قال مركز أبحاث
إسرائيلي مرموق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الروسي التوسط بين إسرائيل وإيران للاتفاق على قواعد لعبة جديدة بينهما في المنطقة.
ونوه "مركز أبحاث الأمن القومي"، الذي يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، إلى أن الحكومة في تل أبيب تفترض أنه بالإمكان التوصل لتفاهمات مع المحور الإيراني بعد التوصل للاتفاق النووي، على اعتبار أن هناك عدوا مشتركا يتمثل في الحركات الجهادية السنية.
وفي العدد (750) من مجلة "مباط عال"، الصادرة الجمعة الماضي، نوه المركز إلى أن إسرائيل معنية بأن تساعدها
روسيا في ضمان خلو منطقة
الجولان وجنوب
سوريا من سيطرة مطلقة لأي من الجهات المتصارعة في سوريا، على اعتبار أن هذه المنطقة تعد منطقة حيوية بالنسبة لإسرائيل، وتصر على أن تتمتع فيها بهامش مناورة عسكري مطلق.
واستدرك المركز بأنه يتوجب على صناع القرار في تل أبيب، أن يستعدوا لليوم الذي تصبح فيه منطقة جنوب سوريا منطقة ذات نفوذ مطلق للجماعات الجهادية.
من ناحيته، قال الجنرال يعكوف عامي درور، القائد السابق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ومستشار الأمن القوي السابق لنتنياهو، إن الروس باتوا يشاركون بشكل فاعل في القتال إلى جانب
نظام الأسد، بحيث لم يعد يقتصر دورهم على التسليح وتزويد النظام بالمعلومات الاستخبارية.
وفي مقال نشرته أول أمس الجمعة صحيفة "إسرائيل اليوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، قال درور إن روسيا تعتبر إلحاق الهزيمة بالحركات الإسلامية السنية العاملة في سوريا إسهاما في تأمين جبهتها الداخلية، على اعتبار أن هذا يساعدها في التصدي للجماعات السنية التي تقاتلها في الشيشان وبقية المناطق الروسية.
وشدد درور على أنه نظرا لضعف نظام الأسد بشكل واضح، فإن حرص كل من روسيا وإيران وحزب الله على بقائه يعني اندفاعهم للتورط في القتال بشكل عميق، مشددا على أن المقاتلين السنة بإمكانهم استنزاف القوة الروسية والإيرانية حتى في ظل ميل موازين القوى لصالح هاتين القوتين.
وأوضح درور أن الإيرانيين يعتبرون بقاء نظام الأسد مركّبا مهما في منعة أمنهم القومي، على اعتبار أن سقوط النظام وحلول قوى سنية مكانه سيهدد وجودهم في العراق أولا، وبعد ذلك سيهدد حدودهم نفسها.
على صعيد آخر، يحاول الروس إعطاء الانطباع بأن بوتين لا يمكنه تجاهل المصالح الإسرائيلية بسبب التمثيل المتزايد لليهود الروس في صنع السياسة الإسرائيلية.
وقد نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى أول أمس الجمعة عن محافل رسمية في تل أبيب، قولها إن الروس يحرصون على التأكيد أنهم يأخذون بعين الاعتبار مواقف اليهود الروس في إسرائيل عند بلورة مواقف موسكو من المنطقة.
ويذكر أن اليهود المهاجرين من روسيا والدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي، يمثلون أهم قواعد اليمين واليمين المتطرف الانتخابية في إسرائيل، ويتبنون مواقف بالغة العنصرية ضد العرب والفلسطينيين.