وجه وزير الخارجية
المصري سامح شكري، مساء الثلاثاء، خطابا مفتوحا من مصر إلى الشعب المكسيكي، لتقديم التعازي لفقدان مواطنين مكسيكيين على الأراضي المصرية، بعد أن قتلهم الأمن المصري في الصحراء الغربية "عن طريق الخطأ".
وقال شكري في الخطاب: "إنني أكتب هذه الرسالة إلى الشعب المكسيكي للإعراب عن عميق تعاطفي، وتعازيّ الحارة لفقدان أرواح مواطنين مكسيكيين أبرياء، وكذلك إصابة بعض السائحين الآخرين على الأراضي المصرية يوم 13 أيلول/ سبتمبر 2015".
وأضاف وزير الخارجية: "أدرك جيدا أنه ليس هناك ما يقال لتعزية الأهل والأصدقاء ممن فقدوا أحباءهم، كما أن الحزن الناجم عن فقدان ابنة، أو ابن، أخ أو أخت، قريب أو صديق، بهذا الشكل المفاجئ لهو أمر يصعب تخيله، ولكننا ربما نكون هنا في مصر الأقرب لفهم هذا الحزن العميق، حيث كنا من بين أكثر الشعوب التي مرت بمثل هذه الآلام التي لا تنسى"، بحسب تعبيره.
وأضاف شكري أن "مصر الآن في مرحلة التحقيق لكشف ملابسات ما حدث في هذا اليوم الحزين، كما أن السلطات المصرية ملتزمة بشكل لا ريب فيه بالإفصاح عن التفاصيل الدقيقة لهذه المأساة، حيث ما زال تسلسل الأحداث محيرا وغير واضح، فقد وردت روايات وتقارير متضاربة حول ما إذا كان الفوج السياحي يحمل التصاريح اللازمة، وما إذا كان اتخذ مسارا مختصرا قاده نحو منطقة محظور التواجد بها، وما إذا كان استخدام سيارات الدفع الرباعي بدلا من حافلة سياحية قد زاد من خطر التحديد الخاطئ لهوية الركب".
وأشار شكري إلى أن المعلومات الواردة تفيد بأن هناك عملية كانت تجري ضد "إرهابيين" في تلك المنطقة وقت مرور الفوج السياحي، "ونحن لا نعلم بالضبط ما إذا كان الركب قد تواجد في المكان الخاطئ في التوقيت الخاطئ أم أن هناك خطأ ما قد وقع، ولكنني أطمئن الشعب المكسيكي بأن تحقيقا محايدا يجري الآن، تحت إشراف رئيس الوزراء المصري بنفسه، كما أن مصر على أتم استعداد للإتيان بكل ما من شأنه المساعدة في هذا الأمر، بما في ذلك الإسراع في عملية نقل جثامين المتوفين إلي المكسيك، وتقديم العلاج اللازم للمصابين".
وأضاف وزير الخارجية: "يثير أسفي أن يستغل البعض هذا الحادث ليزعم أن مسؤولي الأمن المصريين ليست لديهم قواعد صارمة للاشتباك، وأنهم يتصرفون بشكل عشوائي، ولا يتخذون الاحتياطات اللازمة خلال العمليات التي يقومون بتنفيذها، بل وألمح البعض أن الأرواح التي فٌقدت علي يد مسؤولي الأمن المصريين تفوق عدد من قُتلوا علي يد الإرهابيين، ولا يمكن القول سوى أن هذا الزعم يخالف الحقيقة، ولا يمت للواقع بصلة"، في وقت فتح الأمن المصري النار على حافلة سياحية، وقتل فيها 17 شخصا، بينهم المكسيكيان.
واختتم شكري بقوله: "صلواتي ودعواتي وكل الشعب المصري والحكومة المصرية مع شعب المكسيك، وأسر الضحايا في هذا الحادث المؤسف من المكسيكيين والمصريين. إننا نشارككم الألم والحزن، وندعو الله العليّ القدير أن يلهمنا جميعا الحكمة والصبر لتحمل هذا الفقدان الذي لا يعوض".
وأثارت رسالة شكري إلى المكسيكيين انتقاد مراقبين اعتبروا أن النظام المصري لا يبالي بأرواح مواطنيه، الذين "يموتون بالخطأ ومن الجوع وفي المعتقلات وفي ميادين التظاهر"، في حين وجه رسالة تعزية لمواطنين مكسيكيين.
وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت الاثنين مقتل 12 سائحا مكسيكيا، وإصابة 10 آخرين في الصحراء الغربية، على أيدي قوات الأمن عن طريق الخطأ، أثناء قيام قوات مشتركة من الجيش والشرطة بملاحقة "عناصر إرهابية" في مدينة الواحات.