قالت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إن البحرين ودول خليجية أخرى لم تسمها تجري مفاوضات لشراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بوساطة شركات أمريكية، مضيفة أن الصفقة تقدر بعشرات وربما مئات بل مليارات الدولارات، وفق تعبيرها.
وبحسب القناة، فإن هذه المحادثات التي تأتي بدافع التخوف من التهديد المتصور من إيران، من شأنها أن تؤدي إلى طفرة في الأرباح بالنسبة للشركات الأمريكية والإسرائيلية.
ولفتت إلى أن بيع الأسلحة المتقدمة الإسرائيلية لدول الخليج كانت مثيرة للجدل لكل من الإسرائيليين والمشترين قبل بضع سنوات، "ولكن التهديدات الرئيسة المتمثلة بطموحات إيران العسكرية المتنامية دفعت دول الخليج وإسرائيل إلى تجاهل المعيقات والحرج من مثل هكذا صفقات".
وتعكس هذه المحادثات وفق "فوكس نيوز" مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي من التهديد الإيراني المتزايد، لا سيما بعد أن يتم رفع العقوبات، مضيفة أن هذه المخاوف تعمقت أكثر من خلال التحالف المتنامي بين طهران وموسكو.
وقالت إن هناك مخاوف من أن يشهد "الهلال الشيعي من خلال النفوذ الروسي انتشارا في أنحاء الشرق الأوسط، ما قد يدفع ببعض دول الخليج إلى التواصل سرا مع إسرائيل" بخصوص شراء المنظومات العسكرية من خلال وساطة شركات أمريكية.
ونقلت عن وزير خارجية البحرين قوله إن إيران على الأرجح سوف تطور إمكاناتها الصاروخية العسكرية بعد التوصل إلى اتفاقية مع السداسية بشأن البرنامج النووي.
وأشارت إلى أن المنظومة الإسرائيلية سترسل إلى الدول صاحبة الشأن عبر شركة "رايثان" وهي أكبر مزود للمؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة، وعبر شركات أمريكية أخرى كانت عملت بالاشتراك مع شركة "رايثان" الإسرائيلية في تطوير "القبة الحديدية" للحماية من ترسانة غزة الصاروخية، وحزب الله اللبناني.
وزعمت "فوكس نيوز" أن هذه الدول تنوي الحصول على منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية "مقلاع داوود" والمنظومة المضادة للصواريخ من طراز "سهم 1" و"سهم 2".
من جهة أخرى، قال صحيفة "التايمز" البريطانية إن دول
الخليج، التي تخشى من جارتها
إيران، تجري محادثات للحصول على نسخة أكبر من
القبة الحديدية، التي حصلت عليها
إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير مراسلة الصحيفة بيل ترو، إلى ما نقلته قناة "سكاي نيوز" البريطانية عن وزير الخارجية
البحريني خالد بن محمد آل خليفة، حيث عبر عن مخاوف بلاده ودول الخليج من الطموحات الإيرانية، قوله: "تحاول إيران إضعاف حكومات منطقتنا والإطاحة بها منذ سنين طويلة". وقال في زيارة له إلى لندن: "الإسرائيليون لديهم قبتهم الحديدية الصغيرة، وستكون لنا واحدة ولكن أكبر".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوزير البحريني كشف عن أن دول مجلس التعاون الخليجي، البحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر وعُمان والكويت، تجري مفاوضات مع شركات إسرائيلية، من خلال الولايات المتحدة، لكن "فوكس نيوز" لم تجزم بغير البحرين، وتحدثت عن دول أخرى لم تسمها.
وتبين الصحيفة أن الشراكة غير العادية بين هذه الدول والعدو القديم إسرائيل نشأت بسبب مخاوف الطرفين من الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع الولايات المتحدة ودول الغرب، حيث تخشى من رفع العقوبات المفروضة على إيران، واستخدام الأخيرة المال لزعزعة استقرار منطقة الخليج، عبر وكلائها في المنطقة.
وتلفت الكاتبة إلى أن القبة الحديدية، وهي نظام صاروخي متحرك، صممته شركتا "ريثيون" الأمريكية و"رافال" الإسرائيلية. ولدى النظام القدرة على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمقذوفات المضادة للدبابات، وسجل النظام نسبة نجاح تقدر بـ90% منذ نشره في إسرائيل.
ويفيد التقرير بأن دول الخليج تأمل ببناء منظومة دفاع صاروخي، ولكن بحجم أكبر لحمايتها "من الترسانة الصاروخية المتزايدة". وستشمل المنظومة على صواريخ طويلة المدى قادرة على اعتراض الصواريخ العابرة للصوت.
وتنقل الصحيفة ما أوردته قناة "سكاي نيوز" البريطانية، معلقة على رغبة الولايات المتحدة بالقيام بدور الوسيط في الصفقة المربحة ماليا، ومن أجل تخفيف غضب الدول الخليجية على واشنطن. وترى هذه الدول أن تقارب واشنطن مع طهران هو تخل عنها، وتخشى من أن يعزز رفع العقوبات التخالف الروسي الإيراني. مشيرة إلى أن التوتر قد تصاعد بين إيران ودول الخليج في ظل الحروب التي تشهدها المنطقة، حيث يدعم كل منهما طرفا في العراق وسوريا واليمن.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن إيران استخدمت كارثة الحج الأخيرة، التي قتل فيها أكثر من 750 حاجا، فرصة للهجوم على السعودية، واتهامها بالعقم وسوء الإدارة، وطالبت بإدارة إسلامية مشتركة لموسم الحج.