زعمت صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله، إن بقاء رئيس النظام السوري في موقعه لم يعد يلقى اعتراضا سعوديا، ولا حتى أمريكيا.
ونشرت صحيفة "السفير" تحليلا مطولا، الثلاثاء، أشارت فيه إلى مبادرة تطرحها طهران "في ظروف أفضل"، وذلك بعد توقيعها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، تضم توضيحا أفضل لموقع الرئيس بشار
الأسد، "الذي لم يعد بقاؤه في السلطة، موضع اعتراض، لا سعوديا، على ضوء الاتصالات السورية
السعودية في القناة الروسية، ولا أمريكيا"، على حد قولها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأولوية للدول الكبرى في العالم هي "مكافحة الارهاب واحتواء داعش، فضلا عما قاله دبلوماسي أمريكي، من أن واشنطن، سلّمت تسوية الملف السوري لموسكو" وفق الصحيفة.
وتناقض رواية السفير اللبنانية تأكيد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي صرح قبل أيام، بما مفاده أن حل الأزمة السورية "يجب أن يشمل رحيل بشار الأسد".
وأضاف الجبير، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في جدة في الثالث والعشرين من الشهر الفائت، أنهما بحثا حلولا عديدة لحل أزمة
سوريا، وأشار إلى أن المباحثات تضمنت توصيات "جنيف1".
وجرى الاثنين، لقاء جمع كلا من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير، في خطوة رآها مراقبون "خطوة جادة في طريق حل الأزمة السورية".
وصرح كيري، بعد اللقاء، بأنه لا يوجد حل عسكري للوضع في سوريا، مؤكدا في الوقت ذاته، أن نظام الأسد فقد شرعيته منذ وقت طويل.
يشار إلى أن السعودية تبنت موقفا معاديا لنظام الأسد المدعوم من إيران، وسلوكه منذ بداية المظاهرات ضده وقمعه إياها، ودعمت العديد من الفصائل السورية المعارضة.
وقد شكل الدعم العسكري الذي تم التوافق عليه بين السعودية وتركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سوريا ورقة ضغط في المحادثات مع روسيا، خصوصا بعد تقدمهم وسيطرتهم على مناطق كانت تعتبر معاقل رئيسة للنظام السوري.
وفي الأثناء، أشارت الصحيفة إلى اجتماع كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة القطرية، لبحث عدد من القضايا، والملفات المهمة في المنطقة، أبرزها الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع مجموعة "5+1" (روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا، وألمانيا)، في 14 تموز/ يوليو الماضي، بالعاصمة النمساوية فيينا.
ورأت الصحيفة اللبنانية أن لقاءات الدوحة التي عقدها كيري، مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، لا تبدو "فرصة للتساؤل عن الضمانات الأمنية التي ستعطى فحسب لدولهم ما بعد فيينا، وهو أمر قام به أوباما في لقاء كامب ديفيد مع زعمائهم قبيل الإعلان عن الاتفاق النووي الشهر الماضي، ولن تكون مناسبة للتساؤل أيضا عن وجود أو انعدام وجود تفاهمات سياسية أمريكية إيرانية، وموقع طهران في النظام الاقليمي، وإنما عن حجم تلك التفاهمات، التي باتت تشكل الهاجس الأساسي لدول الخليج"، بحسب ما جاء في الصحيفة.