وقعت سلسلة
انفجارات هائلة مساء الأربعاء، في منطقة مصانع ومستودعات في مدينة تيانجين الساحلية في شرق
الصين أدت إلى مقتل 44 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 500، على ما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية الخميس.
وتذكر هذه الكارثة التي وقعت في إحدى المدن الكبرى الأربع في الصين، بالمشاكل المتكررة في البلاد على صعيد السلامة الصناعية.
وفي قرابة الساعة 23:30 (16:30 تغ) وقعت انفجارات ضخمة وارتفعت أعمدة من اللهب فوق مدينة تيانجين قاذفة سحابة من الغبار والحطام على ارتفاع عشرات الأمتار.
وعثر الخميس على شظايا زجاج على مسافة ثلاثة كيلومترات من موقع الكارثة، على ما أفاد به صحافي في وكالة فرانس برس، ما يشير إلى قوة الانفجارات.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن الانفجارات وقعت في مستودع في منطقة تيانجين، نتيجة اندلاع حريق في شحنة متفجرات.
وأظهرت صور مروعة جدرانا من النيران تحيط بمبان وسيارات متفحمة مركونة في مواقف وحاويات مبعثرة في كل مكان.
وقتل 12 إطفائيا على ما ذكرت الصين الجديدة الخميس، معلنة حصيلة جديدة بلغت 44 قتيلا نقلا عن مسؤولين في أجهزة الإنقاذ.
فبعد اندلاع الحريق تم الاتصال بجهاز الإطفاء الذي أرسل عناصر إلى المكان، قبل بدء الانفجارات.
وأضافت الوكالة أن الانفجارات التي انطلقت من مستودع احتوى على متفجرات أوقعت كذلك 520 جريحا بينهم 66 إصاباتهم حرجة.
وفي مستشفيات المدينة، واصل المسعفون العمل لنقل الجرحى الذين بدا الكثيرون منهم ملطخين بالدماء. وقال هوانغ شيتينغ المقيم بجوار موقع الانفجار والبالغ 27 عاما، إن "النيران كانت هائلة، وقد ارتفعت ربما إلى مئة متر".
وروى لفرانس برس، أنه "مع الانفجار الأول سارع الجميع (إلى الخروج من المباني). ثم سمعنا سلسلة انفجارات إضافية فيما تحطم زجاج النوافذ. وأصيب عدد من الذين بقوا في الداخل، فهرعوا للخروج وهم ينزفون".
وفجر الخميس كان الدخان ما زال يتصاعد في أعمدة فوق مباني المدينة، بحسب مراسل فرانس برس في المكان.
وصرح جانغ هونغجي لفرانس برس: "كان الانفجار مروعا، كدت أغيب عن الوعي"، فيما كان يتلقى العلاج في مستشفى "تيدا" القريب من مكان الانفجار بعد إصابته.
وأضاف الرجل الخمسيني المضمد الرأس: "لا يسعني التركيز، ما زلت مرتبكا بعض الشيء"، فيما بدت على ذراعيه جروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إلى "بذل كل الجهود المتاحة لمساعدة الضحايا وإخماد الحريق"، فيما استعرت النيران في الموقع، وسط توقعات بتفاقم الحصيلة.
وبلغت قوة الانفجار الأول ثلاثة أطنان من الـ"تي أن تي"، والثاني 21 طنا، بحسب المركز الصيني لشبكات مراقبة الزلازل.
وما زال العنصر الذي سبب الانفجارات في المستودع مجهولا. وتقع تيانجين على بعد 140 كيلومترا إلى جنوب شرقي
بكين، وهي إحدى مدن الصين الكبرى وتحوي قرابة 15 مليون نسمة بحسب أرقام 2013.
وهي
مدينة صناعية وتضم أحد أهم موانئ شمال الصين، وواحدة من أربع مدن في البلاد حصلت على تصنيف إقليم، إلى جانب بكين وشانغهاي وشونغكينغ.
وما زال تطبيق إجراءات السلامة في المجمعات الصناعية يطرح مشكلة، حيث يقصر أرباب العمل في احترام الأنظمة المرعية للحد من التكاليف، ويفضلون دفع الرشاوى لمفتشين فاسدين لتجنب التعرض إلى تفتيش دقيق.
وفي تموز/ يوليو، قتل 15 شخصا وأصيب أكثر من 10 في انفجار مستودع غير قانوني لتخزين الألعاب النارية في إقليم هيبي في شمال البلاد.
وفي آب/ أغسطس 2014، قتل 71 شخصا على الأقل في انفجار مصنع لقطع غيار السيارات في كونشان قرب شانغهاي.