احتشد الآلاف من أعضاء رابطة مشجعي النادي
الأهلي المصري "أولتراس أهلاوي" مساء الأحد داخل مقر النادي بالقاهرة للاحتجاج على سياسيات مجلس إدارة النادي.
وعلى الرغم من أن سبب غضب الجماهير هو خسائر الفريق في كرة القدم، إلا أن السياسة كانت حاضرة في المشهد، خاصة الخلاف مع جماعة
الإخوان المسلمين بالإضافة إلى تدخلات رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس في شؤون النادي عن طريق أحد السياسيين المقربين منه.
وكان تعاقد الأهلي مع البرتغالى "جوزيه بيسيرو" لتولي تدريب الفريق خلفا لفتحي مبروك الذي تمت إقالته، قد فجر غضبا عارماً بين جماهير النادي، خاصة بعد التقارير الصحفية التي أكدت أنه صاحب سيرة ذاتية ضعيفة ولم يحقق أي نجاح مع الأندية التي دربها من قبل.
ونظم الأولتراس أمس السبت وقفة احتجاجية أمام مقر النادي للمطالبة برحيل مجلس الإدارة وعودة البرتغالي العجوز "مانويل جوزيه" لتولي تدريب الفريق خاصة وأنه حقق مع النادي انجازات غير مسبوقة وحصل للأهلي على أكثر من 15 لقبا محليا وأفريقيا ودوليا خلال فترة تدريبه للفريق، كما طالبوا بتولي لاعب الأهلي السابق محمد
أبو تريكة منصباً رسميا في الفريق للاستفادة من شعبيته الجارفة بين جماهير الأهلي ولاعبي الفريق.
أبو تريكة والإخوان وساويرس
وبحسب تقارير صحفية محلية، فإن مجلس إدارة الأهلي رفض التعاقد مع البرتغالي مانويل جوزيه بسبب الخوف من استعانة جوزيه في جهازه الفني بنجم الفريق المعتزل العام الماضي محمد أبو تريكة والمعروف بميولاته الإخوانية والتي جعلت السلطات تتحفظ على أمواله.
وطالب أعضاء داخل مجلس إدارة الأهلي بتعيين أبو تريكة، في منصب مدير الكرة، خلال الفترة المقبلة قائلين إنه الوحيد القادر على لم شمل الفريق وإعادة الأمور لنصابها الطبيعي بفضل علاقاته المتميزة مع الجميع في النادي.
لكن أحمد سعيد نائب رئيس النادي -والذي يشغل أيضا منصب رئيس حزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه نجيب ساويرس - يعارض بشدة فكرة تولي "أبو تريكة" أي منصب رسمي داخل النادي لأسباب سياسية.
وكان أبو تريكة قد ظهر في النادي صباح الأحد لمؤازرة لاعبي الفريق قبل لقاء الزمالك في كأس السوبر، وحظى بترحاب شديد من الجماهير واللاعبين، الأمر الذي زاد من الضغوط على مجلس الإدارة لتوليه منصب رسمي في النادي.
وتطالب جماهير النادي بتواجد أبو تريكة في الجهاز الفني المقبل للفريق، ودشنت هاشتاج باسم #ابوتريكة، تصدر قائمة الهاشتاجات على مواقع التواصل الإجتماعي.
وأبدى ساويرس أكثر من مرة رغبته في شراء النادي الأهلي، وأعلن أنه في حال تحويل الأندية المصرية إلى شركات خاصة فإنه سيشتري الأهلي بأي سعر، كما أن أحمد سعيد"، رجله المخلص في حزب "المصريين الأحرار"، يتولى منصب نائب رئيس النادي.
السياسة واضحة
وألقت السياسة بظلها على أزمة الأهلي الحالية حيث تعالت أصوات الجماهير بهتافات كان الثوار يرددونها في ميدان التحرير إبان ثورة يناير 2011، من بينها "مش هنمشي طاهر يمشي" و"ارحل يا طاهر"، و"ارحل بقى يا عم خلي عندك دم".
وفي إشارة إلى التدخلات التي يقوم يها السياسيون في شؤون النادي لتحقيق مصالح الأحزاب التي ينتمون لها، رددت الجماهير الغاضبة هتافات: "الأهلي نادي كورة.. مش مجلس شعب وشورى".
وعاش الأهلي سلسلة من الأزمات المتتالية خلال الموسم الماضي، دفعت عدد من المسئولين في النادي لتقديم استقالتهم، منهم هيثم عرابي مدير التعاقدات والعلاقات الخارجية، الذي استقال من منصبه اعتراضاً على تهميشه والتعاقد مع مدرب للفريق دون علمه، كما استقال عدلي القيعي بعد يومين فقط من تعيينه متحدثاً رسمياً باسم النادي.
ومن المتوقع أن يصل المدرب البرتغالي "بيسيرو" إلى القاهرة غداً الاثنين لتوقيع العقود، على أن يتولى قيادة الأهلي رسميا عقب مباراة السوبر المحلي الأهلي التي يخوضها الفريق ضد غريمه التقليدي الزمالك يوم الخميس المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
مجموعة من الفاشلين
ويقول المشجعون إن رئيس النادي محمود طاهر -وهو رجل أعمال مقرب من النظام الحاكم- فشل فشلاً ذريعاً في إدارة أكبر أندية مصر وأفريقيا وتسبب في تدهور نتائجه بشدة في الفترة الأخيرة.
كانت "أولتراس أهلاوي" قد نشرت بيانا حادا اتهمت فيه مجلس الإدارة بعدم القدرة على إدارة النادي وطالبته بالرحيل بعد خسارة الفريق 5 بطولات في 8 أشهر، كان آخرها الكونفدرالية الأفريقية، وهو الأمر الذي لم يحدث للأهلي منذ عشرات السنين.
وقالت رابطة الأولتراس في بيانها: "إن الفريق يشهد فضائح ومهازل وتحول إلى أحزاب وشلل ويشهد تجاوزات من اللاعبين الكبار ولا يتم محاسبتهم؟.
وأضاف البيان: " النادي الأهلي اليوم يدار عن طريق الأصدقاء والمعارف، ويتم والاستغناء عن الكفاءات وأبناء الأهلي رغم نجاحاتهم الواضحة".
واختتم الأولتراس بيانه بالتأكيد على أن الأهلي لن يدار من خارج مصر -حيث يقيم محمود طاهر في لندن لمتابعة أعماله الخاصة- وأن من يجهل إدارة كرة القدم ولا يستطيع تحمل تلك المسئولية، عليه الرحيل فوراً لأن جمهور الأهلي لن يسكت بعد اليوم ولن يترك الكيان ينهار بسبب مجموعة من الفاشلين".