اعتبر شاعر العامية المصري،
هشام الجخ، أن
المصالحة مع الإخوان المسلمين في مصر "أمر حتمي"، قائلا إنه "سيحدث، سيحدث"، لكنه استبعد أن تكون المصالحة مع هذا الجيل، على حد تعبيره.
ووصف النظام الحاكم الحالي في مصر (نظام حكم
السيسي) بأنه لم يحقق أي مطلب من مطالب ثورة يناير.
وقال: "قولا واحدا.. لم يتحقق أي شيء مما كنا نحلم به عندما خرجنا على نظام مبارك".
وأضاف: "بالعكس.. استفادت القوى المعادية لمصر من ثورة يناير أكثر مما استفاد الشعب منها". وكشف الجخ النقاب عن أن حفلاته ممنوعة في القاهرة لـ"دواع أمنية".
جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "فيتو"، الورقية، الصادرة هذا الأسبوع، بتاريخ اليوم الثلاثاء 29 أيلول/ سبتمبر 2015.
وحول حفلاته، قال: "الوضع الأمني في مصر مؤخرا يمنع بشكل أو بآخر إقامة فاعليات ذات حجم وتجمهر، لهذا نميل إلى إقامة حفلاتنا خارج القاهرة".
وعن نصيحته لتحقيق طموحات المصريين، قال: "الاهتمام بالتعليم.. حتى لو استعنا بمعلمين أجانب لمدة عشرين سنة".
وأبدى الشاعر المصري أسفه من أن كل المعلمين الحاليين في مصر تعلموا في الأساس بشكل خاطئ، قائلا: "المعلمون في مصر يحتاجون إلى أن يتعلموا، ومصر تحتاج إلى ثورة في التعليم، لتبدأ في دخول العالم الحقيقي بعد عشرين سنة على الأقل".
وعن تخوف الحكام من الشعراء، قال: "الحكام ـ على مدى التاريخ ـ كانوا يخافون من الفن بشكل عام، وليس من الشعر فقط.. لأن الفن مرآة المجتمع.. يفضح عوراته، ويعكس أوجاعه"، حسبما قال.
وبالنسبة لأداء وزارة الثقافة قال: "وزارة الثقافة يحكمها نظام بيروقراطي يبطئ من عملها، مثلها في ذلك مثل معظم قطاعات الدولة، لهذا لا تجدني كثيرا في أنشطة الوزارة، ولكن علاقتي بكل وزراء الثقافة (الذين خلفوا فاروق حسني) كانت علاقة جيدة، حتي في فترة الإخوان".
وحول تجربته الشعرية، قال: "سوف أترك ما يميزها للتاريخ، وللنقاد، أما أن أغضب من آراء بعض من يدعون شيئا عني، فلا أمتلك رفاهية الغضب، لأنني دائما في عمل مستمر".
وبالنسبة لتلقيبه نفسه بـ"شاعر الثورة"، قال: "لست (شاعر الثورة).. الثورة لها قرابة 3 ملايين شاعر، ولا يمكن اعتباري فقط شاعر الثورة، وكوني كنت شاعرا مشهورا في فترة الثورة، وكان الناس يرددون قصائدي في الميدان، فهذا لم يكن حصريا".
وأضاف: "لم أنزل إلى الميدان يوم 25 يناير، بل نزلت يوم جمعة الغضب 28 يناير، وقد سبقني إلى الميدان العديد من الشعراء، ومنهم أسماء كبيرة ومشهورة، كعبد الرحمن يوسف".
أما "هويس الشعر العربي" فقال إنه لقب أطلقه عليه رئيس اتحاد الكتاب المصريين سنة 2008 حين اختاروه أفضل شاعر عامية شاب، وتحديدا رئيس الاتحاد "المنجي سرحان"، ومعه الشاعرة إيمان البكري.. "هما من أطلقا علي هذا اللقب"، وفق قوله.
ويُذكر أن هشام الجخ أحيا أمسية شعرية في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، الأحد، (قيل إنها تمت بموافقة إسرائيلية)، في حضور قرابة 600 شخص.
ووجه التحية في مستهلها للشعب الفلسطيني، وأهل القدس، مشيدا بصمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، داعيا الجميع إلى نصرة أهل القدس المحتلة.
وألقى خلال الأمسية عددا من قصائده المعادية للكيان الصهيوني، والمناصرة للقضية الفلسطينية.
وكان الجخ غادر القاهرة متوجها إلى العاصمة الأردنية عمان ثم إلى رام الله، ومنها إلى القدس، وقدم الشكر إلى من بذل الجهد معه حتى دخلها، كما قدم الشكر للشركة الراعية للحفل وأهل فلسطين، خصوصا المقدسيين، "أهل الصمود والعزة والكرامة"، وفق وصفه.
وكان في استقباله طارق شديد من السلطة الفلسطينية، والفنان الفلسطيني "محمد عساف".
ومن المقرر أن يقيم الجخ حفلا آخر بمدينة جنين بالضفة الغربية الثلاثاء، قبل أن يعود إلى القاهرة.
و"هشام كامل عباس محمود الجخ"، شاعر "عامية" مصري، من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1978، أي أنه يبلغ من العمر 37 سنة فقط.
وقد تخرج في كلية التجارة بجامعة عين شمس سنة 2003، وحصل على جائزة "أفضل شاعر عامية" على مستوى الوطن العربي، عام 2001، وله نحو 30 قصيدة معظمها بالعامية المصرية، وجميع قصائده صوتية، ولم يصدر له دواوين شعرية منشورة في الكتب.
ويقول الجخ إنه يسعى لتحقيق هدف إعادة الوحدة العربية، لذلك شارك بحملة: "معا لإلغاء التأشيرة بين الدول العربية"، كما أنه طاف بندواته الشعرية حول العالم مطالبا باتحاد دول العرب.