سياسة دولية

حلف الناتو يندد بالخرق الروسي للمجال الجوي التركي

مقاتلات روسية اخترقت المجال الجوي لتركيا ومثلت تهديدا للطيران التركي - أرشيفية
انتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي روسيا، الاثنين، لخرقها المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا، وهددت أنقرة بالرد إذا تكرر هذا الاستفزاز، وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة بين خصمي الحرب الباردة السابقين.

واستدعى حلف الأطلسي سفراء دوله الثماني والعشرين الأعضاء لاجتماع طارئ؛ للرد على ما سماه الأمين العام ينس ستولتنبرج "انتهاكات غير مقبولة للمجال الجوي التركي"، بعد عبور مقاتلة روسية للحدود.

وقال مسؤول في الخارجية التركية، مساء الاثنين، إن طائرة حربية روسية خرقت مرة أخرى المجال الجوي التركي الأحد، في عمل دفع أنقرة لاستدعاء سفير موسكو مجددا.

وأضاف أن الطائرة الروسية قامت بالخرق ذاته الذي حدث السبت الماضي، وقال إن روسيا "ستتحمل المسؤولية عن أي حادث مرفوض" إذا تكرر الأمر.

وقال الحلف إن أعضاءه "يحتجون بشدة"، و"يدينون" التوغلات في الأراضي التركية وأراضي الحلف.

وقال الحلف في بيان بعد الاجتماع في بروكسل: "يؤكد الحلفاء أيضا الخطر الشديد لهذا السلوك غير المسؤول. ويدعو الحلفاء روسيا الاتحادية إلى وقف هذه الانتهاكات والكف عنها، وتفسيرها فورا".

وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض ما قامت به روسيا بأنه "استفزاز"، وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه يبين القلق من الصراع المتصاعد في سوريا.

وقال كيري خلال زيارة يقوم بها إلى تشيلي: "لو ردت تركيا.. فسينتج عن هذا مواجهة بالأسلحة.. هذا بالتحديد الشيء الذي حذرنا منه".

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، إن مقاتلة من طراز "سوخوي-30" دخلت المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا "لثوان قليلة"، السبت.

وكان التحرك غير المتوقع من جانب موسكو الأسبوع الماضي بشن غارات جوية في سوريا أثار أكبر احتمال لوقوع صدام غير متعمد بين القوات الروسية والغربية منذ الحرب الباردة.

وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، تحلق طائرات حربية من ورسيا والولايات المتحدة وحلفائها في مهام قتالية في البلد ذاته، حيث استهدفت موسكو مرارا مقاتلين دربتهم وسلحتهم دول حليفة لواشنطن.

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي إن مسؤولين عسكريين من روسيا سيزورون إسرائيل، الثلاثاء، لبحث كيف يمكن أن تتفادى تلك الدول خوض اشتباكات بطريق الخطأ خلال عملها في سوريا.

وهاجمت إسرائيل القوات المسلحة السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني خلال الحرب السورية التي بدأت قبل اكثر من أربع سنوات.

الدفع بمقاتلتين تركيتين


من جانيها، قالت وزارة الخارجية التركية، الاثنين، إن سلاح الجو التركي دفع بطائرتين من طراز "إف 16" بعد أن عبرت طائرة روسية إلى مجالها الجوي قرب إقليم هاتاي، جنوب البلاد.

وفي واقعة أخرى، قال الجيش التركي إن مقاتلة من طراز "ميج-29" التي تستخدمها القوات الروسية، وكذلك السورية، استفزت اثنتين من مقاتلات "إف-16" التركية، الأحد، بتصويب جهاز الرادار الخاص بها نحوهما، والتهديد بإطلاق النار بينما كانتا تقومان بدورية على الحدود.

واستدعت تركيا سفير موسكو للاحتجاج على هذا الانتهاك، وقالت إن روسيا "ستكون مسؤولة عن أي واقعة غير مرغوب فيها قد تحدث" إذا تكرر الاستفزاز.

وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن روسيا أبلغته أن الانتهاك كان "خطأ" لن يتكرر.

وقال في مقابلة مع قناة "خبرترك" التلفزيونية إن "قواعد تركيا الخاصة بالاشتباك تنطبق على كل الطائرات، سواء كانت سورية أو روسية أو من مكان آخر. وسوف تتخذ الخطوات الضرورية ضد من ينتهك حدود تركيا حتى لو كان طائرا".

وأضاف: "بالنسبة لروسيا التي تعارض منذ وقت طويل التدخل الأجنبي في سوريا، وأحبطت قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن تدخلها النشط ينطوي على تناقض وتحرك أدى إلى تصعيد الأزمة".

وقال مسؤول أمريكي كبير، طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن تشك في أن الانتهاكات كانت حدثا عارضا غير متعمد.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكو، إن "خرق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري جاء إثر سوء الأحوال الجوية".

وفي بيان له مساء الاثنين، أوضح كوناشينكو أن "الطائرة الروسية من طراز سوخوي 30 اخترقت المجال الجوي التركي لبضع ثوان، أثناء عودتها لمطار حميميم الذي يبعد 30 كم عن الحدود التركية"، مضيفا أن "الطائرات تضطر بسبب الأحوال الجوية في بعض الأحيان للهبوط على مدرج المطار من جهة الشمال، ويجب عدم البحث عن أي نظرية مؤامرة خلف الحادث".

وذكر المتحدث الروسي أن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة من أجل عدم تكرار حوادث مماثلة في المستقبل.

وتنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها حملة ضد تنظيم الدولة في سوريا، بينما تطالب بتنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتدعم فصائل معارضة أخرى تقاتل ضده.

وتقول روسيا إنها تستهدف تنظيم الدولة، لكن التحالف المناوئ للأسد -ويشمل واشنطن وقوى أوروبية وتركيا وعددا من دول الخليج العربية- يقول إن موسكو تستهدف بشكل أساسي معارضين آخرين، وإنها لم تقصف سوى أهدافا قليلة لتنظيم الدولة.