اتهمت
روسيا باستخدام الساحة السورية
حقل تجارب لأسلحتها الحديثة، ولإخفاء استمرار اعتمادها على التقنية السوفييتية السابقة، بالإضافة إلى استعراض عضلاتها.
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن روسيا استهدفت منذ بداية الغارات الجوية في 30 أيلول/ سبتمبر، المعارضة السورية، التي تقاتل نظام بشار الأسد، رغم أنها دخلت
سوريا بذريعة محاربة
تنظيم الدولة في شرق سوريا.
ويلفت التقرير الانتباه إلى ما تقوم به روسيا من تحويل السوريين إلى حقل تجارب. وينقل عن مايكل كوفمان من معهد كي"نان"، وهو مركز متخصص بالشؤون الروسية في واشنطن، قوله: "إنها بالضرورة حقل تجارب".
وتذكر الصحيفة أن روسيا نشرت أكثر من 30 مقاتلة حربية تعمل من قاعدة جوية قرب اللاذقية، في محاولة منها لمنع انهيار نظام الأسد. ويعلق كوفمان على القدرات العسكرية الروسية بأنها متقدمة، لكنها تظل متأخرة عن تفوق الولايات المتحدة العسكري. مشيرا إلى آن أداء روسيا في سوريا يظل جيدا.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن كوفمان قوله إن أداء القوات الروسية في سوريا لا يقارن بالأداء الضعيف للقوات الجوية والبرية أثناء حربها ضد جورجيا عام 2008، عندما خسرت ثماني مقاتلات أسقطتها القوات الجورجية المدربة أمريكيا. ويضيف: "لو عدنا للوراء، إلى عام 2008، وقلنا لسلاح الجو الروسي إنه سينشر مقاتلاته عام 2015 في بلد آخر، وسيقوم بشن هجمات ليلية، ويسقط قنابل على الهدف بدقة، لكان هذا بالنسبة لقادته قصة خيالية".
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا استخدمت في الحرب السورية طائرة "سوخوي 34"، وهي مقاتلة متعددة المهام. مستدركة بأنه رغم هذا العرض العسكري الباهر من الطائرات الجديدة في روسيا، إلا أن العرض الأكثر إثارة هو قيام روسيا بإطلاق صواريخ "كروز كاليبار 26" من بوارج حربية راسية في بحر قزوين، ضد ما قالت موسكو إنها أهداف ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة.
ويفيد التقرير بأن "كاليبار"، وهو مواز لصاروخ "تومهوك" الأمريكي، الذي استخدم في حرب الخليج والغزو الأمريكي للعراق، انطلق نحو سوريا قاطعا 900 ميل.
وتنقل الصحيفة عن محرر النسخة الأوروبية من "إي أتش أس جينز ديفنس ويكلي" نيك دي لارينجا، قوله: "لقد أدارت الدولة عملية إطلاق الصواريخ بطريقة أعادت إلى الأذهان استراتيجية الصدمة والترويع أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003".
ويضيف ارينجا: "كان هذا مجرد استعراض للقوة والقدرات، وهو من أجل الدعاية أكثر منه استهدافا لأهداف شرعية، كان يمكن ضربها من خلال المقاتلات الحربية".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول لارينجا بأنه رغم التقدم العسكري الذي حققته روسيا، إلا أنها لا تزال تعتمد على "إرث" الاتحاد السوفييتي من المقاتلات والتكنولوجيا. وأضاف أن "غالبية الطلعات الجوية التي تمت تحت أجنحة المقاتلات الروسية لم تكن موجهة بدقة".