فبرك الايرانيون رواية جديدة عن
حادث منى المأساوي الذي سقط فيه مئات الحجاج نتيجة
التدافع في أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث نشرت وكالة
إيرانية خبرا منقولا عن وكالة أمريكية مفاده أن ضابطا إسرائيليا اتهم المخابرات
السعودية بتدبير الحادث، وذلك بمساعدة من وكالة الاستخبارات الأمريكية.
ونسبت وكالة "تسنيم" الإيرانية الخبر لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال" الأمريكية، وهو ما قامت "عربي21" بتتبعه والتحقق منه، ليتبين أن لا وجود له أساسا، وأن الوكالة الأمريكية لم تبث الخبر أصلا.
وبحسب الخبر المفبرك الذي نشرته وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فإن ضابطا كبيرا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، رفض الكشف عن اسمه، قال "إن المخابرات السعودية هي من دبرت عملية التدافع الذي حصل في موسم الحج، لعلمها بوجود عدد كبير من ضباط الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين كبارا في القيادة الإيرانية يؤدون فريضة الحج، وقد تخلصت منهم في عملية التدافع"، زاعما أيضا وجود جرحى إيرانيين يُحتمل إخفاؤهم في أماكن سرية؛ حيث لم يتم العثور عليهم حتى الآن.
وأضاف المسؤول المزعوم "أن المخابرات الأمريكية هي التي زودت السعودية بأسماء هؤلاء الأشخاص، علما بأن السعودية كانت تعتقد أن هؤلاء يخططون لارتكاب عملية ما في أثناء الحج، وقررت التخلص منهم في عملية أثارت السخط والشجب من كل الدول الإسلامية لما حصل من تدافع، كانت السعودية هي المسؤولة عنه، وألصقت تهمة التدافع لإيران لكي ترفع الشبهات عنها".
وتحققت "عربي21" من وكالة "يو بي آي" ليتبين أن أحدث خبر منشور على الوكالة عن موسم الحج وما جرى فيه، كان يوم السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر الحالي وكان عنوانه: "مسؤولون دينيون سعوديون: كارثة الحج كانت خارجة عن الإرادة البشرية"، فيما لم تبث الوكالة أية أخبار عن الحج بعد ذلك التاريخ، لا ما يتضمن اتهاما للمخابرات السعودية ولا ما يتضمن تبرئة لها، بما يعني أن الخبر الوارد عن الوكالة الإيرانية مفبرك جملة وتفصيلا.
إلى ذلك بثت وكالة "فارس" الإيرانية بيانا صادرا عن حركة أنصار ثورة 14 فبراير البحرينية، تقول فيه الحركة إن الحادث كان "عملية إرهابية للنظام السعودي، جاءت بالتخطيط مع المخابرات الدولية وعلى رأسها السي آي إيه والموساد".
وزعمت الحركة البحرينية المقربة من إيران أن أكثر من 5 آلاف حاج سقطوا في حادث منى، مشيرة إلى أن أغلبهم من الإيرانيين، وبينهم شخصيات مرموقة.
وقالت الحركة إن دماء الحجاج وإزهاق أرواحهم تتحملها المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده ووزير الداخلية محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وطالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية وعربية وإسلامية بمشاركة إيران للوقوف على الحقائق.
وأضاف البيان: "إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن هذه الفاجعة ما هي إلا عملية مدبرة بليل؛ نظرا للمشاهد المروعة التي تم مشاهدتها، والتي تثبت بأنها لم تكن عملية تدافع عادية، وإنما تم فرض التدافع ضمن الخطة المرسومة من أجهزة الاستخبارات السعودية، حتى من دون علم العاملين على تنظيم السير على الأرض".
ولفتت الحركة البحرينية إلى أنه "حسب الشهود الذين نجو من الموت، ذكروا بأن الطريق كان سالكا ثم توقف فجأة من دون معرفة الأسباب، وسدت كل المنافذ لساعات أمام الحجاج، الذين أصبحوا يتدافعون فوق بعضهم البعض ويتساقطون بالمئات".
ونقلت الحركة عن أحد الشهود الذين نجوا من الموت قوله: "سمعتُ القوات الأمنية تقول طالما أن القتلى إيرانيين فدعوهم يموتون".
يشار إلى أن السلطات السعودية فتحت تحقيقا موسعا في حادث منى الذي يعتبر الأسوأ منذ عقود، فيما بلغت الحصيلة الرسمية للقتلى 769 قتيلا إضافة إلى 934 جريحا، أغلبهم غادروا المستشفيات، أما الضحايا الإيرانيون، فيبلغ عددهم 131 حاجا، بحسب ما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية.