وصفت العميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة،
عالية المهدي، الأحزاب المدنية (العلمانية) في
مصر بأنها "أحزاب كارتونية"، وأنها تدمر نفسها من الداخل، وليست لها قيادة، فكل مسؤول داخلها يعتبر نفسه زعيما للحزب، ضاربة مثلا بحزب "الوفد"، الذي يدور فيه صراع حاليا بين مجموعتي فؤاد بدراوى، والسيد البدوي.
وأوضحت أنها تعني بالتيار المدني الأحزاب التي ضمت كثيرا من رموز الحزب الوطني (المنحل)؛ لخوض الانتخابات البرلمانية، وعلى رأسهم حزب "المصريين الأحرار" (لصاحبه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس)، وجبهة "مصر بلدي"، وحزب "الحركة الوطنية"، بالاضافة إلى المستقلين من الحزب الوطني (المنحل).
وقالت في مقابلة مع صحيفة "النبأ" المصرية، في عددها الأسبوعي الصادر الخميس: "ستكون المنافسة بين التيار المدني، والتيار الإسلامي، ممثلا في حزب "النور"، وبعض المستقلين المحسوبين على الإخوان المسلمين".
ثم عادت فشددت على أن المنافسة ستكون بين الحزب الوطني والتيار الإسلامي، فضلا عن المنافسة مع بعض أعضاء حزبي الوفد، والتجمع، "لكن نتيجة هذه الانتخابات في علم الغيب"، حسبما قالت.
وعن توقعاتها لشكل البرلمان المقبل، قالت إنه سيكون "سمك.. لبن.. تمر هندي" كناية عن الفوضى.
وعن تعهد السيسي بعدم عودة الحزب الوطني للحياة السياسية، قالت إن معظم الوزراء الحاليين كانوا أعضاء في الحزب الوطني (المنحل).
الإخوان المسلمون
وبالنسبة لمستقبل جماعة الإخوان المسلمين ، قالت: "الإخوان" مثل مستر "إكس" في فيلم "عودة أخطر رجل في العالم".. لا ينتهون أبدا، خاصة أنهم تنظيم متجذر جدا، وتوقعاتي أن جزءا منهم سيخوض الانتخابات القادمة، وفق قولها.
وعن تعامل الرئيس المخلوع حسني مبارك معهم، قالت: مبارك كان "يلاعبهم"، لكنه كان يعطي لهم منفذا؛ لأن الضغط عليهم باستمرار، كان سيؤدي إلى الانفجار.
في السياق ذاته قالت إن الدستور ينص على تداول السلطة، والصراع بين الإخوان والدولة سيستمر فترة طويلة، حتى يبتعد الإخوان عن الإرهاب -على حد زعمها- لكنهم بالقطع سيعودون مرة أخرى خلال سبع أو عشر سنوات، وفق قولها.
والدكتورة عالية المهدي هي عضو لجنة السياسات في الحزب "الوطني" المنحل، كما أنها رئيسة لجنة الانتخابات بحزب "الحركة الوطنية"، الذي يترأسه الآن المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق.