"
الحملة الدولية لترشيح
السيسي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية"، ليست هذه حملة ساخرة أو هزلية، لكنها حملة جادة دشنها نشطاء مؤيدون للانقلاب وقائده عبد الفتاح السيسي على "فيسبوك" للمطالبة بتوليه
رئاسة أكبر دولة في العالم.
وبلغ عدد المشتركين في الحملة أكثر من 57 ألف شخص خلال أيام قليلة من إطلاق الصفحة الخاصة بتلك الحملة على موقع "فيسبوك".
ويقول القائمون على الحملة إنهم يسعون لترشيح السيسي لرئاسة الولايات المتحدة بعد نجاحه الباهر -حسب قولهم- في حكم
مصر وإدارة شؤونها، وبعد أن نجح السيسي في هزيمة كل الدول العظمى وإفشال مخططاتها لتقسيم مصر ونشر الفوضى في الشرق الأوسط، وتأتي كذلك استجابة لرغبة الشعب الأمريكي ومرشحهم للرئاسة "تيد كروز" في تولي السيسي رئاسة أمريكا.
وكتبوا في التعريف بحملتهم، لكن باللغة الإنجليزية، أنهم قرروا التعبير عن غضبهم واستنكارهم لممارسات الإدارة الأمريكية من خلال ترشيح السيسي لرئاسة أمريكا، لتصبح رسالة قوية وواضحة لكل الرؤساء الأمريكيين بأن المصريين غاضبون!.
"أمريكا شوية عليك"
كتبت "أمال سلام": "اعظم رئيس في العالم السيسي، وموتوا بغيظكم، يارب يحميك يا سيسي ياحبيب الملايين".
وقالت "جنى الشبراوي": "ياريت ياريس تحكم قاره آسيا كلها، ونفتحها على أفريقيا وتكون أنت الريس، والله ماهيلاقوا أسد مثلك ولا ضمير حي".
وعلى غرار التفويض الذي منحه مؤيدو الانقلاب للسيسي، في يوليو 2013، لمحاربة الإرهاب، قال عدد من أعضاء الحملة إنهم يمنحون السيسي تفويضا دوليا لقيادة أمريكا والعالم!.
ويقول "سيد الخولي": "زعيمنا يغزو العالم بشجاعته وسياسته وقوة إيمانه وصلابته، قدره خصومه وأحبه العالم واحترمه أعداؤه، وها هم يتمنونه رئيسا لهم"، بينما رأت نادية إبراهيم أن "أمريكا لا تستحق هذا الشرف".
وكتبت فاطمة الفقي تقول: "إيه يعني أمريكا دي يا أدمن؟ والله العظيم رئيسنا السيسي أبهر العالم كله بحكمته وذكائه وأخلاقه، وطبعا أوباما مفروس منه".
وقال "وجدي وليام": "السيسي قدر يكسر أنف أمريكا والدول العظمى ويدمر أحلامهم ويفشل مخططاتهم، يبقى شوية عليه نرشحه لقيادة أمريكا جنب رئاستك لمصر".
إشادة بقمع السيسي
وكانت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للانقلاب قد تلقفت خبر مقتضبا عن إشادة بعض مرشحي الرئاسة الأمريكية بقائد الانقلاب وطريقة مواجهته للإرهاب في مصر، وقالت إنهم معجبون بالسيسي وشجاعته ويتمنون لبلادهم رئيسا مثله.
وقالت صحف محلية إن المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية "تيد كروز" أشاد بالسيسي، خلال مناظرة للمرشحين الجمهوريين حول موقف بلادهم من تنظيم الدولة الإسلامية، وصرح بأن أمريكا تحتاج رئيسا يتحلى بشجاعة الرئيس المصري المسلم السيسي عندما واجه الإرهابيين الذين يهددون العالم".
وفي يناير الماضي، أدلى النائب الجمهوري "لوي جوميرت"، بتصريحات مشابهة، وقال: "أتمنى يوما أن يكون لدى قادتنا في هذا البلد شجاعة السيسي في مواجهة التطرف والإرهاب الإسلامي"، بينما أعرب المرشح "جيب بوش"، عن إعجابه بخطاب السيسي لشيوخ الأزهر ودعوته لهم إلى تنقية الخطاب الديني من التطرف الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية لتبرير العنف.
عقول الكفتة
وأضافت الصفحة العديد من الصور المفبركة للسيسي من بينها صورة يجلس فيها السيسي فوق مكتب أوباما ومكتوب عليها: "من داخل البيت الأبيض، الرئيس السيسي وهو يضع نظام الحكم العالمي الجديد".
ويطالب القائمون على الصفحة الأعضاء المشتركين فيها بإرسال رسائل لكل العالم، وبلغات مختلفة، للتعريف بحملتهم وإقناعهم بفكرتها، كما طالبوهم بتصميم الشعارات والأغاني الدعائية لترشيح السيسي لرئاسة أمريكا مع مصر.
واحتوت الصفحة على عدد قليل للغاية من المعارضين لتوجهات الحملة أو المشككين في مدى جديتها، بسبب حذف القائمين عليها أولا بأول لكل المخالفين، ويتم اتهامهم فورا بأنهم من الإخوان المسلمين.
وقال أحمد عبد الله: "أمريكا إيه يا شوية مجانين اللي عايزين السيسي يحكمها، حرام عليكو ضحكتو علينا العالم".
وكتبت "رقية مهدي": "ياريت السيسي يفكر الأول في أطفال الشوارع البائسين والمعذبين اللي ماليين مصر، والأطفال اللي بتتخطف كل شوية من أهلها"، ورأى "عادل ميلاد" أن "الصفحة دي بتضحك على أصحاب عقول الكفتة".
وقال "محسن خليل": "الحملة الدولية لترشيح السيسي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من أكتر الصفحات الكوميدية إلى شفتها، حتى الإخوان نفسهم معرفوش يعملوا حاجة بالجمال ده".