علقت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها على استطلاع أجراه المركز
الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية، وأظهر أن نسبة 51% من الفلسطينيين أصبحت تؤمن بخيار المقاومة، ولم تعد تؤمن بفكرة حل الدولتين، بأنه تطور يجب أن يثير قلق
إسرائيل.
وتشير الافتتاحية إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد أثناء حملته الانتخابية في آذار/ مارس، بألا تكون هناك دولة فلسطينية طالما ظل في الحكم. قائلة يبدو أن الفلسطينيين قد صدقوا كلامه.
وتبين الصحيفة أنه في اليوم الثالث على اندلاع الاضطرابات في مدينة القدس وحول المسجد الأقصى، يظهر استطلاع في غزة والضفة الغربية، التي تدعم تقليديا حل الدولتين. ولأول مرة، يسجل الاستطلاع أن نسبة من يؤمنون بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هي أقل من النصف (48%).
وتعلق الافتتاحية بأن هذه النتيجة "قاتمة ومثيرة للتشاؤم". وتقول الصحيفة: "صحيح أن الطريق نحو حل الدولتين، وفيه دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، لم يكن أبدا واضحا، وحتى في وقت اتفاقية أوسلو عام 1995، فقد ظل الاتفاق حول الحدود والمستوطنات ووضعية القدس الشرقية مجالا للخلافات الشديدة. وكما قال شمعون بيريز: (هناك ضوء في آخر النفق، ولا يوجد نفق). ومن الصعب اليوم التصديق أن كلا الطرفين لديهما النتيجة والتفكير ذاتهما".
وتلفت "التايمز" إلى أن الصقور في إسرائيل سيقفزون على نتائج الاستطلاع، ويقولون إنهم يتعاملون مع عدو أبدي لا ينفع معه التفاوض. مستدركة بأن عداء الفلسطينيين لا يعني أن الفكرة لم يرفضها المزاج الإسرائيلي منذ وقت طويل.
وتفيد الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، بأن الحروب الإسرائيلية المتكررة، التي قامت بها إسرائيل على قطاع غزة؛ بسبب الصواريخ التي انطلقت منه، تركت تلك المنطقة الصغيرة جحيما لا يمكن أن يعاش فيه، ويعاني نصف أبنائه من البطالة.
وتذكر الصحيفة أن نسبة 54% في غزة تعارض حل الدولتين، بحسب الاستطلاع. فالناس في غزة لم يعد لديهم الكثير ليخسروه. مستدركة بأن الحال في الضفة الغربية هو المثير للدهشة، التي يعمل فيها خمسة من ستة فلسطينيين. وينتشر الفقر، رغم النمو الذي شهده الاقتصاد الفلسطيني في العقد الماضي. ومع ذلك، فإن نسبة 50% قالت إنها فقدت الأمل في قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة جنبا إلى جنب إسرائيل. وترى نسبة تقدر بأكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع أن فرص نشوء دولة فلسطينية في الخمس سنوات المقبلة "ضئيلة إن لم تكن معدومة".
وترى الافتتاحية أن هناك نقطة يجب التذكير عليها، فإنه لا توجد عملية سلمية، وقد انهارت المحادثات في شهر نيسان/ إبريل. وفي لقائه الأخير مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد نتنياهو رغبته الشديدة ببدء المحادثات مع الفلسطينيين، رغم مواصلة إسرائيل بناء المستوطنات، وقد رفضت تجميدها مقابل
السلام.
وتورد الصحيفة أنه منذ بناء "الجدار الأمني" قبل عقد من الزمان، أصبحت الهجمات الإرهابية الكبيرة على إسرائيل نادرة. ويبدو أن هناك رغبة من الساسة الإسرائيليين بالحفاظ على الوضع القائم وللأبد.
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن حركة
حماس هي منظمة إرهابية، وأن حركة
فتح، التي تدير نظريا المناطق الفلسطينية، منظمة فاسدة، وتجد أنه لا يصلح أي منهما لأن يكون شريكا في السلام، وترى أن الفلسطينين واهمون عندما يعتقدون أن الحافلات المتفجرة ستقودهم إلى مستقبل أفضل، مشيرة إلى أنه ينبغي على الناخبين الإسرائيليين أن يشعروا بالقلق؛ لأن جيرانهم يشعرون بالخيبة من الحل الدبلوماسي.