قدمت
بريطانيا اليوم كشف حساب عن الضربات الجوية ضد
تنظيم الدولة بعد عام على نشوء
التحالف الدولي في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، إن نحو 330 من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا في غارات جوية بريطانية منذ أن بدأ سلاح الجو الملكي بشن ضربات ضد التنظيم المتشدد في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.
وقال فالون في بيان برلماني مكتوب: "الرقم تقريبي إلى حد بعيد لعدم وجود قوات برية بريطانية في مواقع تتيح لها متابعة آثار الضربات".
وأضاف: "لا نعتقد أن هناك أي قتلى مدنيين نتيجة الضربات البريطانية".
وتشن بريطانيا الهجمات بانتظام على أهداف الدولة الإسلامية في العراق في إطار غارات جوية تقودها الولايات المتحدة، لكنها لا تشارك في شن هجمات في
سوريا بعد أن خسر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تصويتا برلمانيا عام 2013 على شن ضربات بسوريا.
ويسعى كاميرون لكسب تأييد مجلس العموم لتوسيع نطاق الضربات التي تستهدف التنظيم المتشدد بحيث تشمل سوريا. وقال فالون إن الوضع الحالي غير منطقي.
لكن بعض أعضاء حزب المحافظين برئاسة كاميرون يعارضون توسيع الغارات الجوية كما أن جيريمي كوربين الزعيم الجديد لحزب العمال المعارض من النشطاء المخضرمين الرافضين للحرب، ما يعني أن كاميرون قد لا يتمكن من كسب التأييد في تلك النقطة.
أما كشف الحساب الأمريكي الأخير فكان في نيسان/ أبريل الماضي بـ3200 غارة في سوريا والعراق، كانت حصة العراق منها 1850 غارة و1350 في سوريا، لم تؤت أكلها، وأثبت تنظيم الدولة أنه ما زال يتقدم في كل من سوريا والعراق.
وأوضحت السفارة الأمريكية في بغداد، في بيان نُشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك"، في نيسان/ أبريل الماضي أن "أكثر من 3200 ضربة جوية أمريكية ومن قبل قوات التحالف في كل من العراق وسوريا أدت إلى إلحاق أضرار أو تدمير أكثر من 5780 هدفا لتنظيم الدولة بما في ذلك 75 دبابة و285 عربة كانت تحت سيطرة التنظيم، و1166 موقعا قتاليا، و151 هدفا متعلقا بالبنية التحتية للنفط، كان يديرها التنظيم".
وعن جدوى الضربات، قال السيناتور الأمريكي ورئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس، جون ماكين، إن الحملة الجوية الأمريكية في العراق، في إشارة إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، غير مجدية وإن 75% من الطائرات تعود لقواعدها دون ضرب الأهداف.
وتابع ماكين في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، بأنه إذا لم تتدخل القوات البرية الأمريكية في العراق، فإن الجيش العراقي سينهار أمام تنظيم الدولة.
وانتقد ماكين تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقوله إنه لا يعتقد أن بلاده تخسر أمام تنظيم الدولة.
ولفت ماكين إلى أن غياب القوات الأمريكية على الأرض يقلل من جدوى الطلعات الجوية بسبب ضعف القدرة على تحديد الأهداف، داعيا لوجود قوات على الأرض بالتوازي مع تدريب وتسليح القوات العراقية.
في السياق ذاته، تحقق وزارة الدفاع الأمريكية في احتمال لجوء مسؤولين عسكريين إلى إعادة كتابة تقارير استخباراتية لإعطاء نظرة إيجابية أكثر بشأن التحالف العسكري ضد تنظيم الدولة في العراق، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وأطلق المفتش العام التحقيق بعدما تحدث محلل مدني واحد على الأقل في وكالة استخبارات الدفاع عن أدلة تؤكد أن مسؤولين في القيادة الوسطى الأمريكية يعيدون كتابة تقارير استخباراتية تقدم للرئيس باراك أوباما ومسؤولين آخرين.
ونقلت الصحيفة معلوماتها عن مسؤولين حكوميين لم تكشف عنهم، إلا أنه ليس واضحا متى تم تغيير التقارير أو من المسؤول عنها.
وبحسب توجيهات لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية التي تشرف على 17 وكالة استخباراتية، يمنع "تحريف" أي تقييم تحليلي.
وقال المسؤولون لـ"نيويورك تايمز"، إن شكاوى رفعت إلى المفتش العام في جهاز الاستخبارات، وبعد ذلك استلم القضية المفتش العام في البنتاغون.
ومن شأن ذلك إذا تبينت صحته، أن يظهر السبب وراء اختلاف التصريحات حول التقدم في الحرب ضد الجهاديين.
ومنذ أن أطلقت الولايات المتحدة التحالف العسكري ضد تنظيم الدولة في العراق قبل عام ومن ثم سوريا، استعادت القوات العراقية بعض المناطق من أيدي الجهاديين لكن ليس المدن الكبرى مثل الموصل والرمادي.
إلا أن وكالات استخباراتية أمريكية وجدت مؤخرا أن التنظيم ضعف منذ بدء الهجوم ضده رغم توسعه في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى، وفق الصحيفة.
والشهر الماضي، قال المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد التنظيم الجنرال المتقاعد جون آلن، إن التنظيم "يخسر".
أما وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، فأقر الأسبوع الماضي بأن الحرب "صعبة" و"تحتاج إلى وقت"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "مقتنع بأننا سننجح في هزيمة تنظيم الدولة ونتبع الاستراتيجية السليمة".