قال أمين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين
إبراهيم منير، إن خيار العنف مرفوض، وإن الجماعة لن تُجر لمخطط تقسيم
مصر.
جاء ذلك خلال حديث مرئي تم بث الجزء الأول منه، السبت، عبر قناة القيادي في الجماعة محمد سودان، على موقع "يوتيوب"، وتم تذييله بشعار الجماعة، فيما لم تنوه له مواقع الجماعة داخل مصر، ولم تبثه حتى الآن.
وفي حديث امتد لنحو ساعة، خاطب منير أبناء الجماعة، محذرا من الانزلاق إلى مخطط العنف.
واستدل أمين التنظيم الدولي بنتائج تجارب سابقة للحركات الإسلامية في الجزائر ومصر التي رفع فيها السلاح في مواجهة السلطات، مشيرا إلى أن "مراجعات تمت من جانبهم، ودراسات، وأبحاث، قالت إن رفع السلاح كان خطأ".
وحذر نائب المرشد العام للإخوان (بحسب الفيديو) من تكرار واقع سوريا، مستدعيا قضية اللاجئين السوريين، التي تتفاقم في ظل استمرار الثورة السورية المسلحة لعامها الرابع، قائلا: "ما نراه من واقع اللاجئين السوريين لا نحب أن نراه في مصر".
وأكد منير رفضه جر مصر لمخطط تقسيم داخلي، متسائلا: "هل نصل بمصر لحرب يريدها المخطط، الذي يجري الآن لتخطيط (تقسيم) بلادنا مرة أخرى؟"، مجيبا: "أعتقد لا، فلنتق الله".
وقال منير إن دعوته إلى الاستمرار في طريق السلمية "لا تعني الجلوس في المنازل، ولكن بالاستمرار في المظاهرات ضد النظام الحالي"، مشيرا إلى أنه "لم يحدث أن استمرت مظاهرات هكذا في تاريخ أي انقلاب عسكري".
واستنكر منير ما أسماه "التقليل من قيمة الطريق السلمي، والحشود حتى لو بالعشرات"، مضيفا: "من يهوّن ذلك غير منصف"، مشيرا إلى أن النظام المصري "يتآكل شعبيا، واقتصاديا، واجتماعيا".
وقبيل نهاية حديثه المتلفز، جدد منير دعوته للإخوان في مصر بالتزام "السلمية والدعوة إلى الله وإعادة ترابط الجماعة"، مضيفا: "بفضل الله، بثبات الإخوان على هذه السلمية في محنها السابقة (يقصد فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي) انتشرت الجماعة في العالم".
وتقول جماعة الإخوان، التي ألقي القبض على مئات من أعضائها في حقبة الرئيس السابق جمال عبد الناصر، إنها تتنشر في نحو 80 دولة في العالم، بحسب بيانات وتصريحات صحفية سابقة.
فيما نفى محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، المتواجد خارج البلاد، وجود أزمة وراء نشر الحوار الخاص بإبراهيم منير، عبر قناته الخاصة على "يوتيوب"، دون مواقع الجماعة.
وقال سودان: "أردنا أن يخرج حديث نائب المرشد إبراهيم منير سريعا، خاصة للإخوان داخل مصر، عبر وسيلة سريعة، وهذا كان طلبه"، مضيفا أن هناك جزءا ثانيا من الحديث إلى إخوان مصر، سوف نفكر في نشره أيضا في كل وسائل الإخوان الداخلية خلال بضعة أيام، مشيرا إلى أن الجزء الثاني هو الأهم، ويتطرق لإجابات واضحة ووافية لأسئلة الداخل الإخواني".
ونفى سودان وجود أزمة داخلية بين قيادات التنظيم دفعت لعدم نشر حوار منير على القنوات أو المواقع الرسمية للإخوان أو منعه من الظهور عبر نوافذها الإعلامية.
وتشهد الجماعة أزمة داخلية منذ أيار/ مايو الماضي، بين قيادات يؤمنون بالعمل السلمي، وآخرون يؤمنون بالتصعيد ضد السلطات المصرية.
ومنذ الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، تتهم السلطات المصرية قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ"التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارا في كانون الأول/ ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية".