي مصر الأسبق، فاجأته وأظهرت حقيقة انتمائها السياسي وأنها من معارضي الانقلاب، ودعت عليه بأن يكون مصيره العذاب يوم القيامة، قائلة :"انت آخرتك جهنم، لأنك إنسان مجرم وهتتحاسب على كل جرائمك"، فرد عليها جمعة غاضبا: "ربنا يخدك انت وأمثالك".
وتطورت المشادة بين الاثنين، حيث قالت السيدة: "انت مش شيخ، انت جربوع" وهنا سبها علي جمعة بألفاظ نابية وقال لها: "انت بنت كلب لـ**وة".
وأنهت السيدة المكالمة بأن توعدت علي جمعة بالإعدام في ميدان التحرير بجانب قائد الانقلاب، قائلة: "يا عرة الشيوخ ستعدم انت والسيسي في ميدان التحرير"، فهددها جمعة بالاعتقال عند عودتها إلى مصر قائلا: "أول ما هتنزلي مصر هيتقبض عليكي".
وأكد نشطاء وحقوقيون أن أي مصري مغترب يظهر مناهضته للانقلاب يتم منعه من زيارة مصر أو يوضع على قوائم ترقب الوصول تمهيدا لاعتقاله.
وكان آلاف المصريين في الخارج قد نظموا العديد من الفعاليات الاحتجاجية في كثير من دول العالم، وسببوا حرجا بالغا لقائد الانقلاب والوفد الذي يرافقه في تحركاته، ويضم إعلاميين وفنانين ورجال أعمال، كان آخرها زيارته لألمانيا.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمواقف مشابهة كان ضحيتها مؤيدون للانقلاب من الفنانين والإعلاميين، مثل الممثل أحمد بدير والإعلاميين مصطفى شري ويوسف الحسيني وغيرهم، تعرضوا للهجوم من مصريين مغتربين اتهموهم بالنفاق للنظام وصوروا ردود أفعالهم وتفوههم بألفاظ نابية.
سوابق عديدة لجمعة
وعرف عن علي جمعة سلاطة لسانه، خاصة عقب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، حيث وصف معارضي الانقلاب بأنهم "ناس نتنة ورائحتهم نتنة وأنهم كلاب النار، وحرض قوات الجيش والشرطة على قتلهم دون رحمة".
وفي شهر آذار/ مارس الماضي، شن مفتي مصر الأسبق هجوما شرسا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال إنه "مجرم ابن مجرم"، متهما إياه بتسهيل الدعارة في بلاده حتى يفوز في الانتخابات بأصوات العاهرات، وأن المومسات في تركيات يقنعن زبائنهن بالتصويت لأردوغان الذي ما زال يفعل نفس الفعل حتى الآن (في إشارة إلى الدعارة).
وحينها، علق المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم "حركة قضاة من أجل مصر" على بذاءة جمعة بالقول، إن تصريحاته تعد جريمة تعاقب عليها كل قوانين العالم، لكن في مصر لا يوجد قانون، مشيرا إلى أن هذه هي "ثقافة شيوخ العسكر".
وهاجم جمعة الباحث إسلام بحيري، بألفاظ جارحة في شهر نيسان/ إبريل الماضي، بعدما وصف التراث الإسلامي بأنه "عفن"، فقال له: "تراث إيه اللي عفن يا معفن يا قليل الأدب يا قليل الدين".
وكانت آخر حلقات مسلسل بذاءات علي جمعة مهاجمته للمفكر سيد قطب، الذي قال فيه إنه شخصية "تافهة ذو عقلية هشة"، ولم يكن عالما في شؤون الدين ولا الأدب، وإنه لا يستحق كل هذا الاهتمام والتقدير الذي يحظي به علمه وفكره حول العالم الإسلامي.
واتهم جمعة المفكر سيد قطب بأنه اتجه إلى الإلحاد لمدة 11 عاما وأنه كان يدعو إلى العري، وفشل في تعلم اللغة الإنجليزية، رغم إقامته في أمريكا لعدة سنوات.
وقال محمد المصري، الأستاذ بجامعة "نورث ألابام" الأمريكية، إن الشيخ علي جمعة هو الصديق المفضل للطغاة.
وأضاف المصري - في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" بعنوان "جمعة.. الشيخ الأكثر ولاء للسيسي" - أن الديكتاتورية المصرية تفضل - منذ عقود - علي جمعة لأنه ينشر مبدأ الإسلام منزوع السياسة، ولا يكف عن مهاجمة الإسلاميين الذي يعارضون الأنظمة القمعية، ويساند حق تلك الأنظمة في ارتكاب المذابح لإخراس منتقديها"!