ذهب الكاتب
الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت"، كوبي ريختر، إلى أن
الاتفاق النووي مع
إيران أصبح أمرا واقعا، يجب على إسرائيل التعامل معه، مضيفا أن ايران ستحقق قدرة عسكرية نووية في أقرب وقت ممكن، ولا يوجد هناك سبيل لمنع ذلك دبلوماسيا أو عسكريا، الأمر الذي قد يثير تخوفا يخلق تحالفا بين الدول السنية، قد تضاف إسرائيل إليه، وفي حال عدم إدراجها سيهدد ذلك وجود إسرائيل مستقبلا، على حد قوله.
وأضاف في مقاله، الثلاثاء، تحت عنوان "أمام إيران نووية أحلاف جديدة"، أنه "يجب علينا الشروع بالبحث في مستقبلنا في ظل الاعتراف بواقع الاتفاق النووي، وبالتحول النووي الإيراني غير البعيد".
وأشار الكاتب إلى أنه "يجدر بنا أن نفهم حقيقتين هامتين. الأولى: أن الولايات المتحدة تعمل وستعمل لاعتباراتها هي، وليس لاعتبارات إسرائيل. ثانيا، إيران لا تتطلع إلى قوة نووية لإخافة إسرائيل، بل لغرض تحقيق هيمنة شيعية في العالم الإسلامي. فعداؤها المعلن لأسرائيل يخدم هذا الهدف، وليس هو الهدف بحد ذاته"، وفق ريختر.
وبناء على ما سبق، ينشأ الاستنتاج التالي، وفق ما ذهب إليه ريختر: "إيران ستختار طريقا لتثبيت الهيمنة التي لها احتمال في النجاح دون أن تثير العالم ضدها. فاستخدام السلاح النووي هو المثال الأسوأ على ذلك، وإيران التي سبق أن أثبتت في المفاوضات بأنها متوازنة لا بد أنها ستبتعد عن هذا الطريق".
أما الاستنتاج الآخر: "انتهاج إيران القتال بقوة منخفضة، ودعمها أعمال حرب العصابات التي تنجح فيها منذ سنوات في لبنان، وسوريا واليمن، هو أيضا طريق ستنجح إيران فيه دون شجب دولي. وليس لإيران سبب لاستبداله بالعدوان النووي".
وتوصل الكاتب إلى أن التخوف من النووي الايراني سيؤدي إلى خلق تحالف بين الدول السنية، من أجل التوازن مع إيران، مضيفا أن إسرائيل يمكنها أن تكون جزءا من هذا التحالف، لأن قوتها الكامنة تشكل مساهمة ذات مغزى.
وأشار إلى أن عدم إدراج إسرائيل بمثل هكذا تحالف في حال إنشائه ستكون له نتائج حرجة على وجودها فمن شأن إسرائيل أن تجد نفسها في وضع تكون فيه ممنوعة عن الرد على أي عدوان إيراني مستقبلا، مثلما حصل في حرب الخليج، عندما منعت الولايات المتحدة ردا إسرائيليا على الصواريخ الإيرانية كي لا تضعضع التحالف الذي أقامته مع البلدان العربية.
وفي مثل هذا الوضع، يرى ريختر أن إسرائيل ستضطر حينها إلى إقامة ميزان ردع ليس فقط ضد إيران بل وأيضا باحتمالات غير هامشية ضد السعودية، ومصر وتركيا. وليس لإسرائيل من أجل ذلك المقدرات المناسبة، ووجودها سيكون عرضة للخطر.
وذكر أن هناك إخفاقين يمكنهما أن يؤديا بإسرائيل إلى هذا الوضع الذي وصفه بالكارثي. الأول هو شرخ عميق بما يكفي في العلاقات مع الولايات المتحدة، التي لن تسارع إلى إدراج إسرائيل في التحالف. وخطاب أوباما الأسبوع الماضي يمكن أن يشهد على تطور قلق في هذا الاتجاه.
أما الإخفاق الثاني فهو استمرار الاحتلال، الذي له نواقص عديدة أخرى، فيدفع الشركاء العرب إلى رفض إسرائيل رغم مساهمتها المحتملة في قوة التحالف بسبب المواجهة مع الفلسطينيين، مثلما سبق أن فعلت في 1991.