أكد المحلل العسكري
الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن الاستخبارات الإسرائيلية والمصرية ما زالتا تجهلان من يقود
تنظيم الدولة بسيناء، مشيرا إلى أن الجهازين الاستخباريين يتعاونان بشكل حثيث لمعرفة من يقف خلف تنظيم الدولة بسيناء.
وأشار هرئيل إلى أن ذراع "داعش" في
سيناء هي الأكثر فاعلية في الشرق الأوسط، وذلك لأنه يحصل على الوسائل القتالية بشكل منتظم، ما يساعده على تحسين قدراته القتالية.
وفي مقالته بصحيفة "هآرتس" الاثنين، قال هرئيل إن "تنظيم داعش المجهز والمدرب يقف خلف الهجوم في سيناء على قوات الأمن
المصرية الذي نفذه تنظيم
ولاية سيناء، وهو الذراع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية داعش. هذا هو انطباع الجيش الإسرائيلي على خلفية العمليات الأخيرة في سيناء، التي كانت ذروتها الهجوم الكبير في منطقة الشيخ زويد شمال شرق شبه جزيرة سيناء في بداية حزيران".
ونوه الكاتب إلى أن ضابطا رفيع المستوى في القيادة الجنوبية قال للصحيفة إنه بناءً على تحليل الهجوم الأخير والأفلام التي نشرها التنظيم في يوتيوب، يبدو واضحا أن العمليات تم التخطيط لها من مهنيين. وبحسب قوله فإن المخربين من التنظيم هاجموا في نفس الوقت 15 موقعا وحاجزا للجيش المصري على مساحة واسعة تبلغ نحو 12 كم. وقال: "كل موقع في هذه المنطقة تعرض لإطلاق النار".
وأضاف: "قوات الأمن المصرية ومتحدثو التنظيم يختلفون حول عدد الجنود الذين قتلوا في العملية. داعش زعم في البداية أنه قتل أكثر من 60 جنديا. الجيش المصري أعلن عن قتل 23 جنديا، لكنه زعم أنه في تبادل إطلاق النار والهجوم المضاد قتل العشرات من الإرهابيين".
وقال الضابط إنه في هجوم داعش الأخير ظهر مستوى مرتفع من التنسيق والسيطرة وبرزت يد موجهة من الخلف قامت بتحريك أكثر من 100 مقاتل باستخدام أدوات متنوعة، منها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات. ويُظهر نشطاء التنظيم قدرة آخذة في التحسن في الحرب، والكثيرون منهم على استعداد للمخاطرة مقابل محاربة الجيش المصري إلى درجة تصل للتضحية بالنفس أثناء الهجوم على المواقع العسكرية أو كمخربين انتحاريين، بحسب "هآرتس".
وأشار هرئيل إلى أنه في الأشهر الأخيرة حدث تحسن في استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. وفي الهجمات على مواقع عسكرية مصرية يستخدم التنظيم تقنية معروفة من مواقع أخرى في الشرق الأوسط (العراق ولبنان)، حيث يطلق سيارات مفخخة تهدف إلى اقتحام بوابات الموقع العسكري وفي أعقابها قوات أخرى للهجوم داخل الموقع.
وقال إن التنظيم نفذ بالمعدل هجوما كل يومين ـ ثلاثة خلال نصف السنة الأخير – هذه المعطيات تشير إلى قدرة التنظيم السريعة والتمويل المنتظم للوسائل القتالية. ويبدو أن داعش يعتمد على مخازن سلاح كبيرة توجد لديه إضافة إلى قنوات تهريب من ليبيا والسودان. ومنذ نقل التنظيم في سيناء ولاءه من "القاعدة" إلى "داعش" في نهاية 2014، فقد حصل على دعم مالي كبير. وفي العامين الأخيرين لم تسجل أي محاولة لتنفيذ عمليات في إسرائيل باستثناء الإطلاق العشوائي لصواريخ على النقب وإيلات. لكنهم في الجيش الإسرائيلي يستعدون لإمكانية تصاعد محاولات تنفيذ العمليات في إسرائيل في المستقبل، إضافة إلى استمرار الصراع ضد نظام الجنرالات في القاهرة الذي يوجد على سلم أولويات التنظيم.
وفي النصف الأول من العام، قُتل في سيناء أكثر من 100 من رجال الأمن المصري. وقياسا بالعدد القليل نسبيا للنشطاء في ولاية سيناء الذي لا يتجاوز المئات، فإن هذا يعني أنها الذراع الأكثر فاعلية لـ"داعش" في الشرق الأوسط قياسا بعدد المقاتلين ونسبة الضحايا التي يتسبب بها للعدو.
واستدرك هرئيل بالقول إنه "رغم التقديرات حول تحسن قدرة ولاية سيناء، فإنه يبدو أن أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية تتحسس في الظلام عند الحديث عمن يقف وراء ذلك. في الجيش الإسرائيلي يعترفون بأن هوية القائد العسكري للتنظيم في سيناء غير معروفة. وهذه المعلومات لا توجد لدى المصريين الذين يعتبرون التنسيق الأمني بينهم وبين إسرائيل في سيناء كثيفا جدا".
وختم مقاله بالقول: "لقد سمحت إسرائيل لمصر، خلافا للاتفاق الأمني بين الدولتين، بإدخال عدد أكبر من القوات إلى سيناء. فالمصريون يستخدمون طائرات الأباتشي والـ أف 16 لقصف مناطق يختبئ فيها نشطاء الإرهاب، وقد قاموا بنشر سلاح المشاة وبضع كتائب لسلاح المدرعات في سيناء".