ألقى قائد الانقلاب
المصري، عبد الفتاح
السيسي، ليل الاثنين، كلمته أمام الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي سبقتها دعاية كبيرة ومكلفة له، حيث حاولت الأذرع الإعلامية تلميع زيارة السيسي لنيويورك.
وبدأ السيسي، الذي بدا سعيدا بتصفيق الحضور له، خطابه بتعبيره عن الامتنان والتحيات للمجتمع الدولي، وتناول في بداية حديثه افتتاح تفريعة
قناة السويس المثير للجدل، حيث عدّ ذلك إنجازا وطنيا، بغض النظر عن التقارير المقلقة حوله.
ووصف السيسي في كلمته التي تابعتها "
عربي21" افتتاح التفريعة الجديدة بأنها "هدية مصر للعالم"، وقال إنها تمثل الأمل وتحويله إلى واقع جديد من خلال العمل، على حد قوله.
وأكثر السيسي من حديثه عن الأمل دون توضيح الدوافع باتجاهه، في الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية في المجالات كافة، لا سيما منذ الانقلاب العسكري.
وأعلن السيسي عزم مصر طرح مبادرة بالتنسيق مع
الأمم المتحدة والدول الأعضاء حـول: "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، أو "هاند"، وفق تعبيره، تضمن جهود مكافحة الإرهاب التي تركز على "الدفاع عن الحاضر".
ولم يتطرق السيسي كثيرا للأزمات التي تعيشها مصر، حيث تنتقد منظمات حقوقية عدة الوضع الإنساني والحقوقي هناك، ووضع الحريات، لا سيما إثر الحملة الأمنية التي تطال المعارضين، والأحكام الجماعية التي يحكم بها القضاء المصري.
وفي حديثه عن "الإرهاب"، تناول السيسي ما وصفها بالأفكار المغلوطة والتطرف واجتذاب الشباب إليها، مهاجما من "يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام.. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين.. الذي لا يمكن أن يكـون هو الإسلام بسماحته وعـدله ورحمته"، وفق تعبيره.
وحول القضايا غير المحلية، دعا السيسي المجتمع الدولي إلى إيجاد مخرج سياسي في سوريا واليمن، ودعم الجهود السياسية ومكافحة الإرهاب في ليبيا، وتسوية القضية الفلسطينية.
وعن الأوضاع في سوريا، أوضح السيسي أن هناك سوريا تكاد تواجه خطر التقسيم في ظل صراعات بين الجماعات الإرهابية ذاتها التي قفزت علي تطلعات الشعب السوري، لافتا إلى أن مصر دعت القوى الوطنية السورية لإقرار مرحلة انتقالية بما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها.
وحث السيسي على دفع الجهود لإيجاد حل سياسي في اليمن، مشيرا إلى أن "دعم مصر السياسي والعسكري لليمن الشقيق جاء استجابة لطلب اليمن ومسؤوليتنا تجاه الأمن القومي العربي".
وبخصوص ليبيا، قال السيسي: "كان حرص مصر البالغ الدافع الأول لدعم جهود الأمم المتحدة في التوصل لحل سياسي، وكان اتفاق الصخيرات علامة فارقة، ولا بد من المجتمع الدولي الوقوف مع الأطراف التي وقعت عليه".
وأضاف: "لا بد أن أؤكد أهمية الاستمرار في تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة الليبية في بناء الدولة الحديثة بالتوازي مع المواجهة بلا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب".
أوضح السيسي أن تسوية القضية الفلسطينية ستقضي على أخطر ذرائع التبرير لأعمال التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن "تسوية القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، سيقضي على أحد العوامل وأخطر الذرائع لتبرير أعمال التطرف والإرهاب"، على حد قوله.