كان وقع مقتل أحد أهم مؤسسي تشكيلات "الحرس الثوري" الإيراني، حسين همداني، في مدينة حلب السورية على يد تنظيم الدولة، ثقيلا على قيادات الجمهورية، حيث توالت برقيات التعزية له، وما انفكت التصريحات المواسية تخرج عبر الإعلام الإيراني.
فقد أصدر رأس هرم الدولة، المرشد الأعلى علي
خامنئي، السبت، بيان تعزية بهمداني الذي وصفه بـ"المقاتل المخضرم الذي بلغ أمله في الجبهة الزاخرة بالفخر للدفاع عن حرم أهل البيت".
وبعد أن قدم تعزيته في البيان لأسرة
الهمداني، وذويه وأصدقائه ورفاقه في السلاح ومؤسسة حرس الثورة، قال خامنئي إن همداني "قضى شبابه الطاهر والعبادي في جبهات الشرف والكرامة في الدفاع عن الوطن الإسلامي ونظام الجمهورية الإسلامية
الإيرانية".
وأشار إلى آخر أيامه وقتاله في
سوريا، التي وصفها بـ"السنوات الزاخرة بالبركة في الدفاع عن حرم أهل البيت وفي التصدي للأشقياء التكفيريين والمناهضين للإسلام".
يذكر أن همداني، كان نائب الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس (العمليات الخارجية) في
الحرس الثوري، الذي يدير الاستخبارات العسكرية وعمليات المليشيات خارج البلاد.
وكان همداني يعرف بكونه المشرف على العمليات التي ينفذها اللواءان "الفاطميون" و"الزينبيون" اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام بشار الأسد، فضلا عن عمليات حزب الله اللبناني في سوريا.
خسارة كبيرة
من جهته، نعى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، همداني الذي قتل على يد تنظيم الدولة، معتبرا مقتله "خسارة كبيرة لجبهة المقاومة وحافزا في نفس الوقت لتحقيق النصر النهائي ومواصلة درب المقاومة والشهادة".
وأضاف شمخاني أن ما أسماه "الجهاد بلا هوادة مع الإرهاب التكفيري" سيتضاعف بإراقة هذه الدماء الطاهرة، وأن الثأر لدماء هذا الشهيد من الإرهابيين التكفيريين لن يكون إلا بالقضاء الكامل على هذه التيارات المعادية للإنسانية".
وأما القائد العام لقوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، فقد وصف همداني بأنه "أحد الأعمدة الرصينة في جبهة مقاومة أمريكا والكيان الصهيوني".
وحمل السعودية مسؤولية مقتله، وقال إن همداني قتل "على يد عملاء أمريكا والكيان الصهيوني الإرهابيين الذين تم تسليحهم بالسلاح من قبل نظام الهيمنة، من بينه السعودية التي تقوم بالفتك بالشعوب الإسلامية في اليمن والعراق وسوريا والبحرين".
ويعد همداني من أكبر المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وقدم الدعم للقوات الإيرانية وقوات حزب الله، في معاركها ضد الفصائل السورية المعارضة.
وقد نال همداني شارتين، من يد خامنئي، "لتوجيهه وقيادته الناجحة للفرق التي تحت إمرته خلال فترة الحرب المفروضة".
سر "صمود ونجاح" سوريا
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، إن همداني كان "رائدا في مكافحة الإرهاب"، زاعما أنه كان له "دور كبير في دعم الأمن الإقليمي والعالمي في مواجهة الإرهاب".
وأضاف عبداللهيان أن ما أسماها "رسالة الصمود والمقاومة التي رفعها الشهيد العميد همداني تشكل سر صمود و نجاح سوريا"، معتبرا أن "الشعب السوري ومحور المقاومة سيواصلان نهج هذا الشهيد بجدية".
يذكر أن اسم همداني برز بشكل واضح حين كان مستشارا لقائد قوات التعبئة (الباسيج) حسين طائب، وعُرف أكثر حين كان يتسلم زمام الأمور في العاصمة طهران، إبان اندلاع احتجاجات "الثورة الخضراء"، التي أشعلها مناصرو المرشح الرئاسي الإصلاحي مير حسين موسوي، احتجاجا على فوز الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.
وقد أدرج اسم همداني على قائمة العقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات إيرانية في 14 نيسان/ أبريل عام 2011، بسبب قضايا لها علاقة بانتهاكه لحقوق الإنسان، بحسب مسؤولين غربيين.