تزايد الحديث الإعلامي حول
المفاوضات غير المباشرة بين حركة
المقاومة الإسلامية (
حماس)، وبين
الاحتلال الإسرائيلي، وما يسعى إليه الأخير من الحصول على هدنة طويلة الأمد، مقابل رفع
الحصار عن قطاع
غزة، وبناء ممر مائي يربطه بالعالم الخارجي، الأمر الذي لم يؤكده أحد فريقي التفاوض.
الاتفاق قريب
يقول أستاذ العلوم السياسية، ناجي شراب، إن المفاوضات غير المباشرة عبر بعض الوسطاء "قطعت خطوات طويلة"، مؤكدا أن الاتفاق "قريب، وسيشكل مرحلة سياسية جديدة ومهمة جدا على المستوى الفلسطيني".
وأضاف لـ"
عربي21" أن موافقة الاحتلال على ما سبق؛ تعني أن "الأهداف السياسية للحرب الأخيرة تحققت، وإن لم يكن كلها"، مبينا أن عدم استجابة الاحتلال لكل مطالب المقاومة "أمر طبيعي ينطبق على كل أنواع المفاوضات بشكل عام".
وأشار شراب إلى أن المقاومة خاضت الحرب الأخيرة من أجل رفع الحصار، وفتح المعابر، وإقامة ميناء بحري، وإعادة بناء مطار غزة الدولي؛ وهي "الأهداف المعلنة للحرب"، مؤكدا أن "الهدنة هي أحد الأثمان السياسية التي يبحث عنها الاحتلال، والتي تتراوح ما بين خمس وسبع سنوات، قابلة للتجديد".
وشدد على أن أي اتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال؛ لن "يحوّل العلاقة بينهما إلى حالة من عدم العداء"، معتقدا أن الهدف من وراء ما يحدث من تطورات في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال؛ هو أن تكون "غزة منطقة هادئة، في ظل بقاء حالة العداء".
وحول انعكاسات الاتفاق المرتقب على مستقبل حركة حماس؛ قال شراب إن الحركة "ستحقق على المدى البعيد شرعية إقليمية ودولية، وهو ما يستوجب عليها استحقاقات سياسية، يدعوها لأن تكون أكثر تكيفا وتكتيكا".
وأضاف أن "الاتفاق سيمنح حركة حماس دورا أكبر في المعادلة السياسية الفلسطينية المستقبلية، لكن المعضلة أن ذلك يتم في ظل انقسام سياسي فلسطيني، وهو الأمر الذي يدعونا إلى عدم المبالغة في موضوع الميناء العائم؛ لأنه سيخضع لإشراف دولي وإسرائيلي أمني".
الاتفاق ليس وشيكا
في المقابل؛ ذهب المختص في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، إلى أن إنجاز الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي ليس وشيكا.
وعلّل رأيه بأن "الاحتلال يحاول أن يستغل حاجة القطاع للتهدئة وإعادة الإعمار وفك الحصار؛ من أجل الضغط على المقاومة الفلسطينية لوقف تطوير ذاتها وأسلحتها، فوق الأرض وتحتها"، مشيرا إلى أن "حركة حماس ترفض هذا الطرح، ما يعيد تلك المفاوضات إلى نقطة الصفر".
وأضاف لـ"
عربي21": "إذا شعر الاحتلال بأن الوضع في القطاع على وشك الانفجار؛ فإنه سيتوصل إلى صيغة معينة للتهدئة"، مشيرا إلى أنه "يماطل من أجل فرض مزيد من الشروط التي تتعلق بالحد من إمكانية تطوير المقاومة نفسها، وتحقيق بعض الإنجازات التي تتعلق بأمن الاحتلال".
ونوه أبو زايدة إلى أن كل ما يدور هو عبارة عن "تسريبات، ولا يوجد أي شيء مكتوب"، مؤكدا أن المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير "ليس وسيطا نزيها، رغم ما يلقاه نشاطه من دعم عربي وأمريكي وإسرائيلي وأوروبي".
وبيّن أن حركة حماس "ليست في وضع يتيح لها الاختيار بين بدائل كثيرة، فالحالة المزرية لقطاع غزة لا تخفى على أحد"، منوها إلى أن "هناك ضغطا شعبيا، ورأيا عاما فلسطينيا، وحاجة ملحة لإنهاء معاناة قرابة مليوني إنسان، إضافة إلى حوالي 40 ألف موظف لا يتقاضون رواتبهم".
وكانت المقاومة الفلسطينية قد توصلت، عقب الحرب الأخيرة عام 2014 التي استمرت 51 يوما، وأدت إلى حدوث دمار هائل في مختلف مدن قطاع غزة؛ إلى تهدئة مؤقتة مع الاحتلال عبر الوسيط المصري.