أثار "تقارب" أحد أحزاب
المعارضة، مع
السلطة، في
الجزائر، موجة انتقادات شديدة من قبل التشكيلات الحزبية المحسوبة على المعارضة بالبلاد، خاصة وأن "
حركة مجتمع السلم"، الإسلامية، وهي المعنية بالتقارب، تمثل عضوا فاعلا في تكتل المعارضة المعروف باسم "تنسيقية الحريات والإنتقال الديمقراطي" التي لاطالما طالبت برحيل النظام وتنظيم إنتخابات رئاسة مبكرة.
والتقى رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، مدير ديوان الرئاسة بالجزائر، أحمد أويحيي، الخميس الماضي، وتبادلا الحديث حول الوضع الخطير بالبلاد، بينما إنتقد شركاء مقري بتكتل المعارضة، مبادرته بلقاء ممثل السلطة دون إستشارة قادة التكتل مثلما هو معتاد.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية بالجزائر، الخميس" إن مدير ديوان رئيس الجمهورية السيد أحمد أويحي إلتقى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، الذي سلم لأويحي نسخة عن وثيقة ندوة الإنتقال الديمقراطي" وهي الوثيقة التي تمخضت عن مؤتمر للمعارضة قبل أكثر من عام من الآن، تم خلاله رفع مطلب تنظيم إنتخابات رئاسة مبكرة، "نظرا لعجز الرئيس بوتفليقة عن أداء مهامه الدستورية.
وتواتر عن لقاء مقري بأحمد أويحي، المعروف بولائه غير المشروط للنظام، حتى أنه قال مرة أنه لا يجد حرجا في أداء المهمات القذرة، جدلا واسعا إزاء فصيل سياسي، يشكل عمود المعارضة بالجزائر، ينقلب بين عشية وضحاياها ويشارك بلقاء بدعوة من السلطة دون إستشارة شركاءه.
وكان يفترض أن يستقبل الرئيس بوتفليقة، عبد الرزاق مقري، غير أن الأخير، وحسب ما أكد لصحيفة "
عربي21"، الجمعة، فإن "القائمين على الأمر بالرئاسة أخبروني أن الرئيس مريض وكلف مدير ديوانه بإستقبالي".
وأفاد أحمد عظيمي، الناطق باسم "حزب طلائع الحريات" المعارض، أن "ما قام به رئيس حركة مجتمع السلم، شأن داخلي لا يهمنا، في الحزب ولا في قطب قوى التغيير، على اعتبار أن حمس عضو في تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، وإن كنا نتقاسم معا العضوية في هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة".
وأضاف عظيمي في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد "رئيس حركة مجتمع السلم، حاول إقناعنا بطلب مقابلة رئيس الجمهورية لكن الأغلبية رفضت وأسقطت مقترحه من بيان اجتماع الهيئة".
وتابع "أن السلطة كانت تسعى منذ أشهر إعادة حركة مقري إلى بيت الطاعة، حيث تعرض رئيسها لضغوط بين التنحي من الرئاسة أو المضي قدما السلطة".
أما سفيان جيلالي، رئيس حزب "جيل جديد" الحداثي المعارض، وأحد شركاء رئيس حركة مجتمع السلم بالمعارضة، فيقول أنه "منذ أشهر دخلت حمس في اتصالات ومشاورات مع الطبقة السياسية، ولما استفسرنا من مقري الدافع من وراء هذه المبادرة، قال لنا إنها لتبادل الآراء مع جميع مكونات الطبقة السياسية، فاحترمنا موقفه.. لكن ما حدث الخميس الماضي لم يتعاط معنا، بشأنه".
ويتهم رئيس حركة مجتمع السلم، السابق أبو جرة سلطاني بالضغط على رئيسها الحالي عبد الرزاق مقري قصد العودة بالحركة إلى أحضان السلطة، من خلال فصيل من المناضلين داخل التشكيل السياسي يتبع رئيسه السابق، وقال أبو جرة سلطاني بإتصال هاتفي مع صحيفة "
عربي21"، الأحد "هذه تهمة أعتز بها لأني مقتنع أن الحوار هو الطريق الوحيد لحلحلة الوضع المتأزم منذ أن أغلقت أبواب الحوار بين السلطة والمعارضة سنة 2012".
واتهم أبو جرة سلطاني، المعارضة بتخوفيها للرأي العام بالجزائر، وقال "صار الجزائريون ينظرون إليها على أنها راديكالية، والشعب الجزائري أصبح شديد الحساسية من كل نشاط يوصف بالحدة والشدة".