أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف الخميس، على ضرورة توحيد جهود المملكة العربية
السعودية وتركيا مع سوريا لمواجهة
تنظيم الدولة.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقده الخميس في مدينة أوفا الروسية، "إن خطر تنظيم داعش الإرهابي يتوسع أكثر، وبات من الضروري أن تتوحد جهود دول المنطقة وخصوصا المملكة العربية السعودية وتركيا مع سوريا، للوقوف في وجهه، وترك الخلافات جانبا، ولو إلى حين".
وردا على سؤال هل من المنطق والعقل أن توحّد دول تعادي نظام بشار الأسد جهودها معه في التصدي لتنظيم الدولة، أجاب لافروف بالقول: "عندما التقينا مع وزير الدفاع السعودي (محمد بن سلمان) على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الأخير، تحدثنا معه عن خطر الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تحدث الرئيس بوتين في الأمر ذاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما التقاه مؤخرا في باكو، ليس لدينا أجندات مخفية، نحن نتعامل بوضوح كامل، ومستعدون دائما للاستماع للرأي الآخر".
واستدرك وزير الخارجية بالقول: "في هذه المرحلة بالذات، نحن نرى أن هذه المبادرة قيّمة، وهي الأجدر بالتطبيق".
وأكد لافروف أن سوريا تدعم تشكيل التحالف المذكور للوقوف في وجه تنظيم الدولة، موضحا بالقول: "لقد أبلغتنا دمشق دعمها لاقتراح الرئيس بوتين بتشكيل تحالف يضم السعودية،
تركيا، الأردن، وسوريا، ومن الممكن توسيعه ليضم كل الدول المعنية بالتصدي للإرهاب".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم 26 حزيران/ يونيو الماضي، تشكيل تحالف يضم العربية السعودية، الأردن، تركيا، بالإضافة إلى سوريا للوقوف في وجه تنظيم الدولة.
المفاوضات النووية
وحول الموضوع الإيراني، أشار لافروف إلى أن "لا موعد نهائيا للتوقيع على اتفاق ينهي أزمة الملف النووي الإيراني، وأن الأمور تسير بشكل ممتاز خلال المفاوضات الجارية في فيينا"، مضيفا قوله: "لقد نجحنا بتجاوز كل نقاط الخلاف، ولم يعد هناك نقاط خلاف جوهرية يصعب حلها، لقد اقتربنا بشكل كبير جدا من التوصل لاتفاق، ولكن الحديث عن موعد نهائي للتوقيع على الاتفاق هو أمر مصطنع يراد منه افتعال أزمات".
واستدرك الوزير الروسي بالقول: "قبيل مغادرتي فيينا الاثنين الماضي، اتفقنا جميعا على أن نوعية الاتفاق الذي سنتوصل إليه أهم بكثير من موعد التوقيع، الاتفاق يجب أن يكون متوازنا ويضمن مصالح الجميع، بما فيها الحقوق المشروعة لإيران بامتلاك وتطوير مشروعها النووي المخصص منذ البداية للأغراض السلمية، وأنا على استعداد للتوجه إلى فيينا في أي وقت إذا اقتضى الأمر".
وتابع: "يجب أولا وقبل كل شيء رفع الحظر المفروض على توريد الأسلحة لايران، إن إيران قوة إقليمية مهمة تتصدى بشكل حازم للإرهاب، وقد أبدت تفاعلا مميزا مع السداسية وقرارات الشرعية الدولية فيما يخص ملفها النووي، إن رفع الحظر المفروض على طهران سيكون هاما لزيادة قدرتها العسكرية في المعركة ضد الإرهاب".
الروس مع تنظيم الدولة
وبخصوص مواطني
روسيا الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة، أكد لافروف بالقول: "إننا نتخذ كافة الإجراءات الضرورية لتعقب مواطني الاتحاد الروسي الذين يقاتلون في صفوف داعش، وسنعمل على إعادتهم للبلاد ومحاكمتهم، داعش يشكل تهديدا حقيقا لكل دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وعلينا جميعا اتخاذ كافة التدابير لمنع الأفكار المتطرفة من الانتشار في صفوف شبابنا، ووضع القوانين المناسبة للحد من التحاق أشخاص جدد بالتنظيمات الإرهابية".
وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن قمة "بريكس" التي ستختتم أعمالها اليوم، وقمة منظمة "شنغهاي" التي تختتم يوم غد الجمعة والمنعقدتين في أوفا الروسية ويشارك بهما، ستعلنان في بيانهما الختاميين "وقوفهما الحازم ضد كل أشكال التطرف والإرهاب، وفي المقدمة داعش وأخواتها".
ولفت لافروف إلى أن موسكو "مهتمة بشكل جدي بحل الأزمة اليونانية، وطالب الاتحاد الأوروبي بتعديل أنظمته المالية".
وأضاف: "ما لم يتم تعديل النظام المالي في الاتحاد الأوروبي فإن أزمة اليونان ستنتشر في دول أخرى، هناك عدة دول أعضاء بالاتحاد تعيش أوضاعا مشابهة إلى حد ما لما يحصل في اليونان".