انتقد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان الدعم الروسي والإيراني لرئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلا إنه "كان سيسقط خلال 24 ساعة لولا دعم روسيا وإيران"، بحسب تعبيره.
جاء ذلك في مقابلة لمراسلة شبكة "سي إن إن" الأمريكية بيكي أندرسون مع الرئيس التركي، سلطت الضوء فيها على قضية اللاجئين السوريين، بجانب انضمام
تركيا إلى التحالف ضد
تنظيم الدولة، والمخاطر الداخلية التي تواجهها إسطنبول.
وقال أردوغان إن ما يجري في
سوريا "نتيجة أن تكون متفرجا فقط على التطورات التي تحدث في سوريا والعراق" معتبرا أن "التدخل في سوريا لم يكن مرحبا به في البداية".
ووصف أردوغان بشار الأسد بـ"الطاغية"، قائلا إنه يحصل على "حماية دائما"، معتبرا أن ما يجب القيام به "لم يكن مطرح تفكير أبدا"، موضحا أنه "تحدثت حول هذا الموضوع مع أصدقائنا، إذ إن هناك أشياء ينبغي على روسيا فعلها، وهناك أشياء يجب أن تقوم بها إيران، وكلتاهما تقدم الدعم له".
وتساءل أردوغان في المقابلة: "أليست داعش متعاونة مع النظام السوري الآن؟"، موضحا أن "أكبر داعمي داعش حاليا هو هذا النظام، ومن يبذل جهودا لإبقاء النظام هو نفسه من يتحمل هذه المسؤولية"، مستغربا شعور الغرب بأنهم "مدينون للأسد"، في وقت "نواجه بلدا ممزقا ومحترقا وتمت إبادة شعبه.. لا يزالون يحاولون دعم رئيس سوري مماثل يدعم بدوره منظمة إرهابية منشقة"، بحسب تعبيره.
وقال أردوغان إنه تحدث إليهم، قائلا إنه "لم يعد ممكنا استمرار ما يحدث"، داعيا إياهم "لسحب دعمهم وإزالة أيديهم وسيسقط الأسد في 24 ساعة".
وتابع أردوغان: "لسوء الحظ، فإن إيران تقف إلى جانب الأسد في هذه المسألة، كما ناقشت مع السيد بوتين هذه المسألة مطولا في ألعاب باكو الأولمبية"، موضحا أنه رأى بوتين "بشكل مختلف، وقمنا بتعيين وزراء خارجيتنا للعمل معا، ولكن تصريحات روسيا اللاحقة أصابتني بالصدمة حقا"، مشيرا إلى أنه يواجه "مشكلة في فهم هذا".
وردا على سؤال لبيكي حول انضمام تركيا للتحالف ضد تنظيم الدولة، قال أردوغان لبيكي: "تعرفين أننا نعارض هذا مند البداية، ولا نزال نعارضه"، موضحا أن معركة تركيا ليست ضد داعش فقط، فنحن نقاتل حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري، وكلها منظمات إرهابية".
وأوضح أردوغان: "لسوء الحظ، فإن أصدقاءنا من الغرب يتركوننا دائما وحدنا في هذا القتال، الاتحاد الأوروبي الذي أعلن بأن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية نظر دائما إلى الجانب الآخر، بينما يعيش أعضاء هذا الحزب في البلدان المرتبطة بهم. كما أن الاتحاد أتاح للأسف فرصة لبعض قادات الحزب أيضا باستعراض القوة، وهم يستمرون في ذلك".
وتابع الرئيس التركي، الذي بدأت طائراته بشن ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني، بأن "قتال داعش لا يزال مستمرا، وهو تحالف بين دول مثل أمريكا والسعودية وقطر والأردن وحتى فرنسا وبريطانيا. في الوقت ذاته، فإن قتالنا لحزب العمال، الذي يعدّ تهديدا داخليا لنا، لا يزال مستمرا وسيستمر؛ لأنه ينبغي علينا القتال حتى نهاية المطاف".
وردا على سؤال حول من يعتقد أنه يشكل خطرا للأمن الوطني اليوم، هل هو حزب العمال الكردستاني، أم تنظيم الدولة، أجاب أردوغان: "نحن نعتبر جميع المنظمات الإرهابية تهديدا، لكن حزب العمال الكردستاني هو الخطر الرئيسي فيما يتعلق بالإرهاب في بلادنا. داعش بالنسبة لنا تهديد خارج البلاد، وإذا وضعنا أولويات، فإنه سيكون بهذا الشكل. خسرنا خمسين ألف شخص في قتالنا ضد حزب العمال حتى اليوم، عشنا مع هذا التهديد في بلدنا، ولذا فإن هذا الحزب هو التهديد الأول ويليه داعش، وسنستمر في قتالهما بكل إصرار"، بحسب قوله.