كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن ارتفاع ملحوظ في عدد الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة باليمن، حيث ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من آثار الحرب الدائرة في هذا البلد الفقير منذ أواخر آذار/مارس الماضي إلى أكثر من 800 طفل بين قتيل وجريح.
وبحسب بيان أصدره مكتب المنظمة الأممية باليمن الأحد، وتضمن تصريحات لمديرها الإقليمي بيتر سلامة الذي زار
اليمن خلال الأيام الثلاثة الماضية، فإن البيانات الجديدة الخاصة باليونيسيف تؤكد مقتل 365 طفلا بالإضافة إلى إصابة 484 آخرين بجراح، منذ احتدام النزاع في أواخر آذار/مارس الماضي.
ويعتبر هذا الرقم كبيرا مقارنة مع إحصائيات السنة الماضية التي كشفت عنها الأمم المتحدة والتي أظهرت مقتل 74 طفلا وجرح 244.
وتظهر البيانات المنشورة ارتفاع حصيلة الأطفال الذين قضوا في اليمن في مدة قصيرة، من بدء الحرب في اليمن بين مليشيات الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يساندها تحالف دولي تقوده العربية السعودية، منذ أذار/ مارس الماضي.
وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة التي تعنى بشؤون الأطفال في العالم، أكدت في بيان لها خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، أن عدد الأطفال الذين لقوا حفتهم جراء
الصراع في اليمن، منذ آيار/مارس الماضي، بلغ 279 طفلا، بينما تعرض 402 آخرين للإصابة بجراح، ما يعني ارتفاع حصيلة الأطفال الذين قتلوا خلال شهر واحد فقط إلى "86 طفلا"، وجرح 82 آخرين.
وأنهى المدير الإقليمي لـ"ليونيسف" سلامة بيتر زيارة خاصة لليمن استغرقت ثلاثة أيام اطلع خلالها بشكل مباشر على التداعيات التي يتركها النزاع المسلح في البلاد على الأطفال.
واعتبر سلامة أن هذه الأرقام تؤكد "إلى أي مدى يواصل الأطفال اليمنيين دفع الثمن كضحايا أبرياء لهذا العنف المُروِّع."
وأضاف: "هذا أمر غير مقبول بتاتا. ومع عدم وجود نهاية في الأفق لهذا النزاع، لا بد من وضع سلامة الأطفال فوق كل الاعتبارات العسكرية والسياسية".
وأردف سلامة بالقول "من المأساوي أن نرى قتلى وإصابات بين الأطفال وهناك أيضا تأثير غير مباشر للعنف قد يؤدي إلى موت المزيد من الأطفال على المدى الطويل، وقد يؤثر على جيل كامل".
ولفتت المنظمة الأممية إلى أنه "وبالإضافة إلى التأثير المباشر للنزاع على الأطفال، يواجه الملايين منهم "خطرا متزايدا للتعرض للإصابة بأمراض مُعدية يمكن الوقاية منها وعلاجها مثل الحصبة والملاريا والإسهال والالتهاب الرئوي وقد يكونون عرضة للموت بسببها"، مشيرة إلى أن "أكثر من مليون طفل أصبحوا الآن معرضين لخطر سوء التغذية الحاد".
وناشدت المنظمة عبر مديرها الإقليمي، "كافة أطراف النزاع في اليمن إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وتجنب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس ومرافق المياه والصحة، ولتمكين الوكالات الإنسانية من الوصول الآمن للمناطق المتضررة ..."
وناشدت "اليونسيسف" كافة الشركاء إلى التعاون جنبا إلى جنب للتوصل إلى سبل توسيع نطاق برامج البقاء على قيد الحياة، وغيرها من البرامج القطاعية الاجتماعية الأخرى التي تخدم النساء والأطفال في اليمن.
يذكر أن منظمة
اليونيسيف في اليمن، كانت أكدت في بيان سابق لها، الجمعة الماضية، أن الأشهر المتوالية من القصف المكثف والقتال في الشوارع أجبرت أكثر من 3,600 مدرسة على إغلاق أبوابها وتهجير الطلاب وأسرهم إلى مناطق أكثر أمنا في البلاد.
وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 248 مدرسة قد تضررت بصورة مباشرة، في حين أن 270 مدرسة أخرى تحولت لأماكن لإيواء النازحين و68 مدرسة تحتلها الجماعات المسلحة.