نشرت آلاء الطويل شقيقة المصورة المعتقلة إسراء الطويل رسالة منها، على صفحتها الاجتماعية على "فيسبوك"، روت فيها قصة اعتقالها مع صديقين لها قبل ستة أسابيع، بقيت مختفية لأسبوعين خلالهما قبل أن يعرف أهلها أنها موجودة في سجن القناطر شمال القاهرة.
وقالت إسراء في بداية رسالتها، التي نشرتها شقيقتها الثلاثاء، إنها "يوم الاثنين 1 حزيران/ يونيو، كانت تجلس مع صهيب، وتحدثت عبر الهاتف مع عمر تحكي له عن قلقها، فقال لها ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))، واتفقا على الخروج سويا ، حيث ركبنا خيولا، وتناولنا الطعام داخل أحد المطاعم والتقينا بصهيب، والتقطنا الصور التذكارية، ثم ذهبنا لصلاة العشاء بإمامة صهيب".
وأضافت أنهم عندما خرجوا وجدوا ثلاثة رجال، طلبوا هوياتهم الشخصية، وهواتفهم المحمولة، وطلبوا منهم الركوب في ميكروباص وقف بجانبهم.
وتقول إسراء إنها حاولت الاتصال بأهلها، لكن لا فائدة، ونظرت خلفها لتجد عمر وصهيب وقد وضعت عصابة فوق أعينهما، فسألت أكبر الموجودين عن صفته، فقال الضابط حسام فرج، وطلب منها أن تغمي عينيها بطرحتها، ولأنها صغيرة، خلع صهيب التي شيرت الخاص به وأعطاه لها لتضعه على عينها.
وأشارت إسراء إلى أنها ظلت 15 يوما على عينها عصابة لا ترى ما يحدث، تسمع أصوات التعذيب من الرجال، هي بمفردها بعد أن أخذوا صهيب وعمر لمكان بعيد، ظلت تحت التهديدات طيلة هذه الأيام. وأشارت إلى أنه في اليوم الخامس عشر، وجدت نفسها في نيابة أمن الدولة العليا، وظلت في التحقيق طيلة 18 ساعة، وطلبت من وكيل النيابة أن تهاتف أهلها، ولكنه رد قائلا: "هتروحي السجن النهارده، وهنكمل تحقيق بكره".
وأعربت إسراء- عبر رسالتها- عن اندهاشها من التهم التي وجهت إليها، رغم الحالة التي كانت عليها وقت الاختطاف، والمكان والأفراد الذين كانوا معها، فضلا عن زيها؛ إذ كانت ترتدي "بنطلونا"، مضيفة أنهم ذهبوا بها لعنبر الإيراد بسجن القناطر، وارتدت "جلابية السجن"، حتى عرف أهلها مكانها وجاءوا إليها في الأول من رمضان.
وتحدثت عن سوء أحوال الحبس، وما يحويه من جنائيات، وما شاهدته من أخلاقياتهم وتصرفاتهم وأفعالهم، كما تحدثت عن سوء الزنزانة التي كانت تجلس فيها، وما أصابها بالداخل، ثم تحدثت عن اشتياقها لأهلها وأصحابها، ولبيتها، ولخروجها من ذلك المكان.
وتصنف إسراء الطويل على أنها ناشطة ثورية، عملت مصورة منذ أحداث ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 وحتى إصابتها في تظاهرات 2014 عقب الانقلاب العسكري، ما سبب لها إعاقة في قدمها أدت إلى عرجها.
وفي حوار أجرته "عربي21"، في وقت سابق مع شقيقتها آلاء الطويل، صرحت أن إسراء مصابة بشلل في الطرفين السفليين، وأنها تحتاج إلى جلسات علاج طبيعي مكثفة.
وطبقا لتقرير طبي أرسلته آلاء الطويل شقيقة إسراء إلى "عربي21"، اتضح فيه أن إصابة إسراء بالشلل في الطرفين السفليين ناتج عن إصابة بالضفيرة العصبية الطرفية المسؤولة عن القدمين، وهو ما قالت عنه آلاء إن إسراء أصيبت بطلق حي في الحبل الشوكي أثناء تغطيتها لذكرى ثورة يناير في 2014.
وفي التقرير الطبي بدا أن إسراء تحتاج إلى جلسات علاج طبيعي مكثفة مكونة من تمرينات علاجية، وتنبيه كهربي عصبي عضلي، وعلاج بالليزر بشكل يومي، كما أشار التقرير إلى أن التوقف عن الجلسات يؤدي إلى الإضرار بالبرنامج العلاجي لها وبتحسن حالتها بشكل عام.