نشرت صحيفة "زون ميليتار" الفرنسية، تقريرا حول الرسالة المشفرة التي وجهتها
روسيا لحلف
الناتو، بعد إطلاقها صواريخ من بوارجها المتواجدة في
بحر قزوين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مسؤولين أمريكيين، اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، صرحوا لقناة "سي أن أن"، بسقوط أربعة صواريخ بالستية عابرة للقارات، من بين الـ26 صاروخ التي أطلقت من سفن روسية في بحر قزوين يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، "على الأرجح" في
إيران، ولم تبلغ أهدافها في
سوريا.
وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية نفت ما قاله الأمريكيون، فقد صرّح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف، بأن "كل الصواريخ تمكنت من ضرب أهدافها، خلافا لقناة (سي أن أن)، فنحن لا نقدم معلوماتنا بناء على مصادر مجهولة، وإنما نقوم بتبيين مسار صواريخنا وأهدافها في الحين".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يحددوا المناطق الإيرانية التي سقطت فيها هذه الصواريخ الأربعة، كما لم تؤكد طهران سقوطها على أراضيها، مضيفة أن "من الصعب التأكد من هذه المعلومات؛ نظرا لوقوف إيران مع روسيا في الدفاع عن نظام
بشار الأسد في سوريا، وأنه في كل الأحوال؛ لا مبرر لإطلاق هذه الصواريخ من الأسطول الروسي في بحر قزوين".
وتابعت: "لروسيا طائرات مقاتلة في سوريا؛ سبق لها أن ضربت نفس هذه المواقع التي تم استهدافها بالصواريخ البالستية العابرة للقارات، وعلاوة على ذلك؛ فإن السفن الروسية المتواجدة حاليا في شرق البحر الأبيض المتوسط يمكنها القيام بنفس المهمة، لا سيما وأنها هي الأقرب إلى المناطق المستهدفة، مقارنة بالسفن المتواجدة في بحر قزوين".
وقالت إنه في مساء اليوم الذي أطلقت فيه هذه الصواريخ؛ حرصت وزارة الدفاع الروسية على الإعلان عن هذا الإجراء العسكري، من خلال بث شريط فيديو يظهر عملية إطلاق الصواريخ، كما أشار الرئيس التنفيذي لهيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال أندريه كاربالاتوف، إلى أن هذه الضربات التي تطلبت "استعدادات مكثفة"، تمت الموافقة عليها من قبل الدول الشريكة (إيران والعراق).
وذكرت الصحيفة أن كاربالاتوف أوضح أن "الفجوة بين مكان التفجير وبين الهدف المحدد؛ كانت أقل من خمسة أمتار"، ناقلة عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قوله إن "نتائج الضربات تؤكد فاعلية الصواريخ الروسية بعيدة المدى، والتي بلغ مداها هذه المرة حوالي 1500 كيلو متر".
وأشارت صحيفة "زون ميليتار" إلى أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أعرب عن أسفه بسبب إطلاق هذه الصواريخ البالستية العابرة للقارات من بحر قزوين "من دون سابق إنذار"، مضيفا أن البعض منها "اقترب على بعد بضعة كيلومترات من طائراتنا بدون طيار".
وذهبت إلى أن إطلاق هذه الصواريخ الـ26 -التي يصل مداها إلى 2600 كيلو متر- من الأسطول المتواجد في بحر قزوين؛ لم يكن بهدف ضرب مواقع معارضي نظام بشار الأسد، وإنما بهدف إظهار القوة الروسية للولايات المتحدة ولحلف شمال الأطلسي، "خاصة وأن هذه الصواريخ البالستية العابرة للقارات بإمكانها حمل رؤوس نووية".
وبينت أن استخدام هذه الصواريخ "محاولة من موسكو للالتفاف على معاهدة القوات النووية المتوسطة، الموقعة في 1987، والتي تلزم كلا الطرفين (الولايات المتحدة وروسيا) لمدة ثلاث سنوات بعد بدء نفاذ المعاهدة، بتدمير جميع الصواريخ البالستية التي تطلق من الأرض والتي يصل مداها إلى ما بين 500 و1000 كم، وتلك التي يصل مداها إلى ما بين 1000 و5500 كيلومتر".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن هذه الصواريخ باتت تقلق رئيس قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، الأدميرال ويليام غورتني، فقد تحدث كلمة ألقاها أمام المجلس الأطلسي 8 تشرين الأول/ أكتوبر، عن الصواريخ الروسية التي يتم إطلاقها من غواصة أو من سفينة حربية، "والتي أصبحت تشكل تحديا كبيرا؛ لأنها تجبرنا على القبض على الأسهم، بدلا من محاولة ضرب القوس"، على حد تعبيره.