سياسة عربية

ساويرس يشيد بضاحي خلفان ولا يستبعد تشكيل حكومة مصر

قارن بين دبي والقاهرة- ا ف ب
أشاد رجل الأعمال القبطي، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، نجيب ساويرس"، بنائب القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان، وذلك في معرض ثنائه على نظافة دبي، قائلا إنه منذ ما يقرب من خمس سنوات أطلق الأخير مبادرة زراعة مليون شجرة.

جاء ذلك في  أحدث مقالات ساويرس بجريدة "الأخبار" المصرية الصادرة الأحد.

في الوقت نفسه، أكد ساويرس أن حزبه يستهدف الحصول على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان المصري المقبل. وقال: "يمكن أن نشكل حكومة، ولدينا أسماء عدة لتولي رئاستها".

جاء ذلك خلال حوار ساويرس مع الإعلامية المثيرة للجدل لميس الحديدي، في برنامجها "هنا العاصمة"، عبر فضائية "سي.بي.سي"، المملوكة لرجل الأعمال المقرب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، محمد الأمين، مساء السبت.

واستجدت الحديدي، ساويرس، معرفة اسم رئيس الوزراء الذي قد يختاره حزب "المصريين الأحرار"، في حال فوزه بأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقالت: "أعطني اسمين ثلاثة.. أنا رقبتي توجعني..  هل يمكن أن تعطيني أي اسم"؟، لكن ساويرس رد قائلا: "لما تخفي (تُشفَي) سوف أوشوشك (أبلغك سرا)".

في السياق ذاته، أكد ساويرس تعاونه مع السيسي في الإتيان بمجلس نواب "مستأنس" من قبل الأخير.

وقال: "الوضع الحالي لا يتحمل الصدام، لذلك شاركنا في قائمة "في حب مصر" (قائمة مخابراتية تحوي نوابا محتملين مؤيدين للسيسي).

ودافع ساويرس عن استعانته بنحو مائة من الحزب الوطني المنحل بالقول: "ليس كل المنتمين للحزب الوطني فاسدين".

لكنه وصف "أحمد عز" بأنه: "كان يعمل لصالح شخص، ونحن نعمل لمصر"، وفق قوله.

وعن "قانون التظاهر" قال إنهم سيطالبون بتعديله إذا فازوا بالانتخابات البرلمانية، دون أن يحدد ما نوعية التعديل الذي سيقومون بإجرائه؟
  
وكرر أمنياته بالقضاء على الفقر في البلاد خلال 5 سنوات، وقال: "عندنا هدف أساسي أن نغمض أعيننا خمس سنوات، ونفتحها فلا نجد فقيرا واحدا في مصر".

وكان ساويرس صرح سابقا بأنه لم يضخ جنيها واحدا في الاستثمارات بمصر، خلال أكثر من ستة أشهر، وتحديدا منذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ في مارس/ آذار الماضي.

وعندما تطرق الحديث للسياسة النقدية الحالية قال ساويرس إنها ليست حلا.

وتابع: "الدنيا واقفة، وهذا ليس حلا.. الكل يروح دبي، ويجيبوا (يحضروا) فواتير مضروبة، والجمارك بتروح (تضيع) علينا.. رجعنا للفوضى اللي كنا فيها".

تحريض على السلفيين المؤيدين للانقلاب

في حواره، أعرب ساويرس عن ضيقه من مشاركة "حزب النور" في الانتخابات البرلمانية المقبلة، على الرغم من أن الحزب تحالف معه، ومع الكنيسة المصرية، في الإطاحة بمرسي، والمسار الديمقراطي، بل ورشح أقباطا، وقبطيات متبرجات على قوائمه، فضلا عن أنه لم ينفك يرسل بحقه رسائل إيجابية.

وقال ساويرس: "الشعب المصري سيكرر الخطأ القديم، وهو خلط الدين بالدولة من خلال اختيار أعضاء حزب النور فى البرلمان المقبل".

وشن هجوما عنيفا على الحزب بقوله: "ممارسة الحزب تدل على أنه غير دستوري، وطائفي".
وتابع: "فيه مصطلح عندنا ممكن أقوله على الأقباط المنضمين لحزب النور لكن عيب أن أنطقه على الشاشة.. لكنه لفظ ينطبق عليهم.. الانتهازية تنطبق عليهم أيضا".

وبرغم أنه أكد أن حزبه على استعداد للتحالف مع أي حزب، إلا أنه استثنى "النور" بقوله: "إلا حزب "النور"، الذي شدد على أنه لن يتحالف معه نهائيا تحت أي ظرف من الظروف، وفق قوله.

كما شدد على أن حزبه لن يتحالف مع السلفيين مهما كان الأمر.
 
أسف لبحيري وعيسى.. ودعم لحامد والجلاد 

وعلق ساويرس على الحكم الصادر السبت، بتأييد حبس إسلام بحيري، خمس سنوات، بتهمة ازدراء الأديان (الإسلام)، بالقول: "حاجة مؤسفة"، معتبرا أنه "مفكر، ومن المؤسف الحكم على المفكرين"، علما بأن بحيري لم يتطرق للإنجيل والمسيحية، وإنما أساء للقرآن، والإسلام.

كما كشف ساويرس عن تفكيره في تأسيس جريدة جديدة، مع الصحفي مجدى الجلاد، قائلا: "أي رئيس تحرير زي مجدي ومحمود مسلم مكانهما موجود، لفهمهما وثقافتهما وإطلاعهما وذكائهما، فهما يمثلان عملة نادرة"، على حد تعبيره.

وعن تسريبات الإعلامي المثير للجدل "عبد الرحيم علي" عنه، قال: "تسجيل المكالمات الشخصية أمر غير مقبول، وأنا رفعت عليه 23 قضية، وفيه سجن، ولا يوجد خلاف بيني وبين أحمد موسى".

القاهرة ولا دبي؟

وكان ساويرس كتب مقالا بجريدة "الأخبار"، اليوم الأحد، تحت السؤال السابق، عقد فيه مقارنة بين القاهرة، وإمارة دبي.  

وقال: "حتي لا أتهم بالانحياز إلي دبي.. أنا أفضل القاهرة بكل عيوبها، ومرورها القاسي، ومستوى نظافتها السيئ، وضوضائها العالية.. عن دبي النظيفة الهادئة المنظمة التي رغم ذلك تفتقد إلي الروح والدفء الذي نشعر بهما في مصر".

وأضاف: "لم أستطع أن أقاوم المقارنة.. فمن شوارع واسعة ومرور منظم وأشجار وارفة وخضرة مزدهرة ونظافة متناهية إلى قاهرتنا العزيزة بكل سيئاتها التي ذكرتها، والسؤال هنا: لماذا هي كده (هكذا)، ودبي غير كده؟".

وأرجع ساويرس أحد أسباب نظافة دبي، إلى جهاز الشرطة في دبي، الذي وصفه بأنه "يلعب دورا أساسيا في هذا المجال"، قائلا: "منذ ما يقرب من خمس سنوات أطلق القائد العام لشرطة دبي حينها الفريق ضاحي خلفان مبادرة زراعة مليون شجرة بهدف تنقية الهواء وزيادة الرقعة الخضراء والمساهمة في خلق بيئة آمنة وصحية ونظيفة".

وتابع: "المار أمام أكاديمية شرطة دبي لا يتخيل أن وراء أسوارها مجموعة من المشاتل التي تعكف الأكاديمية على إنجازها، تزيد مساحتها على 50 في المئة من مجمل مساحة الأكاديمية بهدف زيادة الرقعة الخضراء".

وأضاف: "باختصار، فإن منظومة النظافة في دبي تعتمد على ركائز مهمة هي القانون والجهاز التنفيذي والجهاز الرقابي ممثلا في البلديات والتوعية والجمهور".

وتساءل: أين مصر البلد الراقي المتحضر؟ ومتى يتم إزالة كل مظاهر القبح والعشوائية عنها؟

واختتم ساويرس مقاله بالآية القرآنية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، متسائلا: ألم يحن الوقت لنغير ما بأنفسنا، وننفض عنا غبار القبح والعشوائية؟، بحسب تساؤله.