أحيا العشرات من النشطاء في العاصمة البريطانية لندن، الاثنين، الذكرى العشرين لمجزرة "سربرنيتسا" التي حصلت في
البوسنة والهرسك عام 1995، وقتل فيها أكثر من 8000 شخص.
وعرض القائمون على الفعالية مشاهد من المجزرة، كما عرضوا تعريفا لتفاصيلها وأحداثها التي حصلت قبل عشرين عاما، موضحين أن هذه "هي أكبر جريمة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية".
وأبدى الناشطون سرورهم من حرص البريطانيين والمسلمين واهتمامهم بذكرى المجزرة والإبادة.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني،
ديفيد كاميرون، عزم حكومته تقديم دعم مالي بقيمة 1.2 مليون جنيه إسترليني (1.8 مليون دولار) لجمعية "تذكر سربرنيتسا"، ومقرها لندن، على مدار ثلاثة أعوام، بهدف "رفع مستوى الوعي العام بخصوص المذبحة التي وقعت في سربرنيتسا في البوسنة والهرسك عام 1995، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين للمذبحة".
جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية، حول إقامة كاميرون حفل استقبال في مبنى الحكومة بالعاصمة لندن، حضره الكثير من المدعوين منهم رئيس المجلس الرئاسي الثلاثي في البوسنة والهرسك "بكر عزت بيغوفيتش"، وممثلو جمعية "أمهات سربرنيتسا وجيبا"، وأعضاء جمعية "تذكر سربرنيتسا"، وذلك في إطار الفعاليات المقامة بكافة أنحاء المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى العشرين للمذبحة.
وأوضح كاميرون، وفقا لما نقله البيان، أن الإبادة العرقية التي شهدتها سربرنيتسا قبل 20 عاما، "تعد رسالة تذكير قوية لوجود التعصب في كافة أنحاء العالم"، لافتا إلى أن بلاده سجلت تطورا في موضوع مكافحة التمييز والتطرف والكراهية، مشيرا إلى أن "هذا المصدر المالي سيساعد في عدم نسيان الأحداث التي وقعت ذلك اليوم".
ومن المنتظر أن يشهد الأسبوع الجاري إقامة فعاليات بمناسبة الذكرى العشرين للمذبحة في العديد من المدن البريطانية، في حين ينتظر أن تتوجه الأميرة "آن" ابنة الملكة إليزابيث الثانية إلى البوسنة والهرسك، يوم السبت المقبل، للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى المذبحة.
وكان بيغوفيتش دعا، الأحد، رئيس مجلس الأمن جيرار فان بوهيمين، للتنديد بمذبحة "سربرنيتسا"، والتصويت لصالح "مشروع قرار" مقدم من
بريطانيا، يعُدّ أحداث سربرنيتسا "إبادة جماعية"، وذلك في رسالة وجهها للمسؤول.
جدير بالذكر أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، حيث ارتكبت خلال عدة أيام مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.