تباينت ردود فعل النخب
السعودية والخليجية على حادثة التدافع في
منى صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، التي راح ضحيتها 719 حاجا.
ففي الوقت الذي سلّم فيه الكثير من المشاهير بأن الحادثة "قضاء وقدر"، ولا يوجد تقصير من قبل الحكومة السعودية، ذهب قسم آخر للمطالبة بفتح تحقيق شامل، مع عدم تغافلهم عن الدور الذي قامت به المملكة تجاه الحجاج، وهو الكلام الذي ينطبق مع تعليق الملك سلمان بن عبد العزيز على الحادثة.
القسم الثالث الذي رصدته "عربي21"، الذي ضم أيضا عددا من الدعاة، ذهب للقول بأن "إيران تقف خلف الكارثة التي حدثت، بالرغم من سقوط 89 من حجاجها من بين الحجاج الـ719".
الشيخ صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، قال إن "ما حدث هو خطب جلل ومصاب عظيم"، مضيفا: "يصعب الحديث حتى تُعلن نتائج التحقيق".
بدوره، استبعد الكاتب في صحيفة "الجزيرة" صالح الحناكي أن يكون الحادث عرضيا، مغردا: "هذا الحادث ليس بريئا، بالنظر للتوسعات الهائلة بمنطقة
الجمرات".
وألمح الحناكي صراحة إلى إمكانية وقوف إيران خلف الحادثة، مضيفا: "هم هددوا بالتخريب في
الحج"، وأكمل: "عندما تنفق المملكة مئات المليارات على المشاعر، لا تسمع لهم همسا، وعندما تقع حادثة يبدأون بالنباح ودعاوى التدويل، هذه إيران الصفوية".
المعارض السابق كساب العتيبي، قال إن من شمت بحادثة منى هم ثلاثة أصناف: "أذناب إيران وأبواقها، الدواعش ومن لفّ لفيفهم، والحاقدون على الوطن".
وتابع: "ونقول للأصناف الثلاثة إننا لكم بالمرصاد. سنُعرّي أحقادكم، ونكشف ألاعيبكم، ونُفنّد أضاليلكم، إلاّ أمن الوطن".
وأضاف العتيبي: "انكسر خشم إيران ومعها مشروعها الفارسي في اليمن، وأرادت تصفية حساباتها في الحج عبر تصريحات بائسة مُغرضة عن تدافع مشعر منى".
وغرد الإعلامي القطري خالد جاسم: "أقولها صادقا، ومن قلب المشاعر المقدسة: من أراد أن يرى الجهاد الحقيقي عليه أن يرى ما يفعله رجال الأمن السعودي لا حرمهم الله الأجر".
وقال الكاتب السعودي خالد العلكمي: "لا غرابة في نهيق ملالي ومسؤولي إيران، ومطاياها في المنطقة بعد حادثة تدافع مشعر منى، الغرابة في التناغم التركي الإيراني في التصريحات اليوم!".
وشدد العلكمي على أن "المصاب الجلل لا يبرر الاندفاع خلف التكهنات والتحليلات قبل إعلان نتائج التحقيقات"، مشيرا إلى أن من يقوم بإطلاق الأحكام دون تحر إما جاهل أو حاقد.
الدكتور الكويتي حاكم المطيري، الأمين العام لحزب الأمة، قال إن "دعوة إيران تدويل الحرمين الشريفين، كدعوتها لحماية مرقد كربلاء ومرقد زينب، انتهى باحتلال أمريكي إيراني في العراق، واحتلال روسي إيراني في سوريا".
فيما قال الأكاديمي محمد العبد الكريم إن "إيران التي حاولت إدخال مادة c4 شديدة الانفجار عام 1406؛ لتفجر في مئات الآلاف من الحجاج، تتباكى اليوم على سلامة الأرواح وسوء التنظيم".
وسخر الناشط الإعلامي حسن مفتي من موقف الحكومة الإيرانية من الحادثة، قائلا: "قبل مئات السنين سرق أجدادهم الحجر الأسود، والآن يتحدثون عن فن إدارة الحج!".
وأضاف الأكاديمي محمد الحضيف: "توظيف حوادث الحج في مناكفات سياسية، سياسة رخيصة: المزايدة الرخيصة لا أفق لها، وإدارة حشود بالملايين، متنوعة ثقافيا، غير إدارة حشد لإستاد رياضي".
وأكمل: "لا تحتاج المملكة لمن يُشعِرها بأهمية أمن هذه المناسبة دينيا وسياسيا، ولا ينكر الجهود المبذولة إلا حاقد موتور، ننتظر التحقيق لنعرف الخلل".
يشار إلى أن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، طالب المملكة العربية السعودية بتحمل مسؤولية ما جرى في حادثة مشعر منى.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني السعودي أن 717 حاجا "انتقلوا إلى رحمة الله بعد تدافعهم في مشعر منى"، فيما قالت وزارة الداخلية إنها تقوم بمزيد من التحقيقات لكشف أسباب الحادثة.