زعمت مروة عمارة، زوجة المراسل السابق لقناة "الجزيرة" القطرية، المحبوس في قضية "
خلية الماريوت" ثلاث سنوات،
محمد فهمي، أن المخابرات القطرية لديها ملف خاص عنه، وأنه مطلوب لديها، وأن وجوده إلى جانب الإخوان في السجن يمثل خطرا على حياته، وفق وصفها. جاء ذلك في حوار لها، مع صحيفة "الوطن"، الخميس.
زوجي لديه مستندات تدين قطر
وفي الحوار قالت مروة إن زوجها كانت لديه مستندات "سرية للغاية" ضد قناة "الجزيرة" ودولة قطر، وأنها تدين "النظام القطري"، وتثبت أن القناة ذراع للحكومة، وفق مزاعمها.
وكشفت أن "فهمي" يمتلك وثائق موجهة من رئيس الوزراء القطري يطالب فيها وزير المالية بتوجيه جزء من عائد الغاز الطبيعي لدعم قناة "الجزيرة".
وأضافت أن "لديه وثيقة أخرى موجهة من رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري إلى النائب العام لديهم يأمره فيها بعدم إقحام أي من أفراد الداخلية في قضية ضرب وتعذيب الشيخ "فهد عبدالله جاسم آل ثاني" ابن عم أمير قطر تميم بن حمد وأبنائه، موضحا أن الأمر تم نقله إلى محكمة جنائية، وأنه على النائب العام تعيين قاض بعينه لتبرئة رجال الشرطة".
أخطأ في العمل بـ"الجزيرة"
وعن عمل زوجها بقناة "الجزيرة"، قالت: "لقد اعترف بأنه أخطأ في الوقت الذي وافق فيه على العمل في قناة "الجزيرة"، لكن هذا لم يجعل منه إرهابيا، خاصة أنه معروف عنه أنه ليبرالي، ولا يمت بأي صلة لجماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات إرهابية".
وأوضحت أنه دعم "ثورة 30 يونيو"، وأنه تم تقديم شهادات موثقة للمحكمة تفيد بمشاركته يوم 30 حزيران/ يونيو، ودعمه لعبدالفتاح السيسي، وقام كل من الدكتور فاروق الباز، والمهندس نجيب ساويرس، وعمرو موسى، بالشهادة مع "محمد"، وتأكيد أنه من ضمن ثوار "30 يونيو"، وأنه غير منتم بأي شكل للإخوان.
وحول مدى تضرر زوجها من رفعه قضية ضد "الجزيرة"، قالت: "بالتأكيد تضرر على المستويات الشخصية والمادية والمهنية، كما أنه تلقى تهديدات من منتمين للإخوان المسلمين الذين حاولوا معرفة عنوان منزلنا، وتلقى تهديدات على هاتفه بأن يوقف القضية، لكنه لم يخف من الخطر على حياته، بل صرف كل مدخراته على القضية، برغم أنه من الوارد أن يخسرها".
وردا على سؤال: "لماذا استمر في العمل بالقناة؟"، أجابت: "هناك فرق بين قناة "الجزيرة العربية" و"الجزيرة" الناطقة باللغة الإنجليزية، التي كان يعمل بها، فالناطقة بالإنجليزية أكثر مهنية ومحايدة، خاصةً أنها تخاطب العالم الخارجي؛ فكانت تحافظ على المهنية في تناول المواد التي تبث من خلالها".
وتابعت بأنه "مع تأكيدات القناة للعاملين معها أنها منفصلة تماما عن "الجزيرة العربية"، فقد وافق زوجي على العمل معهم، وتأكيدهم أن لديهم تراخيص وتصاريح للعمل داخل
مصر، ومن ثم قبِل الوظيفة، خاصة أننا كنا لا نزال مخطوبين، ويبحث عن عمل؛ فقبل الوظيفة على سبيل التجربة، وكانت مدة التجربة ثلاثة شهور، وخلال هذه الفترة لم يجد أي سوء منها تجاه مصر، وكان يقوم بمهام عمله بشكل محايد كمجرد ناقل للخبر".
وبالنسبة لتاريخ اكتشافه خداع "الجزيرة" له، قالت: "بعد دخوله السجن بدأ يكتشف خداع القناة عن طريق تعاملها مع القضية، وفوجئ، وهو داخل السجن، بأن القناة ليس لديها التراخيص اللازمة للعمل داخل مصر، وأنه يوجد بعض العاملين معها من جماعة الإخوان المسلمين، والغريب أن القناة تدعي للآن ملكيتها لتصاريح العمل داخل مصر، وأنها تعمل بشكل قانوني".
وردا على اتهام البعض له بأنه رفع قضية ضد "الجزيرة"، كنوع من جذب تعاطف الحكومة المصرية؛ قالت: "الجزيرة قناة مخادعة لكل العاملين بها، وتوهمهم بأشياء غير صحيحة من حيث إنها تعمل بطرق صحيحة، ومعها كل التصاريح الخاصة بالعمل".
وأضافت: "لم يقتصر دور "محمد" في رفع القضية فقط بل بعد إخلاء سبيله قام بكتابة مقالات في مجلات وجرائد أجنبية عدة لفضح القناة، كما أن رفع قضية على "الجزيرة" لم يكن بالأمر السهل، خاصة أنه جمع أوراقا تثبت أخطاء القناة حتى توافق المحكمة الدولية برفع القضية عليها".
وعن موقف القضية بعد الحكم عليه، قالت: "ستتأثر بالتأكيد لأنها تحتاج لمتابعته بشكل شخصي، لكنه أوصاني بمتابعتها، لأنه حريص على فضح كذب القناة، وإثبات صدق حديثه، حتى يتم الإفراج عنه أو ترحيله".
الإخوان خطر عليه في السجن
وعن تأثير مهاجمة زوجها للإخوان على وجوده معهم في السجن، كشفت أنها تقدمت بطلب إلى محلب (رئيس الوزراء)، ومصلحة السجون، ووزارة الداخلية، بإيداعه في سجن بعيد عن الإخوان، بسبب التهديدات التي كان يتلقاها منهم.
وتابعت بأن وجوده بجانبهم يمثل خطرا على حياته، مؤكدة أنها طلبت من رئيس الوزراء السماح لها بزيارة استثنائية لـ"محمد" كي تستطيع أن تحضر له الأدوية اللازمة، خاصة أنه يعاني من فيروس "سي"، وبعض الأمراض التي يستوجب أخذ العلاج الخاص بها.
ومجيبة عن التساؤل: "لماذا لم يسافر، وهو مطلق السراح؟"، أجابت: "محمد يحب بلده جدا، وكان لديه فرصة كبيرة في السفر إلى كندا، بعدما تخلى عن جنسيته المصرية ليصبح مواطنا كنديا، لكنه فضل البقاء في مصر حتى يثبت للجميع أنه بريء من التهم المنسوبة إليه".
واستطردت: "كان كل هم زوجي استعادة جنسيته المصرية، وفضح قناة "الجزيرة"، وإثبات أخطائها؛ فالقناة لديها "أجندة معينة" الغرض منها تشتيت الوطن العربي، وبلدانه، لصالح جهات ودول أجنبية لتقوم بنشر الفوضى، وهدم الدول من الداخل"، وفق زعمها.
كندا تحاول دعمه
وحول دور كندا في الوقوف إلى جانبه، قالت إن السفارة الكندية قدمت طلبا إلى مصلحة السجون بترحيل زوجي باعتباره مواطنا كنديا، وتضمن طلب الترحيل أسبابا عدة، منها "الظروف الصحية"، وأسوة بزميله الأسترالي "بيتر" الذي تم ترحيله في نفس القضية، وكذلك مثلما تم مع محمد سلطان.
وأشارت إلى أن قيامه برفع العَلم المصري أثناء تنازله عن الجنسية المصرية قد تسبب له في مشكلات بكندا، إذ إنه قيل: "كيف ندافع عنك، وأنت ترفع عَلم مصر، ولم يكن لديك انتماء لكندا؟".
وكشفت أنه بعد الحكم على زوجها بالحبس ثلاث سنوات، وعدت "الحكومة الكندية "محمد" بأن يتم ترحيله، مشيرة إلى أنه يوجد ضغط على الحكومة الكندية من قِبل الكنديين والمعارضة الكندية للوقوف بجانبه، ومحاولة ترحيله إلى كندا، خاصة أن هناك انتخابات كندية، والمعارضة هناك تنتقد جدا موقف محمد كمواطن كندي لم يستطع الحصول على حقوقه.
وعن سبب توجه زوجها إلى المحكمة برغم أنه كان من المحتمل أن يحصل على حكم بالحبس، قالت: "لأنه كان مقتنعا تماما بأنه سيحصل على البراءة، وأن الحكم سوف يكون في صالحه، وأنه لم يكن لديه أدنى شك في أنه سيتم حبسه، وفوجئ بالحكم".